الخميس 21 نوفمبر 2024 08:52 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المنوعات

    من هو الوزير المصري الذي أضاء المسجد النبوي ؟

    المسجد النبوي
    المسجد النبوي

    منذ تأسيسه، كان سعف النخيل الوسيلة المستخدمة في إضاءة المسجد النبوي الشريف عبر إشعال النار فيه، حتى السنة التاسعة من الهجرة، حين قدم الصحابي تميم الداري بقناديل الزيت، وظلت الأمور ولكن بإضاءات خافتة، إلى أن جاء الوزير المصري أحمد باشا حمزة، ليزين أركان المسجد النبوي بالمصابيح الكهربية؛ لينال شرفًا ما بعده شرف.

     

    يقول الباحث الأثري د. حسين دقيل، المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، إن القصة ترجع إلى عام 1947، عندما ذهب أحمد باشا حمزة لأداء فريضة الحج بصحبة مدير مكتبه -آنذاك- الدكتور محمد علي شتا، وبعد أن أديا المناسك توجها إلى المسجد النبوي الشريف لزيارة سيد الخلق -صل الله عليه وآله وسلم-، وهناك وجد أحمد باشا حمزة أن المسجد النبوي لا يزال يُضاء بقناديل الزيت ذات الإضاءة الخافتة لدرجة أن المسجد يكاد يكون مظلمًا.

    حزن الوزير المصري، بأن يكون مسجد سيد الخلق غير مضاء، وفور أن عاد إلى مصر قرر شراء عدد من المحولات الكهربائية والمصابيح والأسلاك الكهربائية على نفقته الخاصة وقام بإرسالها إلى بيت الله الحرام والمدينة المنورة، وأمر مدير مكتبه حينها باصطحاب المهندسين معه والفنيين ومعهم المولدات الكهربائية وقاموا بتركيبها في المسجد النبوي الشريف، لينال بذلك شرف أن يكون أول من أضاء المسجد النبوي الشريف بالكهرباء، واستمرت عملية التركيب 4 أشهر كاملة حتى تلألأ المسجد النبوي الشريف بنور الكهرباء، وأقيم احتفال كبير بإضاءة المسجد النبوي.

    ولد أحمد باشا حمزة في مايو 1891، في قرية طحانوب مركز شبين القناطر القليوبية، أكمل دراسته الثانوية في مصر ثم التحق بالجامعة لدراسة الهندسة في إنجلترا، عاد من الغرب بفكرة إنتاج الزيوت العطرية، فزرع الياسمين والزهور ذات الروائح الزكية، وأسس مصنعا لتحويلها إلى زيوت عطرية ثم تصديرها إلى أشهر مصانع العطور في العالم، بخاصة فرنسا، وبذلك كان هو أول من صنع وصدر الزيوت العطرية في الشرق الأوسط.

    أصدر مجلة "لواء الإسلام"، حيث شعر أن من واجبه أن تكون منبرًا للعرب عامة وللمسلمين خاصة، وتولى وزارة التموين في حكومة النحاس السادسة في 26 مايو عام 1942، ووزارة الزراعة في حكومة النحاس السابعة في 12 يناير عام 1950.


    في العام التالي أدى الوزير الوفدي بصحبة مدير مكتبه مناسك الحج، فأحسن أمير المدينة المنورة استقبالهما، وطلب "الباشا" أن يدخل إلى قبر الرسول فاعتذر أمير المدينة المنورة لأن طلبه يحتاج إلى صدور أمر ملكي.

    وبعد 24 ساعة فقط، صدر أمر ملكي بالسماح للباشا أحمد حمزة ومدير مكتبه بالدخول إلى مقصورة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى مدى 3 أيام كاملة ظل الباشا أحمد حمزة يتعبد داخل المسجد النبوي.

    ويروي مدير مكتبه الدكتور "شتا" في مذكراته هذه اللحظات شديدة الروحانية فيقول: "دخلنا قبر الرسول صلي الله عليه وسلم، فاستقبلتنا رائحة زكية شديدة الروعة، وجدنا أرضاً رملية، وشعرت من جلال المكان أنني غير قادر على الكلام، وبعد دقائق من الرهبة، ظللت أتلو ما تيسر لي من آيات القرآن الكريم، والأدعية، ونفس الشيء كان يفعله الباشا أحمد حمزة". وتابع: "قبل أن نخرج من مقصورة القبر، كبشت بيدي قبضة من رمال القبر ووضعتها في جيبي، ولما خرجنا أصابنا ما يشبه الخرس فلم نقو على الكلام إلا بعد نحو ساعتين".

    وتابع: "الرمال التي أخذتها من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، قسمتها نصفين، الأول وضعتها فوق جثمان والدي في قبره، والنصف الثاني أوصيت أبنائي أن يضعوه فوق جثماني داخل القبر".

    المسجد النبوي لواء الإسلام مجلة أحمد باشا حمزة أحمد احمد المصابيح الكهربية الرومانية اليونانية إنجلترا فرنسا