«نجلاء» طالبة سورية تنتظر التخرج مع بداية عقدها التاسع
حرر الهام الطويل مصر وناسهاقامت سيدة سورية تبلغ من العمر 79 عاما بتحقيق حلمها وهو تكميل دراستها "لم أسمح للعمر أن يحول بيني وبين حلمي بالتعلم ودخولي إلى الجامعة"بهذه الكلمات عبرت نجلاء برغل عن حلمها الدفـ.ـين بدخول الجامعة الذي اصبح واقعاً ممزوجاً بشغف ربيع الشباب المقبل على الحياة والعلم بوصفهما متلازمان لا يفرق بينهما سوى المـ.ـوت.
نجلاء (الطالبة في السنة الرابعة)، التي أرادت لسنواتها الـ 79 أن تتنحى جانباً عن طريق حلمها، قالت بحسب وكالة سبوتينك ,“كنت أرغب بدراسة قسم رياض الأطفال، لكني لم أستطع لظروف معينة، لكني أستطعت أن أحقق رغبتي بدراسة قسم المكتبات.. القسم الآخر الذي أحبته وتمنيت دراسته، وها أنا اليوم على أبواب التخرج”.
اقرأ أيضاً
- الجامعة المصرية الروسية تكشف عن مواعيد الأنشطة الطلابية
- عاجل السيسى يوفر فرص عمل جديدة للمرأة والشباب وزيادة الدخل..تفاصيل
- أم سيف.. يوتيوبر سورية تثير الجدل بفيديو حقق 6 ملايين مشاهدة
- نص تحقيقات تعدي طالب ثانوية عامة جنسيا على طالبة زميلته بمنطقة المقطم وحملها سفاحا منه
- اليوتيوبر ”أم سيف” السورية تثير الجدل حول تهديدها بالقتل
- زوجة «الرئيس» التي ودعها ٢ مليون شخص
- وزارة الصحة تُخصص أماكن توزيع لقاح كورونا علي المواطنين
- ««استدرجها إلى شقته».. تفاصيل اغتصاب طالبة الطب»
- الكشف عن ملابسات واقعة إختطاف أحد الأشخاص بسوهاج ومطالبة أهليته بدفع مبلغ فدية لإطلاق سراحه
- إطلاق مبادرة لتطوير اللغة العربية لاستعادة دورها التاريخي
- محمد هنيدي«كينج سايز » 2021
- صدق أو لا تصدق إمرأة ستينيه فعلت المستحيل
واشارت نجلاء، أنها كانت تعيش مع عائلتها في حي القابون بمدينة دمشق عندما أجبرها المسلـ.ـحون على مغادرة منزلها بعد أن فقدت ولديها في الحـ.ـرب التي أدمـ.ـت قلبها، لتهيم مع عائلتها بعد التهجير إلى مكان يأويهم بعيدا عن الـ.ـنار والـ.ـدم، فقصدوا حديقة تشرين وسط دمشق، وناموا هناك أربعة أيام، قبل أن ينزحـ.ـوا إلى محافظة اللاذقية ويستأجروا منزلاً في ضاحية بسنادا على أطراف مدينة اللاذقية.
وبدأت تحقيق حلمها في تحصيل العلم، عندما كانت في الـ54 من العمر، وقتها حصلت على شهادة محو الأمية ومن ثم شهادة التعليم الأساسي التي حرصت على إخراجها من منزلها تحت تهديد المسـ.ـلحين، لتكمل مشوارها في اللاذقية وتحصل على شهادة التعليم الأساسي بعمر 69.
وتابعت نجلاء: “رغم أنني رسبت سنتين متتاليتين في امتحانات التاسع، لكنني لم أيأس فقد كان إصراري على تحقيق حلمي أكبر من أي شعور بالخيبة والتراجع، وبالفعل نجحت في المرة الثالثة، وفي السنة التالية قدمت على امتحانات الشهادة الثانوية ونجحت وحصلت على علامات أهلتني للتسجيل في قسم المكتبات الذي أحب”.
وأضافت متحدثة عن ذكرياتها مع زوجها: “رغم ذلك كان يشجعني ويفرح عندما أنجح، وكنت أرى السعادة في عينيه وهو يقول لي “شاطرة ما بينخاف عليكي”، لتغص بالدمعة التي كتمتها قبل أن تتسلل إلى خديها فتسلب منها عنفوانها، وتكمل: “إلا أن فرحتي بنجاحي بالبكالوريا كانت ناقصة لأنه لم يشاركني بها، فقد توفي قبل إعلان النتائج بثلاثة أيام”.
ووصفت مشاعرها تجاه العلم قائلة: “في الدراسة أفجر كل الحزن والغضب والقهر المزروع في داخلي جراء فقد أولادي في الـ.ـحرب وتهـ.ـجيري من منزلي أنا وعائلتي وأيام المعاناة التي عشناها ونحن نبحث عن مأوى”.
ورغم كل ما مرت به من ظروف قاسية لم تسمح نجلاء لأي شيء أن يحول بينها وبين تحقيق حلمها، سواء تعليقات بعض الأشخاص الذين تنمروا عليها وأسمعوها كلاماً جارحاً حول معنى أن تدرس في الجامعة وهي التي أكل الشيب شعرها، أو ظروفها المعيشية التي تجاوزتها بالعمل، إذ تقول: “رغم كل شي لم أنكسر ولم يأكل اليأس قلبي، ولم أمد يدي للناس حتى لأستدين المال، بل عملت ولا زلت في جني الليمون والزيتون وغيره من الأعمال التي تحفظ لي كرامتي وتساعدني على مصاريف الجامعة”.
الحديث عن الجامعة حديث ذو شجون لدى نجلاء التي تحرص على اختيار الكلمات وتنميقها بالتعبير الذي يعتمر قلبها وتريد البوح به بأبهى حلة تليق بحلمها وجامعتها التي وهبت لها نجلاء عمرها ووقتها وجعلت منها طقساً يومياً تحاول أن تحتفل به كل يوم على طريقتها، ففي الصباح، كما تروي نجلاء، عندما تسير إلى الجامعة تحث الخطا إلى المكان الذي تراه عشقها وحياتها التي فصلتها على قياس أحلامها.
ولا يعكر سعادة نجلاء في دراستها، بحسب تعبيرها، سوى أنها تعاني قليلاً باستيعاب المنهاج وأنها بطيئة في الكتابة، لكن هذه المعوقات تستدركها نجلاء على عجل لتصفها بأنها تتغلب عليها بالدراسة والتمرين والصبر.
لم يكن في بال نجلاء عندما دخلت الجامعة أن تحصل على فرصة عمل بعد التخرج لأنها تعرف أن ذلك ضرب من المستحيل فعمرها وصحتها لا يسمحان بذلك. وأوضحت سبب اختيارها قسم المكتبات، شارحة: “المكتبات، تعني العلم والثقافة كما تعني التاريخ… تعني عشقي الصغير وحلمي الكبير الذي أحققه بشغف الصبايا وعنفوان الشباب”.
وخلصت: “حلمي لا ينتهي بالتخرج من قسم المكتبات، فأنا أطمح لدراسة الماجستير بعد التخرج. سأتابع تعليمي حتى آخر يوم في عمري ما دام في الحلم بقية”.