مصطلح الصحة الإنجابية ”جنس أم إنجاب”؟!


بقلم : رمضان عبد الباسط
بهلوانية المصطلح مشهد يتكرر .. تحت مظلة مطاطية المصطلح وضبابيته وغموضه ، وعند مشتملاته ومضمونه وفجاجته ، بل ووقاحته في غالب الأحيان ، تقف جحافل الاستعمار في ثوبها الجديد ، مستخدمة في حربها على القيم إستراتيجية بعيدة المدى ، تستهدف الاستعمار الثقافي والفكري وتزييف الوعي ، واختراق الخصوصية الحضارية والثقافية للشعوب ، وعبر معركة المصطلح قامت الأمم المتحدة ( الذراع التنظيمي) لتلك الدول ، بتبني العديد من المصطلحات ذات المضامين التي تمثل قناعات اغلب أعضائها من الدول الكبرى، وإدخال تلك المصطلحات إلى الشعوب بغرض تفكيك البناء العقدي للمجتمعات .
وبالجرم المشهود نجد أن مؤتمرات الأمم المتحدة المتعاقبة استفاضت في طرق قضايا الحرية الجنسية ، وأسرفت في الدعوة إلى الإباحية الجنسية ، وتفننت في تسميتها بغير اسمها ، فظهرت مصطلحات مثل الجندر ، المتعايشين ، حقوق المثليين ، الثقافة الجنسية ، الصحة الإنجابية ، ونحو ذلك من المصطلحات التي تدعو بسفور إلى قبول الشذوذ الجنسي كممارسة مشروعة ، تدخل ضمن حقوق الإنسان ، وتوفر لممارسيها العناية الطبية والحماية القانونية .
وقد استخدم مصطلح ( "الصحة الإنجابية") لأول مرة في المؤتمر الدولي الذي عقد بالقاهرة حول السكان والتنمية عام 1994م , برعاية الأمم المتحدة والتي بالغت في التطرق إلى قضايا الصحة الإنجابية , مما أثار حفيظة الأزهر وشيخه حول مشتملات المصطلح آنذاك .
ثم ظهرت بعد ذلك سريعا كتابات تؤكد أن هناك تحول هام في كل من التفكير والأسلوب المتبعين في مقاربة القضايا السكانية ، من التنظيم الصرف للسكان من خلال تنظيم الأسرة ، الى حقلٍ أوسع بكثيرٍ لا يقتصر على تحديد النسل بل يشمل أيضاً ممارسة الجنس الآمن ، والحمل الخالي من الإكراه والتمييز والعنف .
وقد تحدثت عن معناه صراحة (مارج بيرير) والتي تتولي تحرير مجلة (Reproductive health matters) والتي تصدر في بريطانيا في افتتاحية العدد رقم 6 نوفمبر 1998م حيث ذهبت في نهاية مقالها إلي أن :"معني الصحة الجنسية اشمل من ممارسة الجنس والاستمتاع به والحصول عليه دون مخاطر صحية فهي تعني بالقطع أكثر من مجرد غياب الأمراض الجنسية ، فالربط بين الجنس والصحة والذي يستلزم ضرورة الوقاية من الأمراض خلال ممارسة الجنس ، إنما هو خطوة أولي نحو الصحة الجنسية فمعني الصحة الجنسية تشير إلي كل أنواع الممارسات الجنسية ، حيث أوجدت صلة بين الشذوذ الجنسي والصحة الجنسية .
لنجد أنفسنا هنا أمام ثلاث مصطلحات مترادفة في المعنى ( الصحة الإنجابية-الصحة الجنسية - الحقوق والواجبات الجنسية والإنجابية) ، وكذلك ازدواجية في مضمون المصطلح الذي عرف أيضا على انه( قدرة الجميع أفراد وأزواج على التمتع بحياة جنسية مرضية ومأمونة ) ، وهذا يعني أن الصحة الجنسية أو الإنجابية هي تمتع المخاطب بهذا البند بغض النظر عن حالته الزوجية ، أو توجهه الجنسي - بكامل المعافاة في كل ما يخص جهازه التناسلي ووظائفه وعملياته .
