الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:14 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    أخبار

    حقيقه هدم المقابر ومعاناه ساكنيها

    مصر وناسها

    طالب عدد من سكان مقابر الغفير بضرورة توفير سكن بديل لهم وحياة كريمة بعد إزالة جزء من الجبانات التى يقيمون بها وذلك ضمن أعمال التطوير التى تشهدها القاهرة وتحديدا إقامة محور الفردوس.

    وقال هاني محمد: "أنا من أبناء مقابر الغفير حيث ولادتي ونشأتي، وتزوجت داخل حوش هنا حيث أقيم في مدفن عبود باشا وأقوم على حراسة المدفن وتنظيفه، إلى أن جاءت حملة إزالة جزء من المقابر لتوسعة شارع الغفير وقالوا لي إيه اللى سكنك فى المقابر فكان ردى عليهم أنا لو معايا فلوس كنت سكنت فى أفضل مكان، لكن ظروفنا اضطرتنا للإقامة هنا فأنا ابن عائلة فقيرة وإحنا راضيين بحالنا وعيالنا تنام في الترب، وللأسف الدولة لا تعترف بسكان المقابر ونناشد الدولة ورئيس الجمهورية التدخل لانتشالنا من المقابر بعد أن تم إزالة الجزء الذي كنا نسكن فيه".

    عادل فهمي، من سكان المنطقة، أبدى حزنه لهدم جزء من ترب الغفير قائلا: "دى جزء من تاريخي هنا ولدت ونشأت وعايشين في هدوء مع الموتى بعيدا عن الإزعاج والضوضاء وراضيين بحالنا".

    وأضاف: "تسبب الهدم في تبعثر العفش وقطع المياه والكهرباء واضطررت لنقله إلى الشارع حيث لا يوجد مكان، علاوة على أن أسرتي مكونة من زوجتي ولدى بنتين في جامعة عين شمس وطالب فى الثانوية العامة، ونفى ما يتردد عن سكان المقابر قائلا: إحنا ناس محترمين ومش مشردين كما يتهمنا البعض وأولادنا في التعليم العالى وشهادات، داعيا إلى ضرورة قيام الدولة بتوفير سكن للأسر المضارة وعددهم لا يتجاوز 20 أسرة فى شارع الغفير حيث كانوا يسكنون الأحواش المطلة على الشارع منذ أكثر من 50 عاما.

    وقال أشرف حسن، صنايعى سيارات من سكان المنطقة، كل المدافن الموجودة بالشارع لمسؤولين كبار وقيادات ورموز سابقين بالدولة وأنا حارس على المدفن ومقيم به منذ سنوات طويلة، ومع أعمال الهدم قمت بنقل بنتي للإقامة فى بيت أخويا لأننا نقيم حاليا فى مدفن بدون سور ومكشوفين لكل من يسير بالشارع، علاوة على أن لدى طفلين توام مصابين بالحساسية وأخاف أن تتدهور حالتهما بسبب الظرف الراهن، وكل أملنا حياة كريمة وشقة تسترنا أنا وأسرتى.

    هانم محمد طه، تربى بالغفير، تقول: "أعيش داخل مدفن حسن باشا صبرى من 41 سنة مع زوجي الذي توفي منذ سنوات وتم دفنه بجوار".

    وأشارت إلى أن للمدفن ورثة وأبلغتهم بأعمال الهدم وكان ردهم بأني البركة فيا، مؤكدا أن زوجها زرع أشجار فاكهة داخل المدفن وحافظ عليه وهى مستمرة على هذا النهج، لافتة إلى أن أولادها حاصلون على شهادات جامعية ونماذج مشرفة منهم من حصل على بكالوريوس تجارة وشهادة اقتصاد دولي، لافتة إلى أنها بسبب أعمال الإزالة لا تجد سوى غرفة صغيرة تضع فيها كل المتعلقات والأساس.

    صلاح السعيد، من السكان، قال: أقيم داخل ترب الغفير من 50 سنة، ولدينا مقابر تاريخية وأثرية مر عليها 100 سنة وأكثر، والمدافن بها رسومات فرعونية تم الاستعانة بها من الأقصر ونقوش مميزة لا توجد في أي مكان، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على ما تبقى من تلك المقابر فهى تاريخ وتضم رموز.

    وقال أحمد مصطفى، تربى، إن الشارع الذى يشهد إزالة جزء من المقابر يضم مشاهير مثل إحسان عبدالقدوس ووالده ووالدته وفؤاد المهندس ووالده والإعلامي أحمد فراج وعدد من الأعيان والكبار فى عهود سابقة مثل حسن صبرى باشا وعبود باشا والملكة نازلى وآخرين، قائلا: سكان المقابر بالشارع يريدون مسكنا وحياة كريمة ونحن مع الدولة فى كل مشروعات التطوير.

    وأكدت فاطمة سيد، 70 عاما، أن والدها ووالدتها عاشا ودفنا في مقابر الغفير وهي نشأت وتزوجت داخل المقابر وعداد الكهرباء باسمها وتشدد فواتير الكهرباء والمياه، علاوة على أن البطاقة الشخصية بها العنوان الذى تسكن فيه بمقابر الغفير، مطالبة بضرورة إيجاد سكن بديل للأسر المتضررة من أعمال الهدم للجبانات.

    وأشارت إلى أن نواب البرلمان قبل كل انتخابات يزورنا ويقدموا لنا الوعود البراقة لانتشالنا مما نحن فيه، وبعد الحصول على أصواتنا لا نجد من يسأل عنا، وليس لنا باب نلجأ إليه سوى رب العباد ورئيس البلاد بأن يجد لنا حلا نريد سكنا لائقا يحمينا من قسوة الأيام.

    وقال الدكتور محمد سيد مكرم، صاحب مدفن، تم إبلاغنا بأنه سيتم إزالة جزء من المدفن لأعمال التوسعة، مؤكدا أن أعمال الإزالة جاءت بشكل سريع والمدفن على مساحة 480 مترا مقام منذ 80 عاما، وأبلغتنا المحافظة بأن المتضرر بإمكانه الحصول على مدفن بديل فى 15 مايو مساحة 27 مترا، وهذا لا يتناسب معنا.

    وقالت هناء سيد، من سكان المنطقة: نسكن في حوش منذ 30 عاما ولدي 3 بنات كبار وأخاف عليهن بعد إزالة سور المدفن وأخذ جزء كبير منه وهدمه ونريد تعويضا، فلا يصح ترك بنات تنام في الشارع وأرجو مساعدتنا لأننا فى وضع صعب ونحن مواطنون لنا حقوق على الدولة