مايكل بالاك.. العميل رقم 13 منحوس كرة القدم عبر التاريخ
كتب مجدي درويش مصر وناسهاأثبت التاريخ دائماً وأبداً أن الأرقام لا تصنع النجوم في عالم كرة القدم ولكن تلك النجوم تصنع الأرقام الذين ارتدوها علي مر التاريخ ومن المعروف دائماً أن رقم 13 يعتبر نذيرًا للشؤم والنحس ومعظم لاعبي كرة القدم ترفض ارتباط هذا الرقم بمسيرتهم في الملاعب ويعود الصيت السيئ للرقم هذا هو العشاء الأخير ( للسيد المسيح ) مع تلاميذه و خيانته من الشخص رقم 13 علي الطاولة ويعتبر 13 رقماً للحظ والسعادة في إيطاليا و رقم 17 في عصر الروماني رقماً للنحس والتشاؤم ويعتبر نهاية العالم كل هذا الأرقام لها دلالة علي فكر ومعتقدات الشعوب وطريقه حبهم للأشياء.
يمكن القول أن بالاك واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة الألمانية ولكن كان يعيبه فقط حظه السيئ، أحد أفضل لاعبي كرة القدم في ألمانيا والعالم منذ عام 2000 حتي عام 2006 ممر جيد لاعب قائد داخل وخارج الملعب في عام 2002 الا انه من اكثر اللاعبين نحساً وخسارة للنهائيات علي الرغم من تحقيقه لعده ألقاب مع نادي بايرن ميونخ و تشيلسي ولكن اكثر المواسم إخفاق في حياة اللاعب الألماني هو موسم 2002 موسم خسر فيه جميع الألقاب علي المستوي المحلي و الدولي.
بدأ بالاك حياته مبكرا بنجاح مميز حيث فاز بلقب الدوري الألماني مع فريق كايزرلوتيرن بموسم 1997/1998 وعمره حينها 20 عام، وحقق الدوري في أول موسم له مع المدرب اوتوري هاجل ومع زميله المصري هاني رمزي، كان هذا الإنجاز مميزا للغاية نظرا لأن الفريق كان صاعد حديثا للدوري الألماني الممتاز ولكن لم يشارك بالاك بشكل أساسي معهم هذا الموسم حيث تواجد فقط في 16 مباراة.
لم ينجح الفريق في الفوز بأي لقب بموسم 1999/1998 ولكنهم وصلوا إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وتواجد بالاك بشكل أساسي مع الفريق هذا الموسم حيث شارك في 39 مباراة بجميع البطولات وسجل 4 أهداف وتطور بشكل كبير للغاية للدرجة التي جعلت بايرليفركوزين يتعاقدوا معه مقابل 4.1 مليون يورو بنهاية الموسم.
اقرأ أيضاً
كان فريق ليفركوزين على وشك التتويج بلقب الدوري الألماني لموسم 1999-2000 بعد أن تصدروا الجدول بفارق 3 نقاط عن بايرن ميونيخ حتى أخر يوم في البطولة.
تقابل الفريق مع نادي أونتراخينج في مباراة خارج أرضهم وكانوا خصما نتوسط المستوى حيث كانوا متواجدين في منتصف الجدول، لذلك كان يصعب على الفريق التعرض للخسارة منهم. لكن على الرغم من كل ذلك خسر باير ليفركوزين المباراة بنتيجة 2-0 وفاز البايرن بمبارته ليتوج ببطولة الدوري ليتذوق بالاك لأول مرة مرارة الخسارة والتي ستلازمه لفترات طويلة في مسيرته بالمستقبل.
أصبح بالاك قائدا للفريق في موسم 2000/2001 وشارك في 39 مباراة بجميع البطولات وسجل 7 أهداف ولكن على الرغم من كل هذا، فشل الفريق في الفوز بأي لقب خلال هذا الموسم ولكن تغير الوضع كثيرا في الموسم التالي حيث أتيحت الفرصة لبالاك والفريق في التتويج بالثلاثية التاريخية وهي الدوري والكاس ودوري الأبطال، ولكنهم فشلوا في الوصول لهذا الحلم على بعد خطوة صغيرة للغاية.
ولكن الأهم عام 2002 كان بايرن ليفركوزن ينافس علي ثلاث بطولات وكان عام تاريخي للنادي الألماني ووصل النهائي في دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه علي مانشستر يونايتد في نص النهائى، البداية كانت مبشرة للشاب الألماني الذي شهد له الجميع بتفوق في هذا الموسم ولكن خسر الدوري الألماني في آخر جولة لصالح أسود نهر الرور (بروسيا دورتموند)، الحكاية بدأت بصدمة كبيرة لدي الجميع وكان باير ليفركوزين متصدر جدول الدوري بفارق 5 نقاط عن صاحب المركز الثاني بوروسيا دورتموند قبل إنتهاء البطولة ب3 مباريات وعلى الرغم من ذلك خسروه وحل في مركز الوصافة بعد موسم تفوق علي كل الخصوم بنتائج نالت إعجاب كل محبي ومتابعي الكرة الألمانية في ذلك الوقت.
