مُعلم يترك مهنة التدريس ليبيع”طُرشي”
حرر نورهان عصام صالح مصر وناسهاالسعي على الرزق ليس عيبا، وإنما شرف، فمن كانت لديه القدرة على العمل الشريف فهو بذلك قد حقق المعادلة الأصعب في الربح، فمن أراد الربح عليه أن يعمل بجهد كبير، ولا يتكاسل أو يغفل عن عمله بحجه أنه عمل متواضع، أو صغير، وخير مثال على ذلك هي قصة أستاذ علم النفس ناصر محمود، أحد أبناء منطقة العباسية بمحافظة القاهرة.
قرر "محمود"، ترك تدريس مادة علم النفس للمرحلة الثانوية، تلك الوظيفة التي ظل لأعوام يمني النفس بها، حتى عين في إحدى المدارس، إلى أن قرر أن يتفرغ للعمل في المحل الذي ورثه عن والدته التي كانت تعمل في مجال صناعة "الطرشي" منذ سبعينيات القرن الماضي، بعدما ورثت تلك المهنة عن أبيها، وأصبحت صناعة المخللات تسري في العروق مجري الدم بالنسبة لها، حتى قررت شراء محل في منطقة العباسية لتعمل في المهنة التي أحبتها في الصغر، وعلمتها ابنها الكبير "ناصر" حتى عشقها هو الآخر.
بعد أن شعر"ناصر"، أنه لن يتمكن من التوفيق بين عمله في التدريس وبين صناعة الطرشي، تلك المهنة التي عشقها الخمسيني منذ أن كان صغيرا، قرر أن يترك مجال دراسته كي يشبع رغبته في الإبداع في مجال صناعة "الطرشي"، وهنا كانت نقطة الانطلاق التي جعلت "ناصر" يتفوق في تلك الصناعة على من لديهم مصانع ضخمة وتجهيزات حديثة، وذلك لأنه أيقن أن مفتاح "معدة الزبون" هي تجهيز المنتج دون وضع مواد حافظة: "الناس زهقت من المخلل اللي عليه ألوان صناعية ونفسهم في الطرشي البلدي، وأنا قررت أحقق لهم حلمهم ده".
اقرأ أيضاً
- طالبان ومدرس يشاهدون رقص لورديانا بمدرسة الثانوية ”بالفيديو”
- بالفيديو|”بسبب الكمامة”... فصل 23 طالبًا من الجامعة
- ”الجرذان هي الحل”... اكتشاف علاج لكبد المدمنين على الكحول
- ”هل يجوز للنساء زيارة القبور؟”... تعرف على رأي دار الإفتاء
- ”بعد حادثته الأولى”... طالب مصري بأوكرانيا يدهس المارة بسيارته... ب ”الفيديو”
- ”تعبان إدعولي”... إصابة” دونجا” لاعب بيراميدز بكورونا
- ”الكاف”يعلن عن موعد مباراة الأهلي والزمالك في النسخة الجديدة
- عروسان يلقيان مصرعهما... إثر اختناقهما ب ”الغاز”
- جدول حصص قناة مدرستنا الأسبوع الرابع جميع الصفوف وزارة التعليم
- صور.. محافظ القاهرة يكرم الطلاب المتفوقين من أبناء العاملين بهيئة النظافة
- ”البورسعيدية بيبدعوا”... تورتة «البطارخ» تصل إلى 700
- ”هل للقهوة علاقة بتساقط الشعر؟”...تعرف الآن
من ميدان الوايلي، اتخذ الخمسيني مقرا لمحله الصغير والذي يحوي بين جنباته ألذ المأكولات وأشهي الوجبات، إلى جانب مياه الطرشي والتي يشتهر بها محل الأخوة: "اشتغلت 10 سنين في التدريس، وبعد كل الفترة دي، قررت اتفرغ للمحل، ولأني دارس علم نفس، فبعرف إزاي أخلي الزبون يحب الطرشي بتاعي، وكمان أنا بركز على الجودة ومبستخدمش غير مياه بملح بس في التخليل".
ويتابع مدرس علم النفس السابق: "الطرشي البلدي بتاع زمان بقي نادر دلوقتي ومش أي حد بيشتغله، لأن المنتج بتاع النهاردة بقي يعتمد أكتر على إضافة مواد خارجية، لكن أنا عندي المياه والملح هما أساس التخليل".
ويقوم عم "ناصر"، كما يحب أن يلقبه أبناء منطقته بتخزين "الطرشي" في براميل بلاستيكية محكمة الغلق بعد إضافة 20 نوعا من التوابل المختلفة عليه من أجل الحصول على منتج يرضي عنه الزبائن ويقبلون على شرائه: "الناس بتيجي مخصوص علشاني من كل مكان في مصر، ومياه الطرشي عندي ملهاش حل، محدش بياخد من عندي منها إلا وبيرجع تاني، وبعمل منها أزايز الواحدة منها بـ 5 جنيه".
زادت شهرة المدرس الخمسيني كثيرا بعد قيام يوتيوبر بتصوير فيديو داخل المحل وعرضه على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي حقق تفاعلا كبيرا من الجمهور.