الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:09 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    عربي ودولي

    بالوثا ئق والمستندات إثيوبيا نصحت بريطانيا بعدم الجلاء عن مصر

    مصر وناسها

    ذكرهيلا سيلاسي آخر أباطرة إثيوبيا البريطانيين بالعدول عن خطة الجلاء عن مصر عام 1954، معربا عن مخاوفه من التقارب بين البلدين بعد انتهاء الاحتلال البريطاني، حسب وثائق رسمية.

    وطبقا للوثائق، والتي نشرتها الـBBC، فإن سيلاسي حذر من أن الانسحاب البريطاني "سوف يترك فراغا له عواقبه"، مبينة أن تحذير الإمبراطور الإثيوبي جاء خلال زيارة رسمية للمملكة المتحدة في أكتوبر عام 1954، قبل أيام من توقيع مصر وبريطانيا رسميا ما عرف تاريخيا باتفاقية الجلاء.

    وكما اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية موقف الإمبراطور يؤكد مخاوفها من صعوبة المساعي المبذولة، حينئذ، لتسوية الخلافات الحادة بين إثيوبيا من ناحية والسودان ومصر من ناحية أخرى بشأن مياه النيل.

    وكما في عشاء على هامش أحد اللقاءات خلال زيارة سيلاسي إلى لندن، دار نقاش بين الضيف الإثيوبي وسير إيفون كيركباتريك، الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية، عن سياسة بريطانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

    وحيث نقل سير إيفون، في تقرير سري تضمن أهم ما جاء في النقاش، عن هيلا سيلاسي قوله، إن "عليه التزاما بأن يقول إنه لا يمكنه أن يوافق على سياستنا تجاه مصر".

    وحيث برر الإمبراطور موقفه الرافض لجلاء الإنجليز عن مصر قائلا، إن "الحكومة المصرية الحالية (بقيادة جمال عبد الناصر آنذاك) ليست مستقرة على الإطلاق"، محذرا من أنه بانسحاب بريطانيا في هذه الظروف، "سوف يكون هناك فراغ مرعب".

    وكما قال سير إيفون، إن النقاش "كشف عن حقيقة ما كان في ذهنه، وهو احتمال سيطرة المصريين على السودان".

    وأشارت الوثيقة إلى أن كلام الإمبراطور الإثيوبي لم تقنع الدبلوماسي البريطاني، الذي حاججه بأنه من المفترض أن تخدم حالة عدم الاستقرار المزعومة في مصر مصلحة إثيوبيا.

    وكما قال وكيل وزارة الخارجية البريطانية الدائم، إنه رد على هيلا سيلاسي بأنه "لو أن النظام المصري غير مستقر كما يعتقد، فإن الخطر عليه من مصر لن يكون هائلا جدا".

    وحسب الدبلوماسي البريطاني فإن "الإمبراطور ظل على عناده"، ليرد قائلا، إنه "ينظر بأكبر قدر من الريبة إلى احتمال وجود قوات مصرية ترقب حدوده".

    وبناء على موقف الإمبراطور من مصر، توقعت الخارجية البريطانية صعوبة كبيرة في تحقيق توافق بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا لحل الخلافات المستعصية بشأن مياه النيل.

    بالوثا ئق المستندات إثيوبيا نصحت بريطانيا جلاء مصر