الولايات المتحدة والفلبين موقفان متغايران
فقد تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار (Draft Resolution) تحت عنوان: "القضاء على وفيات الأمهات واعتلالهن عن طريق تمكين المرأة" (Eliminating maternal mortality and morbidity through the empowerment of women) ، والذي طالبت فيه الولايات المتحدة بتعليم الجنس للمراهقين ، وإتاحة وسائل منع الحمل لهم، وإباحة الإجهاض ، وتجريم الزواج المبكر مع تقنين العلاقات الجنسية بين المراهقين واعتبارها من حقوق الإنسان، و ضمان وصول المرأة الريفية إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ، من خلال خدمات الصحة الأولية وفي هذا السياق لا تفرق الوثيقة بين المتزوجة وغير المتزوجة بينما وصفت المعارضة البرلمانية في الفلبين (مشروع قانون الصحة الإنجابية) المراد تمريره ، بأنه يهدف إلى تدمير الآداب العامة والقيم العائلية ، وإن الموافقة على هذا القانون ، سيؤدى إلى أن تتفتح عقول أطفالنا أن الجنس هو شيء مباح لهم في مثل هذه السن ، وتوعيتهم بكيفية استخدام الواقي الذكرى ، وسيؤدي إلى حب الاستطلاع مما يجبرهم على ممارسة الجنس ، لأن عقولهم ستكون ملوثة بمسألة التثقيف الجنسي ، حيث يرى البعض أن مناقشة الجنس مع الأطفال تكون من قبل المنزل أي من خلال الوالدين وليست من خلال برامج الشباب الحكومية ، والموافقة على مشروع هذا القانون يؤثر على حق الوالدين في تعليم أولادهم الأخلاق , وإذا تمت الموافقة على مشروع القانون فانه لا يمكن أن تتوقع أن ابنتك ستكون عذراء في سن خمسة عشر عاما ، مما يؤدى إلى زيادة الدعارة .
ومن أهم السلبيات التي دعت إليها المؤتمرات الأممية الدعوة إلى التثقيف والتربية الجنسية ودمجها في مناهج التعليم ، وتيسير وتوزيع الواقيات الذكرية (الرفالات) بين الذكور على نطاق واسع وبأسعار زهيدة، والتقليل من قيمة عمل المرأة داخل المنزل ، ودعوة الحكومات للقيام بإصلاحات تشريعية وإدارية لتمكين المرأة من الحصول الكامل على الموارد الاقتصادية ، كحقها في الميراث بالتساوي مع الرجل .
ومن باب الإنصاف نعرض في نهاية المقال جانبا من الأمور الايجابية التي دعت إليها المؤتمرات الأممية ومنها :- الدعوة إلى تعليم المرأة ، وإزالة الأمية عنها, والدعوة إلى مكافحة الأمراض السارية عند النساء ، خاصة في البيئات الفقيرة , والدعوة إلى الرضاعة الطبيعية ، بالنسبة للأم ، وتشجيع وسائل الإعلام على الامتناع عن تصوير المرأة على أنها مخلوق أدنى منزلة من الرجل ، وكذلك عدم استغلالها مادة وسلعة في سوق الجنس ، والدعوة إلى المساواة بين الجنسين لنفس العمل ، والدعوة إلى إعطاء أجازة أمومة للمرأة العاملة , ومكافحة التحرش الجنسي ضد المرأة في مواقع العمل وغيرها, ومسئولية الوالدين عن تربية الطفل وتنشئته تنشئة سوية, والتحذير من وأد البنات ، والانتقاء الجنسي قبل الولادة.
اقرأ أيضاً
الصين تعزز حملات خدمات الصحة الإنجابية بين الشباب..اليك التفاصيل
«الجنس مقابل الدرجات» فضيحة لاستاذ جامعي تهز الرأي العام المغربي
صحة المنيا تنظم قافلة طبية لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بقرية المعصرة بمركز ملوي
غدا ...صحة المنيا تطلق قوافل طبية لخدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بقري ”حياة كريمة”
«مغتصبون وقتلة» حكم مشدد على 7 شباب مارسوا الجنس مع قاصر بالمنصورة (فيديو)
إطلاق حملة تنشيطية لتقديم خدمات الصحة الإنجابية في 10 محافظات مجاناً
«كانوا عارفين إنهم بيموتوا لكن أعصابهم سابت».. طبيب يكشف تفاصيل وفاة عشيقي الهرم في سيارة أوبر
صحة المنيا تنظم قافلة طبية لتقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بقرى مركز ديراموس
عاجل.. حبس قبطان بحري وسائق وزوجته بعد اتهامهم بممارسة الجنس الجماعي
الصحة الإنجابية والخدمات المقدمة للمرأة ندوة بمكتبة مصر العامة
تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية لـ 624 سيدة بقرى مركز ملوي بالمنيا
ممارسة الجنس داخل احدي غرف الكهرباء بمدينة نصر في نهار رمضان