سخرية المصريين ”من عهد عبد الناصر”
حرر آية شريف الكناني. مصر وناسهاعبر مشهد السنترال في فيلم الممر عن نموذج محاكاة لتعامل بعض الجمهور مع الأخبار العسكرية المتعلقة بإنتصارات القوات المسلحة وأخبارها في السنوات القليلة الماضية ، واتهم البعض أن الفيلم ينتقد السوشيال ميديا ، فيما شبه الغالبية ما عرضه الفيلم بأوضاع تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي.
البطل الحقيقي لمشهد السنترال في فيلم الممر "اللواء/محيي نوح" بطل مشهد السنترال في فيلم اللواء محيي نوح «أحد أبطال الصاعقة المصرية والمجموعة»، والذي روى تفاصيل القصة التي وقعت عام 1967 م حين رجع إلى بلده في محافظة المنصورة ، حين اتجه إلى السنترال للإطمئنان على أفراد كتيبته وفوجئ بسخرية من موظف السنترال وهتافات عدائية من المواطنين ضده بسبب حالة الغضب التي خيمت على الشارع المصري بعد النكسة.
اشتبك "اللواء/محيي نور" مع موظف السنترال وبعض المدنيين ووصل الأمر إلى الشرطة ورفض التنازل عن المحضر ثم انتهى التحقيق تقديرًا للظروف الراهنة.
الجدير بالذكر أن هناك ستة أعمال سينمائية تناولت موضوع فيلم الممر «أحدهم بنفس الاسم» ، وبعد سنوات طويلة من الواقعة اجتمع "المخرج/ شريف عرفة" مع "اللواء/ محيي نوح" وحدثه عن واقعة السنترال والذي استخدمها كأهم المشاهد في فيلم الممر.
لم يكن مشهد السنترال في فيلم الممر هو الوحيد الذي تناول مسألة السخرية من القوات المسلحة ، فقد سبقه أيضًا فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي خلال مشهد بطل الفيلم محمود ياسين وهو يبحث عن مكان له بالقطار فاتجه إلى آخره وفوجئ براكب يقول له "جرى إيه يا دفعة ... بتنسحب ليه ؟" ، فقام راكب آخر بالإجابة "سيبه ما اهو اتمرن على الانسحاب".
لم يكن الرئيس جمال عبدالناصر غائبًا عن حالة السخرية الغاضبة والنكت التي ظهرت بعد النكسة فقد وصل صداها إليه شخصيًا، مما جعله يتناقش حولها في خطاب له في أول احتفال بذكرى ثورة 23 يوليو بعد النكسة.
تكلم جمال عبدالناصر عن نظرة العدو للسخرية قائلاً "هم عارفينّا... وخصوصاً الشعب المصري ، يمسك أي حاجة وينكت عليها ، تعرفوا موجة النكت اللي طلعت الأيام اللي فاتت... أنا عارف شعبنا ، شعبنا طبيعته كده ، وأنا لم آخذ هذا الموضوع بطريقة جدية ، وعارف الشعب المصري كويس... ما أنا منه واتربيت فيه ، كل واحد ما يقابل واحد يقول له سمعت آخر نكتة ، ويحكيها ما هو كده ما احنا كده ، وهم عارفينا طبعاً، فممكن يستخدمونا بأن تتقال بعض النكت الحقيقة اللى تأثر على كرامتنا".
ماذا لو كان هناك فيس بوك يوم 6 أكتوبر 73 بعد سوشيال ميديا النكسة وتابع في أول خطاب بمناسبة ذكرى الثورة بعد نكسة يونيو "وبرضه باقول إن موجة النكت اللي طلعت احنا انجرينا فيها وما فهمناش بتسبب إيه ، النكت اللي طلعت تجرح كرامة ناس هم أولادنا وإخواننا ، وأنا نفسى كنت باسمع النكت برضه... برضه واحد بيقول لى سمعت أخر نكتة.. زى ما بتقولوا لبعض، وطبيعتنا احنا كمصريين ، وأنا في نفسي ما أخدتش من هذه النكت أبداً أي تعبير، ولكن أنا عارف الشعب المصري".
واختتم جمال عبدالناصر خطابه "دا شعب عمره 7 آلاف سنة وبيحب ينكت شعب له فلسفة بتاعته وطبيعته ، وماحدش لا قدر يقيم فيه مذاهب ولا انقسامات ، وفيه وحدة وطنية ، وشعب صلب قوي ، لكن أهو شعب يحب النكتة ، وأنا باعتبر إن دي ميزة لأنه بيفلسف بها الأمور، لكن إذا جا أعداءنا استغلوا فينا هذه الطبيعة علشان يحققوا هدفهم ، لازم نكون ناصحين ، وكل فرد يكون ناصح ، هنا ما أقدرش أنا أقول لك لأ ، يعنى أقول لك توجيه سياسي معين ، أبداً باقول كل فرد فينا مسئول، بيقول إيه الهدف من كذا؟ الهدف من كذا هو كذا، تثبيط العزيمة ، فقدان الثقة ، بالنسبة للقوات المسلحة".
وليس هناك أفضل من هذا ختام!..