عدة أمور استعاذ منها الرسول الكريم.. تعرف عليها
حرر الهام الطويل مصر وناسهاورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- أنه أوصانا وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح في الدنيا، وكل ما يبلغنا الجنة في الآخرة، فحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- على التعوذ بالله سبحانه وتعالى من خمسة أمور،أمور استعاذ منها الرسول وهي (الجبن، البخل، أرذل العمر، فتنة الدنيا، عذاب القبر)، وفيما ورد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه تعوذوا بكلمات فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن، (( اللهم إنى أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من البخل وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر)).
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ)).
إذا سمعت ما يغضبك فعليك بـ 5 أفعال
أمرنا بها رسول الله نصحت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بأن من سمع كلمة تغضبه فليعف وليصفح فإن ذلك من عزم الأمور.
عطى الله جلَّ وعلا نبينا -صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم فأوجد له القول فيقول قولًا وجيزًا تحتوي من المعاني والفوائد ما لا يخفى ولا يستطيع أحد أن يحصى كل ذلك، في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه جاء رجل فقال: يا رسول الله أوصني، قال: «لاَ تَغْضَبْ" فَرَدَّدَ مِرَارًا وهو يقول له: "لاَ تَغْضَبْ».
يعتبر الغضب أمرًا فطريًا طبع عليه كثير من الناس وقل من يسلم من شره وبلاه، ولكن من عباد الله من يوفقه الله فيتغلب على غضبه، ومن الناس من يضعف أمام الغضب فربما وقع في السباب والشتام والعدوان إلى أن ينتهي به إلى العدوان وسفك الدماء وتدمير الأموال والقدح في الأعراض بلا مبرر شرعي.
وينقسم الغضب إلى أمرين: منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم، فالممدوح منه ما كان غيرةً لدين الله تعالى، وغضبًا لانتهاك محارم الله، غضبًا يدعوه إلى الغيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطرقه الشرعية وأساليبه الشرعية، ليس غضبًا يدعو إلى الطغيان ولكن غضب يحمل على الخير والتوجيه والنصيحة والتحذير المسلم من مخالفة شرع الله تعالى.
وهناك غضب مذموم وهو ما كان في سبيل الهوى والشيطان والباطل، كغضب من يغضب عندما يقرأ حكم من الأحكام الشرعية عليه فيغضب لذلك، أو يغضب عندما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال الله جلَّ وعلا في ذلك ذامًا لهذا النوع: «وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا».
ووضع الرسول -صلى الله عليه وسلم- روشتة شرعية للتخلص من الغضب وهي: التعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الغضب من إلحاح الشيطان ووساوسه ليقهر بذلك المسلم، فإن الشيطان يستغل العبد عند الشهوة والغضب فيقوده إلى البلاء عند غضبه وطغيان شهوته فلا يستطيع السيطرة على ذلك قال الله جلَّ وعلا: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».
وجاء في السنَّة النبوية كما في صحيحي البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد الصحابي رضي الله تعالى عنه قال: «كنت جالسًا مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ورجلان يستبّان، وأحدهما قد احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجهد، لو قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، ذهب منه ما يجد، فقالوا له: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: تعوّذ بالله من الشّيطان الرجيم، فقال: وهل بي من جنون؟».
ويؤكد الحديث السابق أن التعوذ بالله تعالى من الشيطان حال الغضب ينجيك من آثاره ونتائجه السيئة، ومن ذلك أيضًا تغير الحالة التي كنت عليها فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إذا غضب إن كان قائمًا فليقعد فإن ذهب غضبه وإلا فليضطجع حتى يذهب عنه أثر ذلك الغضب».
وأمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسكوت عن الغضب، لأن الإنسان إذا غضب لا يبالي بما يقول فتخرج منه كلمات بذيئة سيئة يندم عليها عندما يفيق من غضبه ولهذا جاء في الحديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَلِّمُوا وَبَشِّرُوا وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ» فسكوت الغضبان ينجيه من آثار الأقوال السيئة ويخلصه من تبعاتها.
وحثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالوضوء عند الغضب، وروي في سنن أبي داود عن عطيّة بن عروة السعديّ الصحابيّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ»
وأرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الإكثار من ذكر الله عند الغضب، كما في قوله تعالى: «أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، والمؤمن قد يغضب لكنه سريع من غضبه قال جلَّ وعلا عن عباده المؤمنين: «وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ».
وعن فضل كتم الغيظ، قال تعالى: «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، فكظم الغيظ وعدم التمادي في الانتقام والصبر والعفو والله يحب المحسنين، وجاء في الحديث: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا يقَدِرٌ عَلَى تنفيذه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ فيُخَيِّرَهُ من الْحُورِ العين ما شَاءَ" لأن من كظم غيظه وعفا وصفح فذلك خير له وأهدى سبيلا.