الخميس 21 نوفمبر 2024 10:44 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المقالات

    التحديات التي تواجه الصيدليات، وكيفية التغلب عليها من منظور التنمية المستدامة

    مصر وناسها

    حوار/ آية حمدي

    يلعب الصيادلة دورا هاما في حياتنا، فهم شريان هام من شرايين الحياة التي لا تكتمل إلا بهم، ويقوم الصيدلي بمهام متعددة منها صرف الأدوية للمرضى، وتقديم كافة التفاصيل والمعلومات المختلفة المتعلقة بالأدوية، فضلا عن تصنيعها وغيرها.

    وفي حوار خاص مع الدكتورة "إسراء الجمل"، من مواليد السنطة بمحافظة الغربية، حاصلة على بكالوريوس الصيدلة جامعة طنطا، وماجستير إدارة أعمال من الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، وتعمل صيدلانية بالمركز الطبي بالسنطة.

    ما هي التحديات التي تواجه الصيدليات؟

    ذكرت الدكتورة " إسراء الجمل" أن التحديات كثيرة منها ازدحامها بالمرضى خاصة في المستشفيات الحكومية، ويترتب على ذلك عدم قدرة المريض عن الاستفسار بشكل كاف عن تناول الدواء، وأضافت خط الأطباء غير الواضح في الروشتة يُسبب مشكلة كبيرة ينجم عنها أحيانا صرف دواء خاطئ، وإهدار كبير للوقت عندما يتم رجوع الروشتة مرة أخرى حتى يقوم الطبيب المختص بكتابتها ثانية بخط واضح، بالإضافة إلى كثرة الأوراق المستخدمة والذي يعد إهداراً للموارد والجهود والوقت.

    ماذا لو نقص دواء ولم يتوفر بديله، ما هو تصرف المسؤولين؟

    أشارت "إسراء الجمل" أنه عندما تصل أي كمية دواء للربع، يتم طلب كمية من العقار الناقص من المخزن ويقوم المخزن بصرفها، مضيفا أنه في حالة اتهام الصيدلي بالتقصير بعدم طلبه من البداية ، يتم تحويله للتحقيق على الفور.

    أيهما أفضل الأدوية الطبية أم الأعشاب، ولماذا؟

    قالت "الجمل" أنه يمكن استخدام الأعشاب مع الدواء وذلك بعد الرجوع للطبيب المختص تجنباً لعدم إصابة المريض بأية أعراض جانبية، وعدم تعارض هذه الأعشاب مع الأدوية.

    كيف تتعاملين إذا كانت الروشتة مكتوبة بشكل غير واضح ومفهوم؟

    أكدت سيادتها أنه في المستشفيات الحكومية لا يتم صرف الروشتة، ويتم إرجاعها للطبيب المسؤول عنها، ويعيد كتابتها بشكل واضح.

    ما هي رؤية الدولة للنهوض بالقطاع الطبي طبقا لرؤية مصر"2030" والتنمية المستدامة؟

    نوهت "الجمل "أن صحة المواطن على رأس أولويات الدولة المصرية باعتباره حجر الزاوية في عملية البناء والتنمية، وأن هناك مبادرات طبية كثيرة تمت على أرض الواقع، مشيراً أنه تم القضاء على فيروس سي في سنوات وجيزة، والقضاء على قوائم الانتظار، ومعالجة حالات مرضى الضمور العضلي على نفقة الدولة، ومبادرة نور حياة للعيون، فضلا عن قانون التأمين الصحي الشامل الذي سيطبق في كافة المحافظات، بالإضافة إلى تطبيق الحوكمة التي تعتبر الفيصل بين مقدم الخدمة والمراقبة والتمويل، وحققت التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة (الاجتماعية، والاقتصادية والبيئية)، حيث يتمثل البعد البيئي في القضاء على بعض الأمراض التي كانت تهدد صحة الإنسان، والبعد الاقتصادي بتوفير أموال المرضى التي كانوا يصرفونها على العلاج، حيث كانوا ينفقون حوالي "٦٠" في المائة من مواردهم للعلاج، أما البعد الاجتماعي أنها تشمل كافة فئات المجتمع، ولا تقتصر على فئة بعينها، وهذا طبقا لقانون" اثنين" لعام "٢٠١٨".