وفي نهائي دوري الأبطال في ( غلاسكو الاسكتلندية ) دخلت الفريق وعينه علي تحقيق اللقب الأول في تارسخ النادي وتأكيدآ لسيطرة الكرة الألمانية في ذلك الوقت نظراً لأنه كان بايرن ميونخ حامل اللقب في العام الذي قبله، ولكنهم فوجئ الفريق الألماني بشراسة النادي الملكي وإستقبلوا الهدف الأول عن طريق راؤول ثم عادلوا النتيجة عن طريق المداف البرازيلي لوسيو، ومن ثم هدف الفوز لريال مدريد من تسديدة رائعة من لزيدان التي إلى الآن لا يمحي من ذاكرة محبي كرة القدم، وتم اختير هدف الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي دوري أبطال أوروبا في مرمى باير ليفركوزن الألماني الذين أقيم في جلاسجو العام 2002 كأجمل هدف في تاريخ البطولة الأوروبية من قبل صحيفة (فرانس فوتبول)، أما الكأس فخسروا النهائي بنتيجة 4-2 لصالح فريق آخر من نهر الرور ( شالكة) ليتحول حلم الثلاثية إلى كابوس مزعج للغاية.
وكانت الحلقة الأخيرة من هذا الموسم المشئوم في آسيا، شارك مع ألمانيا في كأس العالم في كوريا الجنوبية و اليابان، ووصل إلي نصف النهائي أمام كورويا الجنوبية مفاجأة البطولة، ولكنه غاب عن النهائي بعد تلقيه انزار ثاني علي التوالي أمام كوريا الجنوبية في نص النهائي بعد قام بأداء رائع طوال مشوار المنتخب الألماني في البطولة
وكان واحد من أفضل اللاعبين في البطولة بعد أن سجل 3 أهداف وصنع 4، وغاب عن المشهد الختامي أمام البرازيل وخسارة المانيا للنهائي و تحقيق البرازيل اللقب الخامس لهم بقيادة الظاهرة رونالدو والأخير لهم حتي الآن.
إنتقل بالاك إلى صفوف بايرن ميونيخ في صيف 2002 بعد أن رفض عرض ريال مدريد مقابل 12.9 مليون يورو. فاز بالاك مع البافاري ب3 ألقاب دوري وبطولتين كأس خلال 4 مواسم ولكنهم لم ينجحوا في التتويج بدوري الأبطال حيث دائما ما كانوا يودعوا البطولة في دور ربع النهائي.
تذوق بالاك مرارة الفشل مع المنتخب الألماني حيث خرجوا من دور المجموعات بدور المجموعات في يورو 2004 وودعوا بطولة كأس العالم 2006 بعد أن إحتلوا المركز الثالث على الرغم من إستضافتهم للبطولة على أرضهم.
إنتقل بالاك بعدها إلى تشيلسي ووقع عقده معهم لمدة 4 مواسم كلاعب حر وفاز ببطولة الدوري الإنجليزي معهم لمرة وبلقب كأس الإتحاد لمرتين، رغم تحقيقه الإنجازات مع بايرن ميونخ و تشيلسي علي مستوي الدوري و الكأس رغم ذلك لم يحقق دوري أبطال أوروبا مع الناديين رغم اقترابه من اللقب عام 2008 وخسارة النهائي بضربات الجزاء أمام مانشستر يونايتد في روسيا وفي صيف هذا العام أيضاً اكتملت خيبات الأمل بخسارة منتخب ألمانيا لنهائي اليورو أمام منتخب اسبانيا، بالاك الذي غادر ألمانيا لتحقيق المجد في شوارع لندن وجد الخيبات و الفشل في كل محاولة جديدة.
في موسم 2009 / 2010 حقق بالاك لقبه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي في موسم قدم فيه اللاعب قمة مستواه مع زملائه في النادي اللندني و لكن حصل ما لم يكن في الحسبان نهائي كأس انجلترا علي ملعب ويمبلي تدخل قوي من الغاني كيفين برينس بواتينج يعرضه للإصابة ليحرم من عيش التجربة الأخيرة مع منتخب ألمانيا و كانت فرصة مثالية لتحقيق ما لم يحققه طوال مسيرته مع المانشافات الألماني بعد خسارة كل تلك البطولات الكبرى، تم إستدعاء اللاعب فيما بعد للمنتخب للمشاركة بمباراتين وديتين ليكمل 100 مباراة دولية ولكنه رفض هذا الأمر تماماً وأعلن إعتزاله اللعب الدولي مع الفريق الألماني .
رغم تحقيق تشيلسي الثنائية المحلية في صيف هذا العام عاد من جديد الي نادي بايرن ليفركوزن، إنتقل اللاعب إلى صفوف باير ليفركوزين في صيف 2010 ولعب معهم لدة موسمين ولكنه لم يفز بأي لقب معهم وعلى الرغم من كل هذه الإخفاقات التي مر بها سواء على المستوى الدولي أو مع الأندية، إلا أنه كان دائما بمثابة قائد لفريقه وقدوة يحتذى بها ولكن يمكن القول أنه كان واحد من أسوء اللاعبين حظاً في التاريخ.
لم يسبق له أن فاز بأي لقب أوروبي خلال مسيرته على الرغم من وصوله للعديد من النهائيات ولكن هذا لا يقلل أبداً من قيمته الفنية الكبيرة وموهبته التي أمتع بها الجماهير، لذلك فلازال بالاك خالداً في أذهان مشجعي جميع الأندية كواحد من أفضل اللاعبين الذين تواجدوا في القرن ال21.