إسميك يوضح سبب تسمية القصائد الشعرية الشهيرة بالمعلقات
مصر وناسها
قال الكاتب والمفكر حسن إسميك، إن مكة المكرمة بقيت بقداستها وأهميتها الروحية صامدة ومستمرة أمام كل من رغبوا بتحقيق طموحاتهم السياسية عبر استغلال الدين والعقيدة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك قصة أبرهة الحبشي الذي احتل اليمن وأراد أن تكون له امبراطورية كبيرة تسيطر على الجزيرة العربية كلها، ولم ينفع أبرهة أن يبني بيتاً آخر للناس ليحولهم عن مكة، حتى بلغ اليأس به مبلغاً دفعه لأن يخرج بجيشه وفيلته قاصداً هدم الكعبة، لكنه هُزم على أطرافها وهلك هو وجيشه حتى أصبحوا (كعصف مأكول).
وأكد إسميك، في مقال له بعنوان: "مكة المكرمة.. دعوة إبراهيم عليه السلام"، أن أبرهة لم يستطع هدم الكعبة لما جاءها معتدياً، لكن تؤكد الدراسات التاريخية أن الكعبة المشرفة قد جُدد بناؤها حوالي 12 مرة عبر تاريخها الطويل، تارةً بسبب الظروف المناخية التي تعرضت لها، وتارةً أخرى تبعاً لموازين القوى المتتابعة عليها، الأمر الذي ساهم في توسعها بشكل خاص، وامتداد المدينة المحيطة بها بشكل عام، وما نراه اليوم في مكة صورة مختلفة عما كانت عليه في السابق.
وأشار إلى أنّ النشاط الاقتصادي والتجاري كان من أهمّ الأسباب التي ساهمت في وضع هذه المدينة على رأس قائمة المدن الأكثر حيوية في منطقة الحجاز، حيث ازدهرت بسبب الأسواق التجارية والمنتديات الموسمية التي جمعت رموز اللغة والفصاحة والبلاغة، حتى أنّ القصائد الشعرية المشهورة في اللغة العربية سميت بالمعلقات، لأنّها كانت تُعلق على جدار الكعبة، الأمر الذي جعل منها نبراساً لغوياً ما زال تأثيره حتى يومنا هذا.
اقرأ أيضاً
- إسميك: شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان نماذج يحتذى بها في التسامح ونبذ العنف
- حسن إسميك يستنكر رفع مكانة التراث إلى مستوى التقديس
- حسن إسميك يعلق على قمة بغداد لقادة دول الجوار
- إسميك: عولمة الرياضة وفراغ الشعوب أحدثتا شرخا حقيقيا في الهوية الوطنية
- إسميك: الرئيس التونسي ليس ديكتاتورا
- حسن إسميك يكتب: القهر في فراق والدي
- بمناسبة اليوم العالمي للشباب.. حسن آسميك يوجه رسالة للشباب العربي
- أمريكا والعراق.. ومعضلة ”رئيس الوزراء”: السير على حبل مشدود
- في ذكرى الهجرة.. حسن إسميك: أنا مواطن من هذا العالم
- حسن إسميك: نجاح الانتفاضة التونسية يحتاج لدعم اقتصادي وسياسي
- خبير استراتيجي: مقابلة العربية كشفت حقيقة حماس
- خبير يشيد بأداء مذيع قناة العربية في مقابلة ”مشعل”
وشدد إسميك، على أن مكة لم تكن مركزا روحيا للعالم الإسلامي فحسب، بل كانت مركزاً مهماً لحركة النهضة الفكرية الإسلامية التي وصل أثرها إلى منطقة شرق آسيا، فلا يمكن نسيان الحركة الثقافية والأدبية التي انتشرت في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بفضل الكتب التي تكفلت مكة المكرمة بطبعها في مطابعها ونشرها في الوطن العربي ومدن شرق آسيا وما حولها، والتي أطلق عليها اسم (الكتب الجاوية- كتب شرق آسيا)، وشهدت أمهات كتب ومؤلفات أهم مفكري ذلك العصر، والذين عُرفوا باسم "العلماء الجاويين"، فكان منهم السنكيلي والآشي والبنجري والفطاني والبوغوري وغيرهم كثير.