تفاصيل| مساجد الأرض أوصدت أقفالها ...فهل هذة علامه؟
كتبت آية شريف الكناني. مصر وناسهاوسط ما نمر به من انتشار لوباء «كورونا» ظهرت أصوات تحلل وتفسر هذه الجائحة من بينها أصوات اعتبرت أن هذا الابتلاء هو عقاب إلهي ؛ نظرًا لما انتشرعلي مواقع التواصل الإجتماعي من تعرض المسلمين الإيجور في الصين من اضطهاد ، وكذلك في الهند وغيرها من البلدان..
وبعد اجتياح الفيروس كل أنحاء العالم، وسط مخاوف الناس وحالة من الفزع، تعالت أصوات البعض بأن ما يحدث هو غضب من الله.
وهذه الآراء استدعت من فضيلة الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية - التدخل بتصريحات يوضح فيها حقيقة هذا الأمر، فقال في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لدار الإفتاء:
"إن نزول البلاء لا يعني غضب الله عز وجل على عباده، وإنما هو سنة كونية لتمحيص العباد، لا فرق في ذلك بين الصالحين وغيرهم، بل يكون ابتلاء الله تعالى للصالحين علامة على حبه لهم؛ فإن الله تعالى إذا أحب عبدًا ابتلاه، كما أن وجود الصالحين يمنع نزول البلاء العام ما لم ينتشر الفساد، أما إذا عم الفساد وانتشر في الأرض فإن البلاء ينزل بالجميع، وحينئذ قد يهلك الصالحون والمفسدون، ويكون هلاك الصالحين رفعة في درجاتهم، ما لم يقصروا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن السنة النبوية المشرفة ، قد ورد فيها العديد من الأحاديث التي توضح هذا الأمر، وأسباب نزول الإبتلاء العام، فورى الإمام ابن ماجة في مسنده، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم".
وأشاد أن الجزم بأن الوباء وفيروس كورونا عقاب من الله لا يصح لأن هذا أمر غيبي، والذي على الإنسان أن يفعله في مثل هذه الأزمات عمومًا أولًا: أن يرجع إلى الله تعالى بالتوبة الصادقة، وثانيًا: الاستغفار، وثالثًا: أن يكثر من الأعمال الصالحة فهذا من أسباب رفع البلاء.
وعن ذلك يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - مفتي مصر السابق- : "إن باب التوبة مفتوح ولا يغلق إلا بطلوع الشمس من مغربها"، مضيفًا أن طلوع الشمس من مغربها علامة عظيمة ؛ وذلك لانغلاق باب التوبة بحدوثها، وعن حكمة ذلك.
فقد ذكر القرطبي بيان حكمته ، فقال "قال العلماء : وإنما لا ينفع نفسا إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها؛ لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم، فمن تاب في مثل هذه الحالة لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت".
وقال الدكتور علي جمعة إن التوبة فلسفة كبيرة في عدم اليأس، وفي وجوب أن نجدد حياتنا وننظر إلى المستقبل، وأن لا نستثقل حمل الماضي، وإن كان ولابد أن نتعلم منه دروسًا لمستقبلنا، لكن لا نقف عنده في إحباط ويأس، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
وأشار إلى أن باب التوبة لن يغلق إلا في وقتين حددهما الله سبحانه وتعالى ؛ وأوضحهما لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهما: أن يغرغر الإنسان ومعنى يغرغر الإنسان، أي أن تصل روحه إلى الحلقوم، والثاني: عند خروج الشمس من المغرب، مستشهدًا بالحديث الشريف الذي رواه عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ».
وأوضح الدكتور "علي جمعة" أن من فضل الله تعالى وكرمه بعباده ، أنه يقبل التوبة منهم إذا تابوا إليه من المعاصي والذنوب التي اقترفوها ، ويظل قبول التوبة واردًا حتى يدرك الإنسان العاصي الموت وتبلغ الروح الحلقوم، حينئذ لم تعد التوبة مقبولة، وهذا هو المقصود بالغرغرة الواردة في الحديث المسؤول عنه. وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى أيضًا بقوله: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ» [النساء:18].
