الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:06 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فن وثقافة

    هل عاقب القدر ذكي رستم عن أدوار الشر قبل وفاته

    مصر وناسها

    فقد سمعه وحبه ومات وحيدا..

    زكي رستم واحد من أهم أصحاب الملامح القوية والنظرات الثاقبة، خاصة في تجسيده أدوار الشر، عرف الفنان الكبير بأدوار الشر وإجادتها وتقمصها حتى يجعلك تخاف حين تنظر إلى عينيه وتراقب ملامح وجهه، إلا أنه صاحب حظ سيئ من كثرة الأزمات التي تعرض لها طيلة حياته وحتى لحظاته الأخيرة ودفنه دون وداع الأصدقاء، كما أنه لم يتزوج ليحظى بوداع الأسرة.

    ينتمي زكى رستم لأسرة أرستقراطية وجده اللواء محمود باشا رستم من مواليد العام 1903، لأسرة ذات أصول عريقة، وكانت بدايته مع المواقف المأساوية، هو شلل والدته، فبعد حصوله على البكالوريا وهي المؤهلة للدراسة الجامعية في ذلك الوقت، كان من المفترض أن يلتحق بكلية الحقوق طبقا للتقليد المتبع في العائلات الارستقراطية، لكن المفاجأة أنه رفض دراسة الحقوق وأخبر والدته بذلك الأمر، الذي جعلها تثور بشدة وخيرته بين الفن والعيش معها فاختار الفن وترك المنزل فأصيبت والدته بالشلل، حزنا على عمل ابنها بالتمثيل، وفارقت الحياة ليظل هذا الموقف عالقا في ذهنه مدى الحياة.

    وفي أحد الحوارات النادرة التي أجريت معه قال زكي رستم: "عندما أنهيت دراستي الثانوية كان التمثيل قد أخذ من وقتي وروحي الكثير فلم أفكر في شيء سواه وعندما نزلت الميدان أخذت أنهل بشغف من متابعة الفن وشغلني عن التفكير في الزواج والاستقرار وبحثت عن الزوجة الصالحة ولكنى لم أصادف المرأة التي تتوافر فيها الصفات التي أنشدها في زوجتي وصبرت وانتظرت أن أجدها ولكن فاتني قطار الزواج ولم أتزوج".

    وشهدت حياة زكي رستم العاطفية تقلبات ليست بالكثيرة، فقد دخل في قصص الحب مرتين، الأولى عام 1926 واستمرت 7 سنوات كان وقتها شابًا وجيها وسيمًا وتعرف بفتاة جميلة وجذابة من أسرة طيبة وأحبها حبًا كبيرا ولكنه كان يغار عليها بشدة فتعذب بحبه لأن الفتاة كانت تحب الظهور، ووصفها زكى رستم بأنها كانت كالوردة الجميلة التي تحب أن يلتف حولها الجميع ولهذا قرر أن يقطع علاقته بها بعد أن رأى أنها لا تصلح أن تكون زوجة.

    أما قصة الحب الثانية في حياة زكى رستم فقال إنها استمرت 8 سنوات وارتبط بها بعد فترة نقاهة من التجربة الأولى استمرت 3 سنوات وكانت فتاة جميلة طيبة بها الكثير من المواصفات التي ينشدها فى زوجة المستقبل وأحبها من كل قلبه وبادلته نفس الحب، ولكنه لم يتزوجها، وانتهى هذا الحب عام 1944، ولم يحب أو يتزوج بعدها.

    واستكمالا لما عاشه زكي رستم من حياة مأساوية فقد أُصيب في أواخر أيامه بالصمم وهجر الأضواء، واستمر كذلك 6 سنوات، وكان صديقه الوحيد "كلب"، فكان يصطحبه عندما يغادر المنزل لتناول الطعام في أحد مطاعم وسط البلد، حتى يعود ثانية لعزلته داخل البيت، ولم يكن يفتح بابه لأحد إلا لصديقه عباس فارس جاره في عمارة يعقوبيان، وأصيب في أواخر أيامه بأزمة قلبية دخل إثرها المستشفى، الذي مكث فيه أياما عديدة وتدهورت حالته حتى توفي في 15 من فبراير من عام 1972، عن عمر ناهز الـ69 عاما، والغريب في الأمر أن أحدا لم يمشي في جنازته رغم وجود أصدقاء كثر في العمل الفني.

    ذكي رستم ابيض واسود حياته وفاته تفاصيل لم نعرفها من قبل مصر وناسها