كورونا يبتلع مدنا في الهند والبحث عن مقابر

"وضع كارثي" يحيط الهند حيث سجلت الهند رقما قياسيا عالميا لإصابات فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» لليوم الخامس على التوالي، حيث سجلت السلطات 352991 حالة إصابة جديدة، ليتجاوز إجمالي الإصابات في البلاد 17 مليونا.

كما قفزت الوفيات أيضا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال الـ 24 ساعة الماضية، وسجلت السلطات الهندية، 2812 حالة وفاة، لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات جراء الإصابة بالفيروس، إلى 195123 حالة، وفقا لما ذكرته شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية.

وزير الخارجية الإماراتي

من جانبه، قال وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، ثقته في قدرة الهند على تجاوز المرحلة الاستثنائية التي تعيشها حاليا بسبب انتشار كورونا، مجددا دعم «أبوظبي» الكامل ومساندتها لـ«نيودلهي» لتجاوز الظروف الصحية التي تعيشها البلاد حاليا، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «الشرق الأوسط».

وأوضح بن زايد، خلال اتصال هاتفي مع وزير الشؤون الخارجية الهندي الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار، أن الإمارات قيادة وحكومة وشعبا تتضامن بشكل كامل مع الهند في هذه الظروف الصعبة، وتساند الحكومة الهندية في كل الإجراءات التي تتخذها من أجل احتواء تداعيات الفيروس.

وأكد الوزير الإماراتي، حرص «أبوظبي»، على توفير كل الإمكانيات للوقوف مع الهند لتجاوز هذه الفترة الصعبة، مشيرا إلى العلاقات التاريخية بين البلدين والشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع الإمارات والهند.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي، أن العمل الدولي الجماعي والتضامن العالمي يشكل ركيزة أساسية لتجاوز آثار «كورونا» التي تؤثر في العالم أجمع.

وتحتل الهند حاليًا المركز الثاني في قائمة دول العالم الأكثر تضررًا جراء فيروس «كورونا» بعد الولايات المتحدة، بعد أن تخطت البرازيل في 11 أبريل الجاري.

وفي سياق آخر، قالت صحيفة «تايمز أوف إنديا» الهندية، أمس الأحد، في تقرير، إن سلوك واشنطن المتمثل في تخزين اللقاحات أثار غضبا متزايدا على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الولايات المتحدة والعالم الغربي بأسره، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.

وأشارت الصحيفة الهندية، إلى أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة والغرب انفجرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع انتقادات متزايدة موجهة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لـ «قيامها على مخزونات من اللقاحات غير المستخدمة وحراسة براءات الاختراع».

ويقول الخبراء إن عدد الضحايا قد يكون أكثر بكثير من العدد المذكور، حيث لم يتم تضمين الحالات المشتبه بها، كما أن العديد من الوفيات الناجمة عن العدوى تُعزى إلى أسباب أخرى.

مقابر ومحارق جثث الهند

الأزمة التي تتكشف في الهند أكثر عمقًا في المقابر ومحارق الجثث، وفي الصور المفجعة لمرضى يلهثون ويموتون في طريقهم إلى المستشفيات بسبب نقص الأكسجين.

وتنفد مساحات المقابر في العاصمة نيودلهي، وتضيء المحارق الجنائزية المضيئة والمتوهجة سماء الليل في مدن أخرى تضررت بشدة.

وفي وسط مدينة بوبال، زادت بعض محارق الجثث من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من 50 جثة. مع ذلك، يقول المسؤولون، لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة.

في محرقة بهادهادا فيشرام غات بالمدينة، قال العمال إنهم أحرقوا أكثر من 110 جثة السبت، حتى مع أن الأرقام الحكومية في المدينة بأكملها التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة قدرت العدد الإجمالي للوفيات بنحو 10 فقط.

قال مامتيش شارما، المسؤول في الموقع: "الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش"، وفق ما نقلت "أسوشيتد برس".

وأجبر تزايد الجثث غير المسبوق محرقة الجثث على تخطي الطقوس الشاملة التي يعتقد الهندوس أنها تحرر الروح من دورة الولادة الجديدة.

قال شارما: "نحن نحرق الجثث فور وصولها". "كأننا وسط حرب".

حفار القبور في أكبر مقبرة إسلامية في نيودلهي

وقال حفار القبور في أكبر مقبرة إسلامية في