طارق حرب.. رحيل الشمس
بقلم أحلام قاسم المالكي مصر وناسهاوأخيرا ترجل طارق حرب، ونزل عن كبريائه احتراما للموت المهاب حيث انحنى تقديرا له ومضى معه في رحلة الأبدية إلى حيث نجهل ونخاف ونخشى ونأمل ولا ندري ما المصير الذي ينتظر كل واحد منا بعد رحلة عذاب سبقنا فيها الكثير من الأحباب من الأهل والأصدقاء والمقربين وزملاء العمل.
نعم رحلوا وتركونا في حزن وغضب ورغبة في البكاء لا تنتهي حتى تتلوها رغبة أشد منها فأسباب الموت لا تنقطع؛ وتتكرر كل يوم لنسمع برحيل من لا نتمنى رحيله ومن كان يملأ حياتنا بهجة وراحة وأمل وقوة لنستمر ولنواصل حياتنا ونتحدى عذاباتنا التي تحاصرنا ولا تمنحنا فرصة الخلاص منها مطلقا فكأنها شريك لنا في بيوتنا واهلينا وأبناءنا وعملنا وأحلامنا وسعادتنا.
رحل طارق حرب عن عالمنا بعد سنوات طويلة من العمل في المحاماة والتأليف في مجالات عدة ومنها: التراث والأدب والمعارف المختلفة ومنها الإعلام والصحافة وكان محاضرا في عديد الندوات والاجتماعات والمهرجانات الأدبية والثقافية العامة .
وكان ضيفا على البرامج التلفزيونية والاذاعية وكذلك على شارع المتنبي؛ ولديه حوارات عميقة مع الكتاب والصحفيين والمحامين والقضاة والأدباء والمؤرخين.
كما كان موسوعة متنقلة بحق واستطاع أن يؤسس لمدرسة ثقافية عراقية استفاد منها المثقفون بالفعل؛ وتمكنوا من الحصول على رصيد معرفي واسع أفادهم في عملهم في المؤسسات القانونية والصحفية ومؤسسات الثقافة والأدب.
رحمك الله ابن العم وتغمدك بواسع الرحمة والمغفرة فقد كنت تقول لنا أن العمل والابداع والحضور يجب أن لايعتمد على الأسماء والمحسوبيات والعشائرية بل على العطاء الحقيقي المتجدد الذي لاينقطع ولاينتهي ويكون في خدمة المجتمع الانساني الذي يحتاج إلى التضحية والدعم لمواجهة الحياة وصعوباتها الكثيرة.
لن ننساك وسنواصل حياتنا ولن نتردد في خدمة العراق وشعبه.