رسائل حماس من اختيار يحيى السنوار رئيسًا لها
ساره محمد مصر وناسهاأعلنت حركة حماس، أمس الثلاثاء، عن تعيين يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا للشهيد إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي.
وتُعتبر هذه الخطوة رسالة قوية لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، حيث يعكس تعيين السنوار قوة الحركة وحفاظ قيادتها على السيطرة من داخل قطاع غزة.
رسائل حماس من اختيار يحيى السنوار رئيسًا لها
ويبدو أن اختيار حركة حماس ليحيى السنوار زعيماً لها، رغم التوقعات التي كانت تشير إلى اختيار شخصية من الجناح السياسي للحركة، يأتي كنتيجة طبيعية لاغتيال إسماعيل هنية وللتصعيد الإسرائيلي الأخير وتزايد المخاطر الإقليمية.
وتكشف الاعتبارات الداخلية للحركة أن السنوار، الذي يُعتقد أنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر، لا يزال يقود المقاومة بفاعلية رغم مرور وقت طويل على الحرب.
اقرأ أيضاً
- تعاون روسيا مع إيران يثير قلقا لتل أبيب
- رسميا يحيى السنوار خلفا لإسماعيل هنيه
- تنفيذ عملية قصف كبرى من الجنوب اللبناني باتجاه المستوطنات الإسرائيلية
- سموتريتش : لابد من اغتيال حسن نصر الله
- تحركات من سلطات الاحتلال بعد خطاب نصر الله
- أهالى الأسرى : نتنياهو يتعمد إفشال تبادل الأسرى
- خطط لإقالة وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت،
- رويترز: صاروخ ضرب غرفة إسماعيل هنية وأصابه مباشرة
- استشهاد القيادي في الحزب فؤاد شكر
- حم.اس : «مشعل» خليفة محتملًا لـ إسماعيل هنية
- إسرائيل تعترف بعجزها لن نعثر على رهائن آخرين في غزة
- هل ستشهد لبنان حرب قريبا .. بعد إستنفار لحزب الله ؟
فإسرائيل، بكل قدراتها العسكرية والاستخباراتية، لم تتمكن من الوصول إليه أو اغتياله، ما يعكس الثقة التي توليها الحركة لجناحيها: السياسي والعسكري في قيادة السنوار.
واختيار السنوار كان أيضًا لتأكيد التماسك بين جناحي الحركة في غزة والخارج، ولإثبات عدم وجود انقسام أو صراعات حول خلافة هنية. يحمل تعيينه رسائل متعددة، منها:
- التماسك الداخلي: تأكيد التماسك بين الجناح العسكري في الداخل والجناح السياسي في الخارج، وهو ما يهدف لتبديد مزاعم إسرائيل بوجود انقسام داخل الحركة.
- التحدي للاحتلال: رسالة مفادها أن حماس ما زالت قوية وقادرة على إنتاج قيادة جديدة لمواكبة التحديات، بعد اغتيال هنية.
- ردع نتنياهو: اختيار السنوار، الذي يُحمّل مسئولية هجوم السابع من أكتوبر، كان بمثابة تحدٍ لنتنياهو ولإظهار عجزه عن القضاء على قيادات حماس، وهو ما يزيد من حرج نتنياهو ويجعل من الصعب عليه ترويج نجاحه في مواجهة الحركة.
- رفض المفاوضات تحت الخداع: حماس لا تنوي متابعة المفاوضات ما دام نتنياهو يستمر في خداع العالم ويماطل في تحقيق الصفقة.
- أهمية المقاومة على الأرض: الكلمة الفصل في المفاوضات تحددها المقاومة على الأرض، وليس التفاوض من دون تحقيق التقدم الفعلي.
- الوساطة مع السنوار: على الوسطاء التعامل مع السنوار لتحديد أي صفقة محتملة في المستقبل، مما يعكس تغييرات في القيادة.
وبالتالي، يواجه نتنياهو تحدياً كبيراً في تسويق انتصاراته المزعومة، خاصة بعد فقدانه لجزء كبير من مكانته الداخلية.
من غير المتوقع أن تسهم اغتيالات قادة حماس وحزب الله في استعادة زعامته السابقة أو تجنب الثمن السياسي الكبير الذي سيواجهه في النهاية.
وكان يُنظر إلى إسماعيل هنية الراحل على أنه القوة المحركة داخل الجناح السياسي لحركة حماس للتوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب.
