الجمعة 22 نوفمبر 2024 04:17 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    أخبار

    أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية يشيد بسياسة الرئيس السيسي

    مصر وناسها

    نقل الدكتور اسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، تحيات فضيلة الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي أمين عام رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة.
    وقال في كلمته اليوم خلال افتتاح الملتقى الدولي الأول الذي نظمته رابطة الجامعات الإسلامية، تحت عنوان " دور الجامعات في ترسيخ الوعي نحو تحول الأرض إلى بيئة صحية " أتذكر قول المولى عز وجل: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}. (عبس: 24-32)
    وقول المولى عز وجل: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ..}. (النور: 35)
    وقوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}. (الأنعام: 141)
    وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ}. (ق: 9)
    ومثل هذا كثير في آي الذكر الحكيم من تدبره وجد أن الله سبحانه وتعالى قد خص نفسه بالقدرة الإنباتية, واقتصر دور الإنسان على تهيئة الأوضاع اللازمة للزراعة, وهي كلها أوضاع مادية بحتة.
    يقول تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}. (الواقعة: 64)
    ويعظنا بقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ}. (السجدة: 27)، مشيرا إلى أنه بهذا قد كرم الله الزرع، وهو جل شأنه الزارع والناس يحرثون, وهو الذي ينبت الحب والزرع والنخيل والأعناب, والناس يفلحون، لافتا إلى أن النبت نعمة من الله وحق علينا شكرها، وشكر النعمة الحفاظ عليها.
    وأوضح أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، أن مشكلة التصحر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم، ويزداد معدل الأراضي التي تتعرض للتصحر عبر العالم بشكل متسارع، ومن الجدير بالملاحظة أن الكثير من هذه الأراضي المتصحرة أو المهددة بالتصحر تقع في أرجاء عالمنا العربي.
    كما أوضح أن التصحر هو تدهور الأرض في المناطق الجافة وشبه الجافة، وشبه الرطبة الناتجة عن عوامل مختلفة منها التغيرات المناخية والنشاطات البشرية، مشيرا إلى أن حالات التصحر تختلف درجة خطورتها من منطقة لأخرى، تبعاً لاختلاف نوعية العلاقة بين الطبيعة والإنسان، مضيفا إلى أن للتصحر صور عديدة ومنها الخفيف، والمعتدل والشديد والشديد جدا ، وله أسباب عديدة، مشيرا إلى أن سوء استغلال الإنسان للأرض والموارد الطبيعية يعد السبب الرئيس للتصحر، حيث إن زيادة عدد السكان بشكل يفوق إمكانيات الأرض الإنتاجية في المناطق الجافة وشبه الجافة وذلك عن طريق:الزراعة المكثفة وزراعة محاصيل تحتاج إلى مياه كثيرة مثل الأرز والقمح ، والرعي الجائر خاصة خلال فترات الجفاف، ومن خلال قطع الأشجار لاستعمالها كوقود أو إزالتها بسبب الزحف العمراني ، والمغالاة في الري لأنها تدمر التربة بسبب معدل التبخر العالي مما يؤدي إلى زيادة ملوحة التربة بعد كل سقاية وسرعان ما تكتسي التربة بقشرة من الملح .
    كما أوضح العبد أن للتصحر العديد من النتائج السلبية أبرزها: النتائج البيئية والاقتصادية والاجتماعية, فبالنسبة للأولى, فهي تتمثل في تدهور الحياة النباتية والحيوانية (بعض فصائل النباتات و الحيوانات انقرضت فعلا) وفي تدهور التربة والمراعي وتقلص مساحة الأراضي الزراعية ، لافتا أن النتائج الاقتصادية المباشرة فتتمثل بتدهور الأرض وتصحرها في قدرة البلدان على إنتاج الأغذية، في إحداث العجز الغذائي في المناطق المهددة، مع ما لذلك من آثار على الاحتياطات الغذائية وتجارة الأغذية في العالم.
    في حين تتمثل النتائج الاجتماعية للتصحر في تزايد هجرة سكان الريف والرعاة نحو المدن طلبا للعمل ولحياة أفضل, حيث ينتج عن هذه الهجرة ضغوط متزايدة، على إمكانيات المدن المحدودة.
    وحول طرق مكافحة التصحر قال العبد ان وقاية التربة قبل تدهورها والعمل على إزالة أسباب التصحر يعد من أكثر الوسائل فعالية واقتصادية من عملية إعادة الحياة من جديد للأرض الصحراوية أو المتجهة للتصحر وذلك من خلال التحكم في الرعي الطبيعي لتجنب تدمير الغطاء النباتي ، والتشديد على عمليات قطع الأشجار واستخدامها كوقود والبحث عن مصادر بديلة لها ، والعمل على وضع استراتيجيات وأولويات مكافحة التصحر ضمن سياسات التنمية المستدامة ، مع العمل على وقف زحف الكثبان الرملية وذلك بتثبيتها بعدة طرق لتقييد حركة الرمال ، وحماية الواحات والمزارع بسياج من الأشجار التي تسمى مصدات الرياح, كذلك يمكن زرعها بصورة متناثرة بالداخل لتثبيت التربة ، من خلال استعمال طرق الري الصناعي وعدم المغالاة في الري لأنها تدمر التربة ، والابتعاد عن إنتاج محاصيل تحتاج إلى مياه ري كثيرة ، والعمل على استخدام أساليب تكنولوجية حديثة خاصة بالزراعة في الصحراء مثل استخدام مادة تسمى السانوبلانت تُخلط بالتربة الرملية فتحفظ الماء والسماد للنبات وتمنع تسربه لأسفل وهي بذلك تقلل من كمية مياه الري وتمنع تلوث المياه الجوفية.
