أكاديمي إيراني: لا ثقة في المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن


قررت السلطات الإيرانية الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الأمريكي، وذلك ردًا على دعوة الرئيس دونالد ترامب، إلى طهران للدخول في حوار مع إدارته.
وأثار قرار السلطات الإيرانية بالمفاوضات غير المباشرة تساؤلات لدى السياسيين حول مدى نجاعة هذا النوع من المفاوضات في بناء الثقة بين واشنطن وطهران، من أجل حل أزمات الداخل وعلى رأسها المسألة الاقتصادية التي تشكلت في ظل العقوبات الغربية المفروضة على إيران.
ضاعة الفرصة
البرلماني السابق، علي مطهري، انتقد توجه نظام بلاده إلى مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا: “من غير الواضح لماذا تصر السلطات في البلاد على المفاوضات غير المباشرة التي يسعى فيها الوسطاء إلى تحقيق مصالحهم الخاصة” وفق شبكة رؤية الإخبارية.
وأشارت شبكة رؤية إلى تقرير منصة جماران، الأحد 30 مارس 2025، حيث أضاف البرلماني المستقل: “لقد قررت سلطات البلاد التفاوض مع أمريكا بكل جرائمها، لأنها حجة أخيرة على العالم وعلى شعبنا، حتى لا يقولوا فيما بعد أنهم أضاعوا هذه الفرصة. ولكن من غير الواضح لماذا يصرون على المفاوضات غير المباشرة التي يسعى فيها الوسطاء إلى تحقيق مصالحهم الخاصة”.
جاء ذلك في إشارة منه إلى أولوية المفاوضات المباشرة من أجل بناء الثقة بين الطرفين والوصول إلى نتيجة رفع العقوبات عن إيران.
لا تبني الثقة
الأكاديمي الإيراني، هاشم غريبي، أشار إلى أن هناك مزايا وعيوب للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وأوضح قائلًا: “إن المفاوضات غير المباشرة غالباً ما تكون مصحوبة بوسطاء، مما قد يؤدي إلى سوء الفهم أو التفسير الخاطئ لمواقف ونوايا كل طرف. ويمكن أن يؤدي هذا إلى تفاقم انعدام الثقة وإعاقة التقدم”.
وأضاف في صحيفة ستاره صبح، الأحد 30 مارس: “لقد أدت عقود من العداء، بما في ذلك الثورة الإيرانية عام 1979، وأزمة الرهائن، والصراعات اللاحقة، إلى خلق انعدام ثقة عميق بين الحكومتين. إن المفاوضات غير المباشرة لا تساهم كثيراً في بناء التفاهم الشخصي والثقة اللازمة. كما أن القضايا المطروحة، مثل الأسلحة النووية، والعقوبات، والنفوذ الإقليمي، معقدة للغاية ومتشابكة. وقد لا توفر المفاوضات غير المباشرة المناقشات الدقيقة والتفصيلية اللازمة لمعالجة هذه التعقيدات بشكل فعال”.