    متى سيطبق قانون التأمين الصحي الشامل في كافة المحافظات؟

    أفادت "إسراء الجمل" أن قانون التأمين الصحي الشامل سيطبق على مراحل، واستطردت حديثها قائلة إن المرحلة الأولى شملت المحافظات الحدودية، وجاري العمل حتى يتم تطبيقه في كافة محافظات مصر بحلول السنوات المقبلة حتى تنتهي

    المرحلة السادسة والأخيرة بحلول عام "٢٠٣١"، معرباً أن تطبيقه سيحقق طفرة كبيرة تصب في صالح كافة المواطنين.

    في الآونة الأخيرة ظهر على الساحة أشخاص ينتحلون صفة أطباء وبشهادات مزورة من أجل استغلال الناس واستنزافهم ماديا، كيف يتم تجنب ذلك من قبل المرضى؟

    أظهرت "الجمل" أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأجهزة الرقابية المختصة بذلك، مشدداً على ضرورة تمتع المواطن بالوعي وألا يكون فريسة لعديمي الضمير، وينبغي عليه توخي الحذر، وأن يذهب المريض للطبيب بناء على سيرته المحمودة والطيبة وكفاءته الطبية المعروفة بين الجميع.

    ما هي التحديات والعراقيل التي تواجه الصيدلي؟

    من جانبها قالت سيادتها إن أكثر التحديات هو استخدام الورق، والروتين، فضلا عن غياب التدريبات والندوات المختلفة، والتي لها دور كبير في تمتع الصيدلي بمهارة كبيرة، فضلاً عن إلمامه بكافة متطلبات وتحديات العصر.

    هل تؤيدين مقترح بعض أعضاء مجلس الشعب بتحويل الروشتة من ورقية إلى إلكترونية؟

    أعربت " الجمل" عن سعادتها البالغة ورغبتها في تطبيق هذا المقترح، منوهاً بأن مميزاته كثيرة منها: القضاء على الورق، توفير الوقت والجهد، وتحقيق أحد أهداف التنمية المستدامة.

    هناك فوضى في بعض الصيدليات وهي أن الذين يعملون بها ويصرفون الأدوية للمرضى ليسوا صيادلة، فضلا عن مؤهلاتهم المتوسطة، كيف يتم التخلص من هذه السلبية؟

    كشفت سيادتها أنه من المؤسف أن هذا الأمر تجارة، وأصبح مشهور، مضيفاً أنه لا ينبغي للصيدلي أن يعطي اسمه لأي شخص كي يفتح صيدلية، وأنه من الضروري تواجد الصيدلي بصفة مستمرة بالصيدلية، علاوة على ذلك لا بد من أن يكون مساعدو الصيدلي خريجي كليات صيدلة أو طلبة تحت التدريب من نفس التخصص.

    مع أم ضد صدور قرار بمنع صرف أي دواء دون روشتة طبية، ولماذا؟

    شددت"إسراء الجمل" على ضرورة تطبيق هذا القرار، مؤكدا أن هناك أناساً يتناولون الأدوية بشكل عشوائي ومن تلقاء نفسها، أو عن طريق وصفة من أحد الأقارب أو المعارف، الأمر الذي يجعل صحة المرء عرضة للإصابة بأمراض مختلفة قد تصل إلى الوفاة

    ، فضلا عن ضعف مناعته، وينجم عن ذلك آثار جانبية سواء على المدى القصير أو البعيد.

    ما هي أمنيتك للقطاع الصحي والصيادلة؟

    أبدت "إسراء الجمل" عن عدة أمنيات تتمنى تحقيقها بدءاً من تنفيذ التأمين الصحي الشامل والاستدامة من جودته، والاستثمار في العنصر البشري ومؤهلاته لضمان تقديم خدمة جيدة وبتكاليف أقل، مضيفاً أن هذا مهم جدا لأنه يقلل من دخول المرضى المستشفيات وينجم عنه خفض التكلفة والعبء على الدولة، وفي السياق ذاته نصحت الصيادلة بالتعليم والتدريب المستمر، وضرورة تطوير أنفسهم.

    وفي الختام وجهت "الجمل" نصيحة للجميع بضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية، وتجنب الخرافات والاستعانة بأشخاص خارج المجال الطبي، وحذرت من الإفراط في تناول المضادات الحيوية، والذي ينبثق عنه عدم تأثيره لاحقا، ويسبب للمريض مشاكل صحية مختلفة.

    كل الشكر والتقدير لـ" إسراء "على هذا الحوار الثري والمفيد لجموع الناس، وإلى لقاء آخر إن شاء الله، ونتمنى لك مزيدا من التقدم والازدهار.