الجمعة 22 نوفمبر 2024 11:37 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    صحة

    «الرؤوية المزدوجة » عند الأطفال: احذروا «الإهمال».. و«الموبايل» جرس إنذار

    مصر وناسها

    الحول أو الرؤية المزدوجة غالباً هو ليس مجرد إحساس مزعج لصاحبه، لكنه مرض يصيب الكبار والأطفال، وإذا تم إهماله منذ الطفولة فلن يتم علاجه، وربما يكون إشارة لوجود مشكلة فى العين، خاصة عند الأطفال قبل عمر العامين، وهو ما يتطلب إجراء فحص فورى، حتى لا يصل الأمر إلى ما يعرف بـ«كسل العين»، ويظل إصابة الأطفال بالحول ضرورة لزيارة طبيب العيون وقد تتطور إلى جراحة.

    يعرّف الدكتور محمود أسامة، أستاذ طب العيون والليزر بطب قصر العينى فى جامعة القاهرة، الحول بأنه عدم توازى المحاور البصرية للعينين فيعطى انطباعا بأن كل عين تنظر فى اتجاه مغاير للأخرى، مشيرا إلى أن الحول نوعان: خلقى ومكتسب.

    وقال أسامة: «بالنسبة للنوع الخلقى فهو خاص بالأطفال، حيث يولد به الطفل أو يظهر فى أول سنتين من العمر، أو فى عمر الثالثة على الأكثر، ونسبة 10% منه وراثى، ومنه نوع يظهر فى الشهور الأولى من عمر الطفل، وتحديدا حتى 4 شهور، وهذا غير مقلق تماما، ويختفى دون علاج، لأنه ليس مرضيا لكنه عرض مؤقت، ويعتبر طبيعيا واسمه (حول أنسى) يكون داخل العينين، وفيه تنظر العيون باتجاه الداخل ناحية الأنف».

    وأضاف «أسامة»: «أما نوع الحول (الخلقى الأولى) فليس له علاج سوى الجراحة، ويظهر لدى الطفل فى السنة الأولى من عمره، ولابد من التعامل معه فورا بمجرد تشخيصه، وقبل أن يتم الطفل عامين، لأنه لو تأخر عن ذلك أو حتى تم إجراؤها فيما بعد عند أى عمر سيسبب له ما يعرف بـ(الرؤية الأحادية)، وهى الرؤية بكل عين على حدة، وعدم استطاعة الطفل الرؤية الثنائية، التى توفر البعد الثالث الذى يمكن الشخص من وضع الأشياء فى مكانها الصحيح دون خطأ أو انحراف، بمعنى أننا لو طلبنا من شخص لديه هذا البعد وضع قلم على سبيل المثال داخل إناء سيضعه على عكس صاحب الرؤية الأحادية، فسيضع القلم خارج الإناء، وهكذا».

    وأشار أستاذ طب العيون والليزر بطب قصر العينى إلى أن من أنواع الحول التى تصيب الطفل ما يعرف بـ«الحول الوحشى» أو«الخارجى المتقطع»، وهو يصيب الأطفال فى عمر 5 سنوات، نتيجة ضعف يصيب العضلة الضامة للعين، وأحيانا يصيب الكبار أيضا، ويتسم بتوجه إحدى العينين إلى الخارج، لافتا إلى أنه من الممكن أن يكون الحول دائما أو مؤقتا، بمعنى أن الطفل يعانى من الحول فى بعض الأحيان فقط، عندما ينظر الطفل بعيدا، ويقل أو يختفى عندما يركز الطفل على شىء موجود على مقربة منه، ويبدو هذا الحول بوضوح، بالأساس عندما يكون الطفل مرهقا، أو فاقدا لقدرته على التركيز، وعلاجه هو «النظارة الطبية» لو كان يعانى من قصر النظر، مع تمارين بصرية لتقوية عضلة العين الضامة، وفى حال فشل ذلك وتحول الحول المتقطع إلى مستديم داخلى، هنا لابد من التدخل الجراحى، بالأخص لو العين فيها قصر نظر، وعادة لا يتحول إلى دائم، ويبقى متقطعا، لكن بنسبة 50% من الوقت.

    وأكد الدكتور محمود أسامة أن الحول فى الأطفال له اعتبارات خاصة عن الكبار، لأن الطفل إذا تم إهمال علاجه، فالعين التى بها «حول» سيصيبها «كسل فى العصب البصرى»، بسبب التكوين البصرى للمخ، حيث إن تكوين الخلايا البصرية الموصلة ما بين العين والمخ تكتمل فى النمو عند عمر 8 سنوات، ولو أصيبت تلك الخلايا بأى عائق يهملها المخ فورا، فالعين تنقل الصورة للمخ وهو يراها، وهنا لابد من التشخيص والعلاج مبكرا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مشددا على أن الاكتشاف المبكر ضرورى للغاية، لأن الطفل لو تجاوز 10 سنوات استحال علاجه، والتكنيك الجراحى واحد فى كل أنواع الحول سواء فى الخلقى أو المكتسب.. لكن التوقيت هو المختلف، وبخاصة عند الطفل.

    وأوضح «أسامة» أن الحول لا علاج له سواء فى الأطفال أو الكبار، سوى ارتداء النظارة الطبية، أو التدخل الجراحى الذى يتم من خلاله تقوية أو إضعاف عضلات العين بهدف إعادة حالة التوازن التى أصيبت بالخلل أو علاج السبب، مشيرا إلى أن هناك بعض الآراء تطالب بعمل «ليزك» للأطفال الذين لديهم طول نظر عال نتج عنه حول، لكن هذا غير مفضل وعليه اعتراضات كثيرة، لعدم دقة الليزك فى صغر السن، ولحدوث مضاعفات للطفل.

    ولفت الدكتور «أسامة» إلى أن هناك ما يعرف بـ«الحول الكاذب» الذى يظهر على الأطفال الرضع فى الأشهر الأولى، ويستمر معهم لما بعد اكتمال عامهم الأول، ولكنه يختفى بشكل تدريجى دون الحاجة إلى العلاج، لأنه ليس مرضيا، بل إحساس كاذب لمن ينظر إلى الطفل، حيث يبدو فيه شكل العين وكأن بها حولا ظاهريا فقط، ولكن يكون وضع محورى الإبصار طبيعيا، وبالتالى يكون النظر سليما، ولكن يحدث هذا بسبب عدم اكتمال نمو بنية الوجه والعينين للطفل، ويتم التأكد منه بالكشف بنسبة 100%، ويختفى دون علاج، بمجرد اكتمال نمو الطفل. ونفى أسامة تأثير التابلت والموبايل على الأطفال وتسببها فى حول الطفل، وقال: «مكوث الأطفال على التابلت أو الموبايل حتى ولو 24 ساعة فى اليوم لن يصيب بالحول، ولكن يظهره، بمعنى أنه بمثابة (جرس إنذار) بوجود مشكلة بصرية لدى الطفل ستتسبب له فى الحول، عاجلا أم آجلا، إن لم يتم علاجها»، ناصحا كل أم بمتابعة طفلها أثناء القراءة أو مشاهدة التلفاز، أو التركيز فى أى شىء أمامه، وبمجرد ظهور شكوى تتوجه به فورا إلى الطبيب.

    رؤية مزدوجة الأطفال حذر مشاكل العين طبيب عيون مصر وناسها