”مصطفى حسام” أول لاعب من أصحاب القدرات الذهنية الخاصة يحصل على 85 ميدالية
حرر نورهان عصام صالح مصر وناسها
مصطفى حسام.. أول لاعب من ذوي الإعاقة الذهنية فى مصر والوطن العربى، والذى يمارس لعبة الإنزلاق أو الباتيناج التى تحتاج إلى توافق عضلى وذهنى كبير، وهو ما جعله محل إعجاب الكثير، نظراً لأنه من أصحاب الداون سيندروم ويحتاج إلى الكثير حتى يستطيع أن يصل لهذا التوافق.
ولكنه كسر حاجز الخوف وقيود المستحيل وهدم الصعب وصعد للتألق فى كل لعبة يمارسها، فهو أيضاً أول لاعب من فئته يمارس الفروسية وبطل مصر والعرب فيها وكذلك السباحة وتنس الطاولة والبولينج وكرة السلة ويعشق التحدي وتنتظره منصات التتويج فى الباتيناج .
اقرأ أيضاً
- ”الناظر” يكشف أسباب ارتفاع الإصابات بكورونا
- ”one plus”تسعى لمنافسة ”samsung ”بهواتف متطورة
- ”السيسي”يوجه قرار بتوفير كافة عوامل نجاح مشروع”البردويل”
- تعرف على الدولة العربية صاحبة الأولوية في الحصول على لقاح”فايزر”
- ”لمدة موسم كامل”... البنك الأهلي ينجح في استعارة محمد فخري وشادي رضوان
- الجمهور يتلقى صدمة خروج”ما وراء الطبيعة”من تصنيف أفضل المسلسلات تاريخيًا
- ”في خمس مدن وبمساحات مختلفة”... الإسكان تطرح 1011 وحدة سكنية
- من أجل وظيفتها وحلمها تفقد” عيناها”
- ”وهم”المشروبات الغازية خالية السكر
- عاجل... وفاة «صائب عريقات» أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
- ”الصحة البريطانية” تعلن موعد توزيع اللقاح المضاد لكورونا
- ”فقط 23 مليون جنيه”...«ترامب» يعرض طائرته للبيع
اللاعب مصطفى حسام، صاحب 85 ميدالية أكثرها ذهبية فى كل الألعاب، ويبلغ من عمره 25 عاماً خاض منه الكثير فى التحدى وكسر ما هو غير معتاد.
"ينطلق بالباتيناج أو حذاء التزلج.. وسألته هل تريد أن تفعل مثلهم وأجابنى بالموافقة، وبدأت رحلتنا فى عالم التزلج ومواجهة بعض الصعوبات فيها".. هكذا عبرت رانيا محمود عن بداية رحلة نجلها مصطفى حسام الشهير بـ"طاطا" وهو أول لاعب من أصحاب الداون سيندروم أحد المتلازمات المرتبطة بالإعاقة الذهنية والذي يخوض لعبة التزلج ويستعد للمشاركة فى البطولات الخاصة باللعبة.
وأضافت: "كنت أعتقد أنه سيمارس اللعبة كهواية أو شيء محبب لديه يقضى به بعضاً من الوقت المتاح لديه فهو بطل مصر والعرب فى رياضة الفروسية وهو أيضاً أول لاعب من ذوى الإعاقة الذهنية يمارس الفروسية ذات الحواجز (نط الحواجز) وبطل الجمهورية فى السباحة لأكثر من 12 عاماً وبطل فى البولينج وتنس الطاولة وأغلب أوقات يومه تدريبات فى كل لعبة ولم اندهش أو أتعجب عندما وجدته يتمسك بممارسة الباتيناج كلعبة وأن يحقق فيها التميز كسائر الألعاب الآخرى وليس كهواية فقط".
وأشارت: "بحثت عن تفاصيل أكثر عنها ومنها هل هناك مدرب متخصص لذوى الإعاقة الذهنية أو شروط محددة لممارسة هذه الفئة لمنافساتها أو مواصفات مخصصة لحذاء التزلج وبدأت أحدد أهدافى منها ووجدت المدرب وعرضت عليه فكرة تدريب مصطفى وفى البداية وجدته يرفض وبشدة معللاً أن اللعبة تحتاج لتوافق عضلى وذهنى قوى وهو لا يتناسب مع ظروف نجلى من وجهة نظره بجانب أن اللعبة تحتاج للياقة بدنية عالية وسرعة تصرف وتحكم فى بعض الأمور بجانب كبر سنه فيها فهو يبلغ من العمر 25 عاماً وأن من الأفضل ممارستها من سن الصغر وحاولت إقناعه ببطولات نجلى وممارسته رياضات عديدة ومتنوعة اكسبته بعض المهارات الأساسية للعبة التزلج وأبدى مرونة قليلاً مع بعض التحفظ، طالباً مشاهدة مصطفى ووضع بعض الاختبارات البسيطة وبعدها سيقرر هل تلائمه اللعبة أم نصرف النظر عنها ونجعلها هواية وقتما شاء يزاولها".
