”التجلي الأعظم” خبير أثري يكشف مسار النبي موسى والحجاج المسيحيون والمسلمون..تعرف على التفاصيل
نورهان فوزى
مصر وناسها
تم كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار عن مسار نبي الله موسى عليه السلام، منفردًا من طور سيناء إلى جبل موسى لمناجاة ربه وتلقي ألواح الشريعة وجبل التجلي المواجه له حين طلب نبي الله موسى رؤية ربه أثناء وقوفه على جبل الشريعة فدك الجبل "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا" سورة الأعراف آية 143
كما كشف ريحان عن مساره مع بنى إسرائيل بعد عودته وأخذهم لاستكمال الرحلة إلى الأرض المقدسة وهو نفس المسار الذى استخدمه الحجاج المسيحيون والمسلمون من ميناء طور سيناء إلى دير سانت كاترين فيما بعد ومسار التجار من ميناء الطور لتوصيل المؤن لرهبان دير سانت كاترين
وأوضح أنه طبقًا لخط سير رحلة نبي الله موسى وبني إسرائيل فى سيناء والذي قام بتحقيقها ونشرها فى كتاب "التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى" فإن نبي الله موسى ترك شعبه في موقع تتوافر به المياه والحياة النباتية لما عرفه عنهم من سرعة الضجر وهو موقع قرية الوادى حاليًا بطور سيناء.
وكما تابع ريحان، توجه موسى عليه السلام إلى الجبل المقدس وله عدة مسميات منها جبل موسى وجبل المناجاة وجبل الشريعة حيث استمر نبى الله موسى أربعون يومًا يناجى المولى عز وجل من على هذا الجبل حتى تلقى ألواح الشريعة، ثم عبر وادى حبران الممتد من طور سيناء إلى منطقة الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليًا) والذى تقوم الدولة بتمهيده وتأمينه وتطويره ضمن مشروع التجلى الأعظم، وحين تغيب نبى الله موسى عن قومه أربعين يومًا كما وعده ربه ليتلقى ألواح الشريعة لم يصبر بنو إسرائيل على غيابه وفقدوا الأمل من عودته، فاستجابوا لرجل يدعى السامري، وكان صائغًا ماهرًا فأخذ الحلي اللاتي أخذنه نساء بنو إسرائيل من المصريات وصنع لهم عجلًا له خوار.
السامري
وتابع ريحان، وأقنع السامري القوم أن نبي الله موسى لن يرجع إليهم، وكانوا قد طلبوا من نبى الله موسى قبل ذلك أن يجعل لهم إلهًا ورفض ووصفهم بالجهل لجحودهم، وكان مكان عبادة العجل قرب بحر، مما يعني أن نبى الله موسى غاب عنهم فى مكان بعيد وإلا لكان لحق بهم ومنعهم من عبادة العجل وعند عودته غضب غضبًا شديدًا وألقى الألواح على الأرض من هول المفاجأة ثم أخذها.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن الطريق الذى عبره نبى الله موسى وحيدًا هو وادى حبران لعلمه بمميزاته وهو الطريق إلى الجبل حيث تلقى التوراة ثم عاد بعد تلقى الألواح إلى وادى الراحة بقرية الوادى بطور سيناء حيث تركهم وأخذهم بعد ذلك إمّا من نفس طريق وادى حبران أو عبر وادى إسلا إلى جبل موسى وجبل التجلى لاستكمال الرحلة.
وأردف بأن طريق الحج البرى عبر وسط سيناء إلى مكة المكرمة تحول منذ عام (1303هـ / 1885م) إلى الطريق البحرى عبر خليج السويس إلى ميناء الطور المملوكى ومنذ ذلك الوقت اشترك الحجاج المسيحيون القادمون من أوروبا إلى دير مارمينا الذى يبعد 75 كم غرب الإسكندرية، 60كم جنوب مدينة برج العرب القديمة ومنه إلى القاهرة ومنها إلى ميناء السويس حيث يبحروا مع الحجاج المسلمين المتجهين إلى ميناء طور سيناء ثم يتخذوا طريق وادى حبران أو وادى إسلا لزيارة جبل موسى وجبل التجلي ودير سانت كاترين
وكما ترك الحجاج المسلمون كتاباتهم التذكارية على محراب الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين الذى أنشيء فى عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500 هــ 1106م ويستمر الحجاج المسيحيون الراغبون فى الحج إلى دير سانت كاترين بالدير ويتوجه البعض منهم للحج إلى القدس بينما يعود الحجاج المسلمون إلى ميناء طور سيناء ليبحروا إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة