ما هو مصير الجثث بعد انتهاء طلاب الطب من تشريحها ؟

من أهم الخبرات التي عليها طلاب كليات الطب، مادة التشريح، وإذا ما كان الحصول على جثث التدريب أمراً صعباً، بسبب حظر القانون تداولها، فإن مصير تلك الجثة يعد من الأمور الأكثر حيرة.

الدكتور خالد محمود، أستاذ التشريح بأحد كليات الطب فى الجامعات الخاصة يوضح، أن بعض كليات الطب مثل المنصورة تم الاستغناء فيها كليًا عن الجثث التي تستخدم لدراسة علم التشريح، واستُبدِلَت بأجزاء محنطة أو تماثيل شمعية مطابقة لتشريح الجسم، لكن لايزال الكثير من الطلاب يستخدمون العظام البشرية عندما يستذكرون ترتيب العضلات والأوعية الدموية وعلاقتها بالعظام.

الجثث تنتقل من طالب لآخر وتشتريها مكتبات

وأضاف محمود "ما يحدث لهذه العظام عادةً هو نقلها من طالب لآخر لتبدأ مشوارًا جديدًا مع مالك جديد، أو تشتريها بعض المكتبات لتعيد بيعها للطلاب الجدد، وعلى الرغم من توافر البدائل البلاستيكية، إلا أنها ليست بنفس الدقة في الغالب".

العظام التي يستخدمها الطالب الواحد خاصة بأكثر من شخص

وتابع "العظام البشرية تُطلَى عادةً بمواد شمعية للحفاظ عليها ومنعها من التحلل؛ لذا قد تصمد لعشرات السنوات دون أن تتغير أو يصيبها مكروه، وأظن ما يبلى منها يتم دفنه في النهاية، لكن المشكلة تكمن في أنك لا تعرف شخصية أو ديانة صاحب هذه العظام لتدفنها وفقًا لشريعته، بل قد تكون العظام التي يستخدمها الطالب الواحد خاصة بأكثر من شخص لا يتفقون في شيء إلا أنهم يبيتون ليلتهم في صندوق أسفل مكتبه بعد أن ينتهي من مذاكرته".

وأوضح أن ما يحدث للعظام عندما ننتهي منها في الغالب أنها تنتقل بشكل أو بآخر لطالب جديد، لينقلها بعد فترة إلى مَن يدخل الكلية بعده، وهكذا.

الإفتاء توضح الشروط الشرعية لاستخدام الجثث

كانت دار الإفتاء المصرية، أكدت في فتوى سابقة أن تشريح جثة الميت بعد وفاته جائزٌ شرعًا، سواء كان ذلك لصالح مصلحة الطب الشرعي أو لصالح العملية التعليمية بكليات الطب؛ بشرط مراعاة الشروط الشرعية، إلا إنه لابد أن يكونَ تشريح جثة الميت في حدود الضرورة القصوى التي يقدرها الأطباء الثقات.

وأشارت إلى أن الجثة التي يشرح عليها الاستاذ للطلبة يجب أن تغطى وأنه من السنة أن نسارع بدفن الميت، وإذا حدث وأخذ الجزء العلمي والمشاهدة العلمية، وعند انتهاء التدريب ينتهى الأمر ويجب أن توارى الجثة وتدفن.

وأكدت أن الضرر الذي يلحق بالعامة إذا لم يحصل طالب كلية الطب على الجثث لتشريحها أشد من الضرر الذي يلحق بالمتوفى الذي يُستولى على جثته لتشريحها، وذلك لأن إباحة تشريح جثة الإنسان بعد وفاته اقتضتها أغراض التعليم لعلوم الطب.