وتابعت: "بالفعل بعد أول لقاء مع نجلى وافق المدرب على انضمامه لفريقه وخوضه 3 تدريبات على الأقل أسبوعياً وبما لا يقل عن ساعتين من التدريب فى كل مرة وأصبح مصطفى أول لاعب من الدوان سيندروم ممارساً للباتيناج وفى المراحل الأولى من الإعداد والمشاركة فى البطولات ولولا ظروف كورونا التى أوقفتنا عن التدريب ما لايقل عن 6 أشهر لكنا فى مراحل متقدمة من اللعبة وعلى الرغم من ذلك تم تكريمه فى مهرجان تحيا مصر الذى نظمته وزارة الشباب والرياضة فى المدينة الشبابية بحى الأسمرات ومنحه ميدالية تذكارية لتقديمه عرضاً باللعبة مع لعبة كرة السلة تدعى (رول بول ) وهى نفس شروط كرة السلة ولكن التسديد يكون على مرمى بمواصفات كرة اليد وليس (بوردة) السلة".
وتبدى إندهاشها بقولها: "كل الألعاب التى يمارسها مصطفى يختارها بنفسه ودون تدخل منا والعجيب أن كلها مكلفة مادياً فحذاء التزلج أقل ثمن له 1500 جنيه ومع تطوره فى اللعبة وانتقاله لمراحل أعلى تزداد تكلفة الحذاء والبعض منه يصل إلى 18 ألف جنيه ومرهقة لنا بدنياً، لكن يضيع هذا الإجهاد والارهاق والتعب عندما نلمح فى عينيه نظرة سعادة واستمتاع بما يمارسه وخاصة أنه يمارسها بعشق وهو ما جعله يحقق أكثر من 85 ميدالية متنوعة أغلبها ذهبية فى كل البطولات التى يشارك فيها ومازال بطلاً للجمهورية والعرب فى الفروسية والسباحة وأحيانا نلجأ لمزاولة ما يمارسه حتى نعرف بعض المهارات فيها ومساعده فيها حتى يتألق فيها".
وتأمل "رانيا"، أن ترى دمجاً حقيقياً لذوى الإعاقة فى كل الأنشطة وعدم اقتصارها على الرياضة فقط حتى نتخطى الحاجز ونكسر القيود والعراقيل الموجودة فى طريق ذوى الإعاقة فى المجتمع.
ويلتقط أطراف الحديث الكابتن محمد حسنى المدير الفنى للعبة الانزلاق ومدرب مصطفى، قائلاً إن اللعبة تحتاج مهارتين أساسيتين وهى الوضع الصحيح للوقفة بحذاء الانزلاق والثانية هى الخطوة، ومصطفى من التدريب الثانى كانت وقفته أفضل من غيره من أقرانه بالفريق وهم من غير ذوي الإعاقة وهو ما يعد نتيجة رائعة لأن الطبيعى أن يقف اللاعب الوقفة الصحيحة بعد 4 محاولات تدريبية على الأقل وهو ما يعنى أن الاتزان لديه فى أفضل حالاته عكس طبيعته وأنه من أصحاب الداون سيندروم.
وأضاف: "يتبقى له أنه يخطو خطواته بمهارة فائقة وخاصة أن لديه ثقة بنفسه كبيرة تساعده على التميز فى ذلك ويساعدنا فى ذلك استعداده الذهنى والعضلى وأنه فى إطار الاستعدادات للمشاركة فى البطولات التى ينظمها الاتحاد وخاصة أن الاتحاد الدولى للعبة يولى لها أهمية كبيرة ونحن بحاجة لإلقاء الضوء عليها والاهتمام بها ونشرها داخل ربوع الجمهورية نظراً لأن الكثير من الأندية تتجاهل وجود اللعبة ضمن اهتمامها ومفردات بطولاتها ولدينا حلم أن نعمل مدينة خاصة للعبة الانزلاق وخاصة أن هناك دول جعلتها رياضة ذات دخل لمواردها مثل الصين فهى تنظم كل عام 4 بطولات عالم وتحت مسميات عدة ويزورها المحترفون وأسرهم لخوض غمار هذه المنافسات وتحقق عائداً اقتصادياً كبيراً وهو يجعلنا أن نعيد النظر هنا فى الدوافع الموجودة فى ممارسة اللعبة، خاصة أن تكلفتها باهظة وتحتاج لدعم بعض رجال الأعمال على الأقل/ والدعم الإعلامى لا يقل عن الدعم المادى والمعنوى فيها".
ويسعى "حسنى" إلى وجود بعض المواصفات والقوانين لممارسة ذوى الإعاقة للعبة وخاصة أن تجربة مصطفى فيها تستحق الدراسة والتأمل حتى نشجع أقرانه لممارستها.
"طاطا غير نظرتنا لذوى الإعاقة".. بهذه الكلمات عبرت سما خالد زميلة مصطفى بالفريق عنه، قائلة: "كنا نرى ذوى الإعاقة ولم نتعامل معهم عن قرب كما حدث مع طاطا فهو لاعب متميز ويتسم بملامح وجهه البشوشة والمبتسم دائماً وجعلنا نتقبل وجوده وبشكل رحب (وبيهزر معانا وعايش حياته) والأجمل أننا نساعد بعض فى التدريبات والتألق فيها وسوف نشجع بعض أكثر وأكثر فى البطولات حتى نحصد المراكز الأولى فيها".
ويضيف طارق زياد سيد يوسف زميل مصطفى: "وصل لمرحلة متقدمة فى اللعبة وفاق بعض زملاؤه ممن تدربوا قبله ولم أتوقع أن يصل لذلك وأنا تعودت على وجوده بيننا وأنه أصبح واحداً مننا ونطمأن عليه فى الجروب الذى يضمنا إذا تأخر عن تدريب ونقوم بتحفيزه إذا احتاج كما يفعل معنا وأحياناً نخطو بجوار بعض ونضحك لبعض المواقف بيننا وكل الشكر للمدرب لما أوصلنا له ولوجود مصطفى بيننا".