أنقاذ مهاجرون في البحر المتوسط وخطفهم لدفع فيديا
حرر احمد البدري مصر وناسهامهاجرون: في المتوسط نموت مرة واحدة.. في ليبيا نموت كل يوم
يراقب باكستانيون من الجسر الخلفي لسفينة الإنقاذ "اوشن فايكينغ" التي أنقذتهم من الغرق في المتوسط، سواحل ليبيا تبتعد ومعها أعمال التعذيب والتجاوزات وعمليات الخطف، ويقولون "بالنسبة لهم في ليبيا نحن لسنا من البشر".
كانوا 31 باكستانيا من المهاجرين الـ51 على متن زورق خشبي رصدته سفينة الإنقاذ أوشن فايكنيغ التابعة لمنظمة "أس أو أس المتوسط" ظهر أول أمس الخميس قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. أوشن فايكينغ أنقذت المهاجرين من الغرق في البحر المتوسط.
يقول عمران (30 عاما) وهو ينظر باتجاه سواحل ليبيا التي أمضى فيها سنة بالنسيه للسود وصعهم مثلنا لكن البنغاليين و الباكستانيين هم الذين يتعرضوا لاسوأ معاناه " ويضيف "كل الباكستانيين الموجودين في الزورق كانوا سجناء خلال فترة بقائهم في ليبيا وتعرضنا جميعا للخطف". ويتابع "جئنا بحثاً عن فرص عمل وواجهنا الحرب والتعذيب والابتزاز. بالنسبة لهم نحن لسنا من البشر". كما عمران الذي مر عبر دبي قبل المجيء للعمل في مجال البناء قرب طرابلس، يروي جميع المهاجرين قصصهم عن عمليات الخطف والتعذيب.
اقرأ أيضاً
- إيطاليا تطالب السراج بتحقيق الاستقرار في ليبيا وفقا لقرارات مجلس الأمن
- صندوق تطوير العشوائيات يحظى باهتمام كبير خلال العام المالى الجديد
- محمود الشريف: لدينا أجندة تشريعية مزدحمة بالأولويات لا يمكن تأجيلها
- النائب إيهاب غطاطى يطالب بالتصدى للتعديات على النيل والمجارى المائية وتغليظ العقوبات
- شيريهان الطفلة وهي ترقص في زفاف أخيها عمر خورشيد
- دعوى الزام ”التعليم” برد نصف المصروفات الدراسية
- اتفاق مصري أثيوبي بتأجيل البدء بملء خزّان سدّ النهضة
- عودت الدوري الايطالي رسميا
- اتحاد الكرة يعلن جدول الدورى بعد أيام
- سعر عقار أفيجان لـعلاج مرضي فيروس كورونا
- تتزين المقاهي لاستقبال روادها بعد أشهر الحظر
- امتحان البلاغة لطلاب الأدبي بالثانويه الازهريه
"المهاجرون بضاعة معروضة للبيع"
ويذكر أن معاناته بدأت "منذ وصوله إلى المطار". ويقول "تم بيعي لشخص قام باحتجازي. كنا 35 إلى أربعين شخصاً مكدسين في غرفة واحدة ولا يحق لنا الخروج منها. ثم باعني لشخص آخر قام أيضا باحتجازي. وهكذا الأمر طيلة فترة إقامتي كنت عبدا".
من جهته يروي نعيم "يطعمونك ما يكفي لتبقى على قيد الحياة". لكنه نجح "في الفرار" و"أخطأ" عندما ذهب إلى الشرطة. ويقول "أعادتني الشرطة إلى الخاطفين وكان الأمر أسوأ من ذي قبل. لم أجد شخصاً واحداً ساعدنا في ليبيا. لم أتعرف على شخص واحد صالح في كل البلاد".
وأمضى محمد أرشاد باللباس التقليدي عامين في مدينة الخمس ويشرح آلية طلب الفدية، فيقول "يأتون ضمن مجموعة ويمكنهم العثور عليك في أي مكان، في مركز العمل أو في الشارع". ويتابع "يعصبون عينيك ويضربونك ويتصلون بذويك ويقولون لهم "إذا لم تدفعوا فدية سنقتله"، موضحاً أن والده اضطر لاستدانة عشرة آلاف دولار من أقارب وهذا المبلغ ثروة في باكستان.
دفع الفدية هو الحل الوحيد لتحرير المخطوفين
يقول الشاب أرسلان أحمد (24 عاما) من تحت كمامته "في حال لم نتمكن من جمع المبلغ المطلوب نتعرض للضرب بأعقاب البنادق. وأيضا للصعق الكهربائي أو للتجويع لعدة أيام وإذا أردنا أن نشرب فمن مياه المراحيض". ويضيف "أعمال التعذيب والمعاناة التي تعرضت لها هي أمور أعجز عن وصفها".
ومغادرة الباكستانيين ليبيا بهذه الأعداد أمر غير معهود. بعد السودانيين يشكل البنغاليون ثاني جنسية للمهاجرين الذين يحاولون الهروب بحراً، لكن باكستان غير واردة بين الدول العشر الأولى بحسب تعداد للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ولم يمض على وصول أرسلان أحمد سبعة أو ثمانية أشهر إلى ليبيا عندما قرر المخاطرة والمغادرة بحراً من الزوارة. ويقول بصوت خافت بعد صمت طويل "في المتوسط نموت مرة واحدة.. في ليبيا نموت كل يوم".