    وضع وتنفيذ حملات التثقيف والتوعية البيئية والتركيز على خطر التصحر.
    وطالب العبد بتضافر جهود الجهات الحكومية والمحلية في سبيل تأهيل المناطق المتصحرة وإعادة اكتساب التوازن البيئي، وإعادة المياه إلى الأراضي الزراعية الميتة ،
    استراتيجيات مكافحة التصحر:
    صيانة المجاري المائية ميكانيكيا.
    التوسع في المقاومة البيولوجية للآفات لتجنب التلوث الكيماوي.
    الاهتمام بالأصول البيئية للمجاري المائية.
    مكافحة جميع صور التلوث التي تهدد تلوث المياه.
    تدعيم وتحديث معامل التحاليل لمواكبة جودة المياه.
    ظاهرة التصحر ظاهرة جغرافية عالمية تعني تدهور خصوبة أراضي منتجة سواء كانت مراعي أو مزارع تعتمد على الري المطري أو مزارع مروية بأن تصبح أقل إنتاجية إلى حد كبير أو ربما تفقد خصوبتها كلية.
    التصحر يهدد الأمن الغذائي، فقد ذكرت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أن مصر تفقد أراض زراعية بمعدل خمسة أفدنة كل ساعة على مستوى المحافظات.
    والمعضلة الأساسية التي تواجه الإنسانية هي فقر التربة والعوامل المسببة لظاهرة التصحر، فهي عبارة عن مثلث ذي ثلاثة أضلاع يتشكل من التصحر وانحسار التنوع البيولوجي والتغير المناخي، هذه العوامل الثلاثة لابد أن تعالج في ترابط مع بعضها البعض وبقدر ما يقع التقريب في وجهات النظر وتتكامل الدراسات حول هذه العوامل الثلاثة يكتمل الفهم لتلك القضايا وفي سبيل إيجاد حلول تشمل هذه الأضلاع ينتج مفهوم الإدارة..
    العامل الرئيس للتصحر:
    هو سوء استخدام الموارد من قبل الإنسان مثل الرعي الجائر والتحطيب والحمولة الرعوية الزائدة (سوء الإدارة).. إذ إن كل أرض في كل مكان لابد أن يكون لها نظام علمي سليم لإدارة الموارد فيها, فحسن إدارة الموارد أمر علمي مطلوب لمكافحة التصحر.
    ومما يحمد للسياسة المعاصرة وجود برنامج وطني لمكافحة التصحر، يجب استخدامه استخداما سليما من ذوي الاختصاص ومن الجامعات والأبحاث العلمية، كما أن هناك من المشاريع ما يحتاج إلى دراسة واعية وتنفيذ صحيح كالتشجير والاستزراع، وتنمية المناطق الرعوية، وإقامة الحواجز الميكانيكية والرش بالمستحلبات وانتشار السدود ورفع كفاءة الصرف وغير ذلك كثير، مما يقع على عاتق ذوي الاحتياجات من الجامعات والمسؤولين في الحقل، ووقف الزحف السكاني والامتداد العمراني على الأراضي الزراعية.
    كما أن هناك حلولا مستمدة من الطبيعة لمعالجة التصحر صادرة عن منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو)، يجب مراعاتها وأخذ المناسب منها لكل منطقة لتحقيق الغاية المنشودة، ومن أهمها تعزيز التعاون بين القطاعات وتنسيق السياسات وتحسين قاعدة المعارف وتنفيذ خطة التنمية المستدامة.
    (إن الطبيعة كالإنسان أو كأي كائن حي يصيبه الوهن، وعندما تشتكي البيئة هذا الضعف فإن أول من يئن لهذا الضعف هي التربة، ومن بين آلام التربة التصحر)؛ لذا وجب على العلماء وذوي الاختصاص البحث في اكتشاف الظواهر الطبيعية والصناعية، والاستفادة منها لخدمة المجتمعات.
    فالتصحر له تأثير سلبي على الحياة الاقتصادية والاجتماعية كانتشار الأمراض والأوبئة.
    إن الجامعات والمعاهد العلمية والمراكز البحثية والمجتمعات المدنية تحمل على عاتقها وقف ظاهرة التصحر أو الحد منها، وذلك للإسهام في تنظيم الزراعة والري وزراعة الأشجار، ودراسة التشريعات الخاصة بحماية البيئة وتنفيذها وتطويرها يُسهم في المشاركة في رسم السياسات ووضع الخطط المناسبة للحفاظ على البيئة وحمايتها من التلف، ومبادرة الرئيس حياة كريمة في النهوض بالقرى سوف تكون عاملا من عوامل وقف التصحر.
    وأشاد العبد بفكر ورؤية القيادة السياسية، قائلا يحضرني في هذه الكلمة مشكلة "سد النهضة"، والتي تدار بقيادة سياسية رشيدة وحكيمة، فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، فهي قيادة تعي القول والفعل، وقد ارتضيناها بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا، فهي سياسة حكيمة, ولدينا خارجية قديرة واعية عصية على خبث الخبثاء، وأقول للطرف الآخر وتقولون معي وحكماء العالم: إن الماء رزق الله وهديته لعباده، يقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}. (الواقعة: 68-70)
    ولن يرضى الرزاق جوع وعطش أهل مصر، الذي قال في حقها: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (يوسف:99)، فالأمن مطلق في الآية ويشمل كل مقومات الحياة الآمنة ومنها الماء الذي جعل الله منه كل شئ حي.

    0c39c7c576668734f39fe358f8bec2cd.jpg
    أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية يشيد بسياسة الرئيس السيسي