الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:12 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فتوي و دين

    من الصحابي الذي أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء

    الصحابي
    الصحابي

    قال الشيخ الشحات العزازي، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن سيدنا جعفر بن أبى طالب- رضي الله عنهما- لما ذهب إلى غزوة مؤتة، أخذ الراية من سيدنا زيد بعد مقتله، فأخذ يحارب ويقاتل بها حتى قطعت يمينه فأخذها بشماله فقطعت شماله، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما فى الجنة حيث شاء ولذا سمى بذى الجناحين أو جعفر الطيار.

    وأضاف العزازي، فى لقائه على فضائية "الناس"، أن النبى لما بلغه قتل الثلاثة القائدين للجيش فى الغزوة، قال: "لقد رفعوا لى على أسرتهم فى الجنة" وقال لأهل بيته "اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم قد شغلوا بميتهم" وأخذ يقبل أبناء جعفر ويشمهم.

    هو جعفر بن أبى طالب، أبو عبد الله، ابن عم رسـول الله، صلى الله عليه وسلم، أخو على بن أبى طالب رضى الله عنهما، وأكبر منه بعشر سنوات، قائد مسلم، ومن السابقين الأوائل إلى الإسلام، وهو أحد وزراء الرسولِ، صلى الله عليه وسلم، أسلم قبل دخول النبـى دار الأرقم ليدعو فيها, وأسلمـت معه فى اليوم نفسه زوجته أسماء بنت عميـس.

    وكان جعفر شديد الشبه برسول الله , قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، لجعفر بن أبى طالب: (أشبهتَ خلقى وخُلُقي) وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يُسميه (أبا المساكين) ،فقد كان جعفر بن أبى طالب يحب المساكين ويُحسن إليهم ويخدمهم، يقول أبو هريرة ( كان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبى طالب) ولما هاجر الرسولُ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وآخى بين المهاجرين والأنصار’ آخى بين جعفر بن أبى طالب ومعاذ بن جبل، وكان جعفر يومئذ غائباً بأرض الحبشة, كانت لجعفر بن أبى طالب هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة، فلما أذن الرسـول، صلى الله عليه وسلم، للمسلمين بالهجرة إلى الحبشـة خرج جعفر وزوجتـه حيث لبثا بها سنين عدة، رزقـا خلالها بأولادهما الثلاثة.

    ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، بعثوا عبدالله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص حيث قدما الى النجاشى وقالا له :(أيها الملك، انه قد جاء الى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا فى دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، فردهم الينا ,فأرسل النجاشى إلى المسلمين وسألهم :(ما هذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به فى دينى ولا فى دين أحد من الملل, فكان الذى اختاره المسلمين للكلام جعفر بن أبى طالب فقال :(أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا الى عبادة الأوثان، فخرجنا الى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا فى جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك «فقال النجاشى» هل معك مما جاء به الله من شيء فقال له جعفر نعم وقرأ عليه من صدر سورة مريم فقال النجاشي:(إن هذا والذى جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة) ثم أعطاهم الأمان الكامل فى بلده.

    والهجرة الثانية, عندما عاد جعفر بن أبى طالب وأصحابه من الحبشة إلى المدينة – يوم فتح خيبر فلما قابل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، قبله الرسول -صلى الله عليه وسلم – بين عينيه و قال: (ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحاً: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر) ،

    شهد جعفر بن أبى طالب غزوة مؤتة التى دارت رحاها فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة بين المسلمين والروم، وقد أمَّره الرسولُ، صلى الله عليه وسلم، على جيش المسلمين فى حال أصيب قائدهم الأول زيد بن حارثة، إذ قال: “إن أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فقاتل زيد بن حارثة براية الرسولِ حتى أستشهد، ثم أخذ جعفر الراية فقاتل بها، حتى إذا اشتد القتال نزل عن فرسه ، فعقرها وذلك مخافة أن يأخذها العدوُّ فيقاتلَ عليها المسلمين،، ثم قاتل الروم حتى أن جعفر، رضى الله عنه، أخذ الراية بيمينه فقطعت، فأخذها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى أستشهد، ولما أستشهد جعفر وُجد به بضع وسبعون جرحا ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، كلها فى بدنه .

    وقد عوضه الله تعالى عن يديه اللتين أصيبتا يومئذ جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة، فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام، ثم قال: “يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم السلام، وقد أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أو أربع، فقال: لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت، فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت، فقالت: أسماء هينئاً لجعفر ما رزقه الله من الخير، ولكن أخاف أن لا يصدق الناس فاصعد المنبر أخبر به، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إن جعفر مع جبريل وميكائيل، له جناحان عوضه الله من يديه سلم علي، ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين، فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفر لقيهم، فلذلك سمي الطيار في الجنة”.

    وهذا الحديث سكت عنه كل من الحاكم والذهبي كما نص على ذلك شعيب الأرناؤوط في تخريجه لأحاديث سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي.
    وقد استشهد جعفر رضي الله عنه وعمره بضع وثلاثون سنة فقط

    قناه الناس غزوة مؤتة وزارة الأوقاف أبو هريرة النجاشى