الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:24 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    عربي ودولي

    كورونا يهدد تعليم جيل كامل في السعودية

    مصر وناسها

    تعد مرحلة الصف الأول الابتدائي من أهم المراحل الدراسية للأطفال كونها مرحلة تأسيس في حياتهم، تبنى عليها المعارف والمهارات المستقبلية بحسب قول التربويين. وبعد فيروس "كورونا" الذي اجتاح العالم، وقع الأهالي في حيرة كبيرة حول تسجيل أبنائهم أو الانتظار، واتخذ بعضهم قراراً بعدم تسجيلهم هذا العام.

    وتخوف الآباء والأمهات على مصير أبنائهم التعليمي قابلَه تطمين من قبل المعلمين والمعلمات، بأن وزارة التعليم وفرت منصات تعليمية تفاعلية رائعة سترفع من فاعلية التعلم والتواصل. وفي هذه المرحلة يمكن التغلب على الصعوبات التي ستواجه الطفل إذا تضافرت جهود المعلم مع أولياء الأمور.

    وذكرت منيرة الزهراني (أم لطفلين ) قامت بتسجيل ابنها في الصف الأول الابتدائي على الرغم من يقينها أن هذا العام الدراسي غير مجد وفق قولها.

    أما محمد العصيمي (أب لسبعة أبناء) فأجّل تعليم ابنته إلى السنة المقبلة، قائلاً "السنة الأولى تأسيسية، تحتاج إلى معلم متمكن، وأنا موظف وزوجتي كذلك، وليس عندي الوقت الكافي لتعليمها بالشكل الصحيح".

    وألحقت منار السليمان (أم لثلاثة أطفال) ابنتها بالصف الأول، "الأجهزة الذكية أصبحت تساعدنا فهناك تطبيقات تسهل علينا عملية التعليم".

    ونورة العمري (أم لخمسة أطفال) قررت عدم إلحاق ابنها في المدرسة هذا العام، "فالطفل في المراحل المبكرة بحاجة للبيئة والتعليم المباشر مهما كان دور الأهل، المعلم له أدوات وطرق متنوعة يصعب على الأهل تحضيرها بشكل محترف، والبيئة وروتين العملية التعليمية تزيدان من رغبة الطفل، وهي الأهم في هذه المرحلة".

    تأخير الطالب

    وقالت معلمة المرحلة الابتدائية راما خيرالله "إن تأخير التلميذ عن أقرانه ليس من مصلحته، وعلى الأهالي أن يساعدوا ابنهم في تخطي هذه المرحلة، وزارة التعليم وفرت منصات تعليمية، وتفاعلية سترفع من فاعلية التعلم والتواصل مع الأهالي في هذه المرحلة".

    وأضافت راما "دورنا كمعلمين أن نضاعف جهودنا، ونوظف المنصات التعليمية والفصول الافتراضية بما يحقق التفاعل للتلامذة، ونعمل على تهيئة بيئة من المرح والتفاعل أثناء الحصة الدراسية، وتفعيل ألعاب تعليمية تخلق حافزاً للتعلم، ونشجعهم على المشاركة أثناء الحصة، ونفتح لهم مجالاً للتعبير عن آرائهم.

    ولفتت إلى أن "بعض المهارات يمكن أن تتأثر قليلاً مثل الكتابة والمهارات الاجتماعية، ويفتقد التلميذ جو اللعب مع زملائه، ومهارة النشاط الحركي، لأن هناك كثيراً منهم لا يستطيعون الجلوس، ولا يفهمون دروسهم إلا وهم يتحركون. إضافة إلى أن مهارة التواصل البصري والحسي بينهم وبين المعلم ستتأثر، بخاصة عند من لا يشعر بالأمان، إلا عندما ينظر إليه معلمه، ويعطيه الحافز للانتباه، ولكن يمكن التغلب على ذلك إذا تضافرت جهود المعلم مع جهود أولياء الأمور".

    أمر غير مجد

    ترى المعلمة نورة القريني أن "من حق ولي الأمر عدم تسجيل ابنه في الصف الأول، لأنه أعلم بمصلحته"، ورأيها أن اعتماد التعليم عن بعد في هذه المرحلة العمرية والتعليمية أمر غير مجد، ويتسبب بأضرار للأطفال.

    وتجد القريني أن الطفل في هذه المرحلة العمرية يحتاج إلى التعامل مع أقرانه وإلى تنمية إطار اجتماعي، وتكوين شخصيته، ودمجه في المحيط، وتنمية مهارات الحوار، فالمدرسة لا تعلم القراءة والكتابة فقط، فهناك مهارات سيفقدها.

    وقالت "إن من الأفضل أن يسمح لتلامذة الصفوف الأولية بالحضور على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، مع مراعاة التباعد الاجتماعي، وأخذ الاحتياطات اللازمة".

    أما فريد المحيميس، معلم سابق للصفوف الأولية، فقال "كانت نسبة التعليم على المعلم 70 في المئة، وعلى الأهل 30 في المئة، والآن أصبح العكس، فالأهل عليهم 70 في المئة، على عاتق الأهل".

    في السياق ذاته، طالَبَ أحمد العوفي، معلم صفوف أولية أن ننظر إلى التعليم عن بعد بإيجابية، فتلميذ الصف الأول في المنزل لديه مساحة أكبر للتعلم لا يحكمه وقت، ولا يكون تحت ضغط الخجل، والخوف، وهذا يجعل من السهولة تعلمه باللعب والتفاعل. أضاف "أنه سيفقد بعض المهارات كالتعامل مع الأقران من خارج محيط الأسرة أو الحي".

    لافتاً إلى أهمية تهيئة مكان في المنزل للدراسة، وإظهار الأهل فرحتهم بأنهم من سيباشر تعليمه، والتحدث معه عن الأمر، والإجابة عن تساؤلاته؟ مع البعد عن التذمر والشكوى من مسؤولية تعليمه".

    حق إلزامي

    من جانبه أوضح رئيس الجمعية لحقوق الإنسان مفلح القحطاني، أن حق التعليم لجميع الأطفال إلزامي، ويجب تسهيل الحصول عليه من الجميع بما في ذلك أولياء الأمور. ونظام حماية الطفل ألزم ولي الأمر تمكين الطفل من حقه في التعليم، كما ألزم الجهات ذات العلاقة بتعليمه، وتسهيل إلحاقه بالمدارس.

    وقال "المادة الثامنة عشرة (الفقرة 4) من نظام حماية الطفل تنص على ضمان حق الطفل في الحصول على التعليم المناسب لسنه".

    وطالبت جمعية حقوق الإنسان السعودية أولياء الأمور والجهات ذات العلاقة بالتعليم، بتسهيل أمر حصول الطفل على حقه في التعليم، خصوصاً أن هناك جهوداً كبيرة بذلتها وزارة التعليم لتمكين الأطفال من حقهم في التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، ما يتطلب من أولياء الأمور التعاون معها حتى تزول هذه الجائحة.

    وشدّدت النيابة العامة في تصريح سابق لها بتاريخ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 على أن حقوق الطفل، والضمانات، والامتيازات المكفولة له شرعاً، ومصانة نظاماً، محل الحماية الجنائية، وتُتخذ جميع التدابير المناسبة من أجل القيام بدور بناء، وفاعل في مجال الوقاية والإرشاد الصحي، والتوعية بحقوق الطفل، خصوصاً ما يتعلق بصحته وتغذيته، وضمان حقه في الحصول على التعليم المناسب لسنه.

    السعودية كورونا تعليم عن بعد مصر المراحل الدراسية وزارة التعليم