وقال الداعية الإسلامي الشيخ محمد أبو بكر، إن مصر هي الدولة الوحيدة التي مر بها النبي في ليلة الإسراء والمعراج ، وصلى بها ركعتين وقال لجبريل ، أين أنا: قال، أنت بالأرض المباركة أنت بمصر، فدعا لها النبي.
وأضاف، أن مصر هي البلد الوحيد من جملة بلاد العالم التي لم تتلوث أيدي أبنائها بدماء أهل البيت الأطهار، بل كانت لأهل البيت مأوى ومستقبلاً، مشيرا إلى أن الله لم يخلقنا كي يعذبنا أو يغضب علينا حتى نقول أن فيروس كورونا هو غضب من الله- تعالى- علينا ، مناشدا الناس بالتوقف عن هذه الأقاويل.
وأشار إلى أن البعض يربط الأحداث الجارية بالأحاديث التي تتحدث عن قرب قيام الساعة، وربنا (عز وجل) يقول : { يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ}.
وأضاف أن علامات الساعة علم غيب علمها عند الله، وهي موجودة منذ نزول القرآن منذ عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وما يحدث من انتشار فيروس كورونا، لا علاقة له بالساعة وإنما هو إنذار للبشرية جمعاء، ولا يرتبط بإسلام أو كفر أو إيمان وغيره.
اقرأ أيضاً
- عاجل| السيسي للمصريين : ”ساعدونا وخليكم في البيت”
- أصدر الرئيس السيسي العديد من القرارات لمواجهة أزمة كورونا |تفاصيل
- عاجل| الرئيس السيسي يعلق علي فايروس كورونا
- الأهلي يؤجل جلسة التجديد لأحمد فتحي
- حذف فقرة ساندي التي استفزت الجمهور
- غادة عبدالرازق تفرض علي اسرتها عدم الخروج من المنزل
- وفاة أول طبيب فرنسي مصاب بفيروس كورونا
- عاجل | قرار من وزير الأوقاف بشأن صلاة الجمعة المقبلة
- الدوري الإيطالي مهدد بالإلغاء لظهور حالات..
- فولكسفاجن تغلق وقد تمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع | تفاصيل
- إصابة إبنة فنانة كويتية بفيروس كورونا
- أكثر 10 دول في العالم تأثرت بوباء الفيروس التاجي أولهم الصين وإيطاليا
مطالبًا بعدم نشر الأخبار دون تحقق، فالصمت الإلكتروني خير من الجهل الإلكتروني، فمن نقل الكذب فهو أحد الكذابين ، وينشر الذعر دون سبق للعلم.
وقال إنه لما سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، متى الساعة ؟ أجاب صلى الله عليه وسلم، بقوله : «مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ»، وبهذا حسم نبينا صلى الله عليه وسلم، قضية الإفتاء أو الفتوى أو الفتيا في هذا الأمر، فإذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يقول : «مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ»، فمن ذا الذي يتجرأ على الله عز وجل، بالخوض في أمر توقفَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الحديث فيه، والذي ينبغي أن نشغل به هو ماذا أعد كل منا للقاء ربه.
وأكد الشيخ "أبو بكر" أن الشدائد لا تقابل بالجذع ولا بالسخط، وإنما تقابل بالرضا بقضاء الله وقدره، والصبر والتسليم والتضرع إلى الله، والتكافل بأن يأخذ القوي بيد الضعيف والغني بيد الفقير، يقول تعالى: { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ما كانوا يعملون}، كما تحتاج منا جميعًا إلى روح التراحم والتكافل والتعاون وأن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا، وغنينا بيد فقيرنا، ونُغيث بعضنا بعضا.