ادعوا لـ ”ليلي” أم تتبرع لطفلتها بكبدها

أشعلت قصتهما مواقع التواصل الإجتماعي، ليصبحا حديث الجميع في محافظة المنوفية وخارجها، مما جعل بعض المواطنين يطلقون عليها «ملحمة إنسانية». إنها ولاء محمد جلال، وابنتها ليلي شريف خيري، الطفلة ذات الأربعة السنوات.

تعود تفاصيل القصة؛ إلى ولادة الطفلة مصابة بتليف في الكبد، ودخلت العمليات بعد ستة أشهر من الولادة وأجرت العديد من العمليات الجراحية، دون أن تتحسن صحتها، الأمر الذي أكد الأطباء حياله ضرورة إجراء الطفلة عملية زراعة كبد، لحل المشكلة بشكل نهائي، لتبدأ تضحيات الأم والقصة التي لم تخلو من كل معاني الإنسانية.

قررت الأم بشكل قاطع، التبرع بجزء من الكبد لطفلتها التي لم تفرح بها بعد، لتبدأ عملية التجهيز لعملية زراعة الكبد، وبعد فترة طويلة، من إجرائها التحاليل والأشعة والفحوصات المختلفة، وافق الأطباء على تبرع الأم لابنتها بفص الكبد، لكن المشكلة لن تنته بعد.

كانت المشكلة هي حاجة الأم أثناء الجراحة إلى نقل دم، الأمر الذي لم يتوفر في المحيطين بها، لتنشر الأسرة على مواقع التواصل الإجتماعي بأنها تحتاج للتبرع بالدم لإجراء العملية الجراحية لإنقاذ حياة طفلتها الرضيعة، ومن هنا بدأت القصة في الانتشار إعلاميا، بعد تداول المئات من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هذه المنشورات، لحث الجميع على المشاركة والتبرع بالدم

وعقب الانتهاء من كافة الاستعدادات للعملية، تستعد الأم وابنتها لإجراء الجراحة الدقيقة، وذلك يوم الأحد المقبل، بأروقة معهد الكبد القومي بمحافظة المنوفية، حيث تم حجز الأم وابنتها السبت الماضي لتجهيزهما لإجراء العملية.

شريف خيري، والد الطفلة، يقول في تصريحات خاصة لـلصحف»، إن ابنته ولدت مصابه بتليف في الكبد، وعرفنا ذلك لأن لون البراز تغير، ومع إجراء الكشف الطبي عليها، طلب الطبيب التوجه لمعهد الكبد لمتابعتها بشكل دقيق وإجراء الفحوصات اللازمة.

ويضيف الوالد، «تبين أنها ولدت وكبدها متليف، وتم إجراء عملية تحويل مجرى بعد 6 أشهر من ولادتها، ومع متابعة الأطباء لها، قرروا أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لإجراء عملية زراعة كبد لها».

وأضاف والد الطفلة، «والدتها قررت التبرع لها لكي تكون قد فعلت كل شئ من أجلها بدون تأخير»، موضحا أنه بالفعل كان مطلوب التبرع بالدم ليكون جاهزا وقت العملية، وبالفعل تبرع العشرات من جميع الفئات ومن كل المراكز في محافظة المنوفية، لحساب هذه العملية في بنك الدم بمعهد الكبد، موضحا أن ما يقارب 100 شخص تبرعوا بالدم بفصيلة «A سالب» وأيضا فصيلة «AB»، موجها الشكر لكل من تبرع، وشارك في إنقاء حياة الطفلة.