مدي المركز الفرنسي: ماكرون أصبح أكثر واقعية بعد زيارة العريش


قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات، إنه وقبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، كانت فرنسا تُظهر موقفًا حذرًا وأقرب إلى التوازن التقليدي في تصريحاتها بشأن القطاع الفلسطيني، مركّزة على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" مع الدعوة إلى حماية المدنيين.
وأضافت، دبيشي في تصريحات خاصة لـ"مصر وناسها" أنه وبعد زيارة ماكرون لمدينة العريش المصرية واطلاعه على الأوضاع عن قرب، بدا التحول واضحًا في لهجته؛ إذ استخدم تعبيرًا حادًا حين قال إن القطاع "ليست مشروعًا عقاريًا"، في انتقاد غير مباشر لسياسات التهجير والتوسع الإسرائيلية.
"يبدو أن زيارة ماكرون للعريش كان لها أثر ملموس في تشكيل إدراكه لمدى الكـ،ارثة الإنسانية في القطاع" تعقب دبيشي على الزيارة.
بما تحمله من مشاهد الجرحى والنازحين والقصص القادمة من الداخل الفلسطيني.
وأكدت مدير المركز الفرنسي أن هذه الزيارة قد تكون منحت ماكرون نظرة واقعية أبعد من تقارير المخابرات أو البيانات الدبلوماسية، وأسهمت في توجيه خطابه نحو لغة أكثر إنسانية وحزمًا في إدانة العمليات ضد المدنيين، لافتة إلى أن تصريحات ماكرون حملت رسائل سياسية واضحة إلى بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، خاصة في ظل مواقفهما السابقة التي دعمت خطط "السلام الاقتصادي" أو تجاهلت الحقوق السياسية للفلسطينيين.
كما أن الرسالة الضمنية من ماكرون تؤكد رفض فرنسا لأي نهج يُفرّغ الصراع من أبعاده السياسية والحقوقية، ويختصره في صفقات أو إعادة إعمار مشروطة، ورد الفعل الفرنسي بدا وكأنه محاولة لاستعادة دور أوروبي مستقل ومتوازن، لا يتماشى تمامًا مع سياسات واشنطن أو تل أبيب، بل يسعى لإعادة وضع فرنسا كوسيط نزيه يُعلي القانون الدولي والكرامة الإنسانية.