الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:03 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المقالات

    مجدي درويش يكتب السوق فى الشريعة الإسلامية ”الجزء الثانى ”

    مصر وناسها

    ونكمل الجزء الثانى مع السوق فى الشريعة الإسلامية، وقد روى الإمام مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال "لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته" وقال الإمام النووي، قوله في السوق إنها معركة الشيطان، فشبه السوق وفعل الشيطان بأهلها ونيله منهم بالمعركة لكثرة ما يقع فيها من أنواع الباطل كالغش والخداع, والأيمان الخائنة, والعقود الفاسدة, والنجش, والبيع على بيع أخيه, والشراء على شرائه, والسوم على سومه, وبخس المكيال والميزان، وقوله وبها ينصب رايته، إشارة إلى ثبوته هناك, واجتماع أعوانه إليه للتحريش بين الناس, وحملهم على هذه المفاسد المذكورة, ونحوها.

    فهي موضعه وموضع أعوانه وكما يجب إفشاء السلام فهو من السنن الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم "أي الإسلام خير؟ قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" رواه البخاري ومسلم، وكما يجب المحافظة على الصلاة ولا يشغله السوق عنها، وخاصة صلاة الجمعة، وصلاة الجمعة فرض على كل مسلم بإجماع الأمة والأئمة إلا من استثني وقد أمر الله بالسعي إلى ذكر الله وأمر بترك البيع لما فيه من إشغال عن الصلاة، وأيضا يجب الالتزام بالآداب الشرعية في التخاطب والكلام، فلا يجوز للمسلم أن يكون سخابا في الأسواق، وهو رفع الصوت بالخصام.

    وقد أخذت الكراهة من نفي الصفة المذكورة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما نفيت عنه صفة الفظاظة والغلظة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والغرض منه قوله فيه "ولا سخاب في الأسواق" وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياكم وهيشات الأسواق" رواه مسلم، وهيشات جمع هيشة وهي الخصومات والمنازعات واللغط وارتفاع الأصوات، وكما يجب أيضا كف الأذى عن الناس، فعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم "إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل، أى سهام فليمسك على نصالها، أو قال فليقبض بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها شيء" رواه البخاري ومسلم.

    ويقاس على النبل جميع صور الأذى، وكذلك عدم قراءة القرآن الكريم في السوق، لأن قراءته في السوق يدخل في عدم تعظيمه، لأن الغالب في السوق ارتفاع الأصوات والانشغال بالبيع والشراء وعدم الاستماع للقرآن، وأيضا السماحة في البيع والشراء، فالسهولة والسماحة في البيع والشراء أمرٌ مطلوب شرعا فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" رواه البخاري، وكذلك غض البصر من الرجال والنساء، وكذلك التزام المرأة باللباس الشرعي بشروطه الشرعية فيغطي جميع البدن ما عدا الوجه والكفين ولا يشف ولا يصف، فيحرم شرعا أن تتزين المرأة عند خروجها من بيتها.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيما امرأة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية" رواه أبو داود والنسائي والترمذي، وكذا الالتزام بآداب التخاطب، وخاصة من المرأة فقال الله تعالى فى سورة الأحزاب " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا" وقال الشيخ ابن كثير في تفسير الآية ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم وكما ينبغي الحذر الشديد من استعمال غرف القياس في محلات بيع الألبسة النسائية لاحتمال وجود آلات التصوير الخفية، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما "من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها" رواه الترمذي.