وبالتالي، فإن اغتياله كان يهدف بشكل واضح إلى تقويض فرص التوصل إلى مثل هذه الصفقة.
ووفقًا لموقف حركة حماس وكثير من الإسرائيليين الذين يسعون لعودة المحتجزين، وكذلك الولايات المتحدة، يُعزى عرقلة الاتفاق إلى نتنياهو بشكل رئيسي.
كما كشف اغتيال هنية عن الخداع الذي يمارسه نتنياهو في المفاوضات، حيث يهدف إلى التهرب من استحقاقات الصفقة وإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة.
وستظل أولوية حماس الرئيسية، وهي إنهاء المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة تحافظ على المكاسب الاستراتيجية التي حققتها القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر، قائمة على الرغم من الآثار المحتملة لاختيار السنوار زعيماً لمكتبها السياسي. وهذا التعيين مصمم لتعظيم فرص الوصول إلى تلك النتيجة.
وقال المحللون السياسيون إن تعيين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليحيى السنوار زعيماً لها بدلاً من إسماعيل هنية الراحل يمثل صدمة لإسرائيل، وبالأخص لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
هذا التعيين يعكس حيوية الحركة واستمرار سيطرة قيادتها على قطاع غزة وقدرتها على التواصل بفعالية.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي سعيد زياد أن اختيار السنوار لقيادة الحركة يرسل رسائل قوية إلى إسرائيل والولايات المتحدة والمنطقة بأسرها، من أبرزها أن حماس لا تزال تحتفظ بقوتها وحيويتها وقدرتها على التواصل.
وأضاف زياد أن حماس "اختارت أكثر الشخصيات خطورة على إسرائيل، والذي يعتبره الاحتلال الأكثر قوة بين فصائل المقاومة"، مما يجعله بديلاً أكثر تحدياً من إسماعيل هنية، الذي كان يوصف بكونه أكثر اعتدالاً.
وأضاف زياد في تصريحات له، أن اختيار السنوار يعني أن حماس تدير شئونها من داخل غزة، مما يمنح الشرعية للسنوار ويؤكد قدرته على قيادة أهم معارك الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن هذا القرار يعكس سرعة وفعالية في اتخاذ القرارات داخل الحركة دون تسريبات، مشيراً إلى أن السنوار كان وراء قرار "طوفان الأقصى" والذي حظي بموافقة قيادة الحركة.
وذكر زياد أن السنوار يتمتع بالتحكم الكامل في المشهد السياسي والعسكري والتفاوضي، مما يشير إلى أن الحركة قد فوضت إدارة غزة لشخص يعيش بداخلها، مما يشكل تحدياً كبيراً لإسرائيل وللمنطقة.
واختتم زياد بالقول إن السنوار يهيمن فعلياً على الوضع، بينما يدير خليل الحية نائب رئيس الحركة المفاوضات، مع اتخاذ القرارات بالتوافق بين الجميع.
وأضاف أن حماس تقول لإسرائيل: "لقد اخترنا الرجل الذي جعلتم قتله هدفاً رئيسياً لكم".
من جانب آخر، قال المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن اختيار السنوار لقيادة حماس يُعتبر رسالة مباشرة إلى إسرائيل.
وأضاف الرقب أن هذا الاختيار جاء مخالفاً للتوقعات السابقة، واصفاً إياه بالصدمة للمتابعين ولإسرائيل على حد سواء.
وأوضح أن نتنياهو، إذا أراد التفاوض مستقبلاً، فسيجد نفسه أمام شخص يعيش تحت الأرض، مما يعقد الأمور بشكل كبير.
ولفت الرقب إلى أن تعيين السنوار يرد على تعنت نتنياهو، الذي اغتال إسماعيل هنية رغم المرونة التي أظهرها الأخير خلال المحادثات.
وأشار إلى أن السنوار سيجعل عملية التفاوض أكثر تعقيداً، حيث يصعب الاتصال به، مما يعني أن أي رسائل ستكون بحاجة لعدة أيام للوصول، وهو ما سيشكل تحدياً كبيراً للوسطاء.
وشدد الرقب على أن هذا القرار يمثل متغيراً جديداً في مسار الحرب، مما سيؤدي إلى إرباك المشهد وجعل الأمور أكثر تعقيداً مما كانت عليه.