عاجل: انهيار سدود اثيوبيا بشكل كارثي
حرر عمر محمد مجدي مصر وناسها«دقت ساعة العمل الثوري لكفاح الأحرار، تُعلن زحف الوطن العربي بطريقه الجبار»، تلك الكلمات التي لا يمكن أن ننسى ذكراها من التاريخ المصري، وتغنى بها الموسيقار محمد عبد الوهاب، تعيد نفسها من جديد في حاضرنا الحالي، حينما قررت الشعوب العربية بطريقة أو بأخرى أن تقف بجوار شقيقتها مصر وشقيقتها السودان إزاء قضيتهم العادلة.
وخير مثال على ذلك هو المشروع الذي قامت تونس بتقديمه إلى مجلس الأمن، يتضمن قرار إيقاف الملئ الثاني لسد النهضة وإجبار الجانب الإثيوبي إلى العودة مرة أخرى لطاولة التفاوض وعدم اتخاذ أي قرار أحادي فردي من جانبها من شأنه الإضرار بمصالح دولة الممر السودان، ودولة المصب مصر.
وقد فضلت أن أبدأ معكم موضوع اليوم يا عزيزي القارئ بتلك النبذة القصيرة، لأذكر أن الأشقاء العرب دومًا يقفون بجوار بعضهم البعض حينما يشتد الأمر وتصل الأزمة إلى أوجها، وأنه مهما بلغت الإختلافات بيننا في وقت ما فإن طريق الإلتقاء لا بد أن يكون، وكما يقول مثلنا المصري الجميل « أنا واخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ».
مخاوف مدعومة بأدلة:
اقرأ أيضاً
- تعرف على مميزات اليوتيوب الجديد..إضافة الفيديوهات القصيرة لأول مرة في مصر
- وزارة الهجرة تنظم زيارة لوفد الشباب المصرى واليونانى والقبرصى إلى قاعدة رأس التين البحرية بالأسكندرية
- إحالة أوراق شقيق خط الصعيد لمفتى الجمهورية
- وزيرا التجارة والصناعة والتموين يفتتحان معرض ”صنع في مصر” بمدينة جوبا
- للإعلان على شبكة إعلام مصر و ناسها .. التفاصيل
- تصريحات الرئيس السيسي عن التعاون الثلاثى بين مصر و قبرص و اليونان
- ما هو رأي الأتحاد الأوروبي في أزمة سد النهضة
- عاجل..أثناء غسل الأواني مصرع طفلة غرقاً
- دار الإفتاء تجاوب: ما هو حكم الأشتراك في الأضحية ؟
- مشاريع تخرج طلاب هندسة الأزهر بالقاهرة تسهم في تحقيق رؤية مصر 2030م
- عاجل| استشهاد شرطي وإصابة عدد من رجال الشرطة بقسم 15 مايو
- بعثة الأهلي تغادر مطار القاهرة في طريقها إلى كازابلانكا
وفي نفس السياق أود أن انتقل بك يا عزيزي القارئ إلى كارثة كبيرة يتم التهديد بحدوثها من قبل الجانب الإثيوبي بسبب تعنتهم المستمر هذا في كيفية ملئ وتشغيل سد النهضة، دون الإلتزام بتبادل المعلومات والإتفاقات بينها وبين كل من مصر والسودان، وكأنها لا ترى إلا نفسها فقط في القارة الإفريقية والعالم.
وتكتفي في هذا الأمر بمجرد إعلام الجانبين بالخطوة القادمة التي تقدم عليها، حتى لو كانت تلك الخطوة على غير رضا مصر والسودان، مثلما فعلت أديس أبابا حينما قامت بإرسال اخطار رسمي لوزارة الري في البلدين عن بدأها الملئ الثاني لخزان السد، وكأنه لم يكن هناك اتفاق مبادئ بينهما ولا أي شئ، حيث ضربت بكل المواثيق الدولية عرض الحائظ.
ولكن أتدري ما هو أساس المشكلة يا عزيزي القارئ، أساسها هو أن ما تحاول مصر التعبير عنه من مخاطر وأضرار قد تحدث نتيجة بناء ذلك السد وملئه بطريقة غير سليمة، ليس مجرد تكهنات أو توقعات ليس لها سوابق أو دلائل تدعمها، بل أن لها العديد من الدلائل التي تثبت صحتها وتحاول الحكومة الإثيوبية أن تقوم بإخفائها.
السد الأكثر خطورة:
وتبعًا للمعطيات التي سأسردها عليك الآن، فأنا أفضل يا عزيزي أن نسميها مثلما ذكرت قناة العربية في أحد تقاريرها أن « لماذا سد النهضة يعد واحدًا من المشاريع الأكثر خطورة على الإطلاق »، ولعل سبب ذلك التخوف الكبير، هو الدراسات الكثيرة التي تؤكد أن احتمالية انهيار السد كبيرة جدًا.
وذلك بسبب التربة التي تم بناء السد عليها، حيث أنها غير صالحة أصلًا لمثل هذا الأمر على الإطلاق، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط، حيث أن المشكلة لا تكمن في عنصر أو عوامل الطبيعة فقط، التي لم تدرسها إثيوبيا جيدًا، أو أنها درستها وكانت تعلم عنها ولكنها تغاضت بمحض إرادتها عن الأمر.
وإنما يصل الأمر إلى مواد بناء السد نفسه، والذي يتكون أساسه من مادة اسمنتية، ويصل معدل الأمان فيه إلى 1.5 درجة بمقياس ريختر للزلازل، هل تدرى معنى ذلك يا عزيزي القارئ؟، إن درجة الـ 1.5 تلك هي التي تأتي بها أضعف الزلازل والتي قد لا يشعر بها الإنسان حينما يحدث زلزال.
مقارنة تفوز فيها مصر:
وهذا يعني أن السد معرض للإنهيار بسهولة جدًا إن ضرب أرض بني شنقول زلزال من الدرجة الضعيفة مثل الدرجة الثانية على المقياس مثلًا، مما يؤدي إلى غرق السودان تمامًا بعد انهيار السد والإضرار ببلادنا مصر الحبيبة هي الأخرى نتيجة لذلك، فكيف وبماذا كان يفكر الإثيوبيين حينما قرروا بناء السد بذلك الضعف.
وإن نحن قمنا بوضع مقارنة بسيطة يا عزيزي القارئ بين كل من السد العالي المشروع القومي والتنموي الكبير لمصر، وبين ذلك السد الهش في إثيوبيا وهو سد النهضة، نجد أول فارق كبير في معامل أمان السد، حيث أن معامل الأمان في السد العالي يبلغ حوالي 8 درجات على مقياس ريختر للزلازل.
ويعني هذا الأمر أن معدلات الأمان فيه ضد الهزات الأرضية بإذن الله تبلغ أكثر من 4 أضعاف نفس نوعية تلك المعدلات في السد الإثيوبي، وليس تلك هي المقارنة الوحيدة فقط، حيث أن سد النهضة حينما تم بناءه فإنه لم يضر بمصالح أي دول أخرى سواء كانت تلك الدول صديقة أو شقيقة أو غير ذلك.
الإخدود الإفريقي وخط النار:
بمعنى أنه لم يتم حجز المياه عن بلد ما، ولم يتم تهديد مواطنيها بخطر الجفاف أو التعطيش أو حتى الفياضانات التي قد تودي بحياتهم تمامًا وتمت مراعاة كل سبل الأمن والإحتياط فيه، وبهذا فحديث الخبراء الإثيوبيين عن أن مصر بنت السد العالي للتمنية وهم أيضًا يريدون فعل ذلك مقارنة ظالمة.
وذلك تبعًا للمؤشرات التي ذكرنها في السطور القليلة السابقة، وبالإنتقال إلى نقطة أخرى كنا قد ذكرناها بشكل سريع قبلًا يا عزيزي القارئ، وهي القشرة الأرضية التي بني عليها السد ومدى صلاحيتها، في السطور القليلة القادمة سوف أعرض لك فظائع تثبت صدق ذلك الحديث الذي تحاول أن تضرب به أديس أبابا عرض الحائط.
حيث أنه قد تم بناء السد في منطقة الاخدود الإفريقي الشرقي، وتلك المنطقة معروفة على أنها منطقة زلزالية، وتلك الزلازل إن لم تؤدي إلى انهيار السد برغم ورود ذلك الأمر بسبب انخفاض معدلات الأمان كما ذكرنا سابقًا، فإنها تؤدي إلى العديد من الفيضانات الجارفة، وقد أشارت أحد التقارير أن تلك المنطقة تشهد 7 من الفياضانات الهائلة كل 20 عامًا، ناهيك عن الأخرى الصغيرة.
انهيار سد جيبي 2 :
ولا يمكنك أن تتخيل يا عزيزي القارئ ما الذي يمكن أن يحدث جراء تلك الفيضانات من قتل وتشريد وهدم للبيوت وانقطاع للكهرباء، وكأنها تعيد الدولة التي حلت بها إلى العصور الحجرية أو ما قبل ذلك أيضًا بالمعنى المجازي، ناهيك عن قدرتها على تدمير سد النهضة دون حتى أن تحدث الزلازل.
ولك أيضًا أن تعلم يا عزيزي القارئ أن تلك المنطقة، تعرضت ما بين العامين 1970 وحتى 2013 كما أوردت أحد التقارير، إلى ما يقرب من حوالي 10 آلاف زلزال، تفوق قوتهم الأربع درجات على مقياس ريختر، ويعني هذا أن تلك الزلازل واحد منها كافي لتعريض السد إلى الإنهيار وغرق دولة الممر السودان.
مع العلم أن تلك الزلازل قد أدت إلى انهيار جزء من سد تكيزي في إثيوبيا، هذا بالإضافة إلى انهيار سد جيبي 2 بالكامل بعد عشرة أيام فقط من افتتاحه نتيجة تلك الزلازل، وكأن إثيوبيا تقوم ببناء السدود دون أن تحسب حساب لما قد يحدث مستقبلًا ولا تأخذ الإحتياطات من أجل ذلك.
وتمثل مشكلة ارتفاع السد وعرضه عائقًا آخر قد يؤدي إلى انهياره، حيث لا يجب أن يتم تخزين ما يزيد عن 15 مليار متر مكعب فقط من المياه وليس 70 مليار، كما لا يزيد ارتفاعه عن 85 مترًا، وقد وصل ارتفاعه إلى الآن وقبل أن ينتهي البناء أصلًا إلى حوالي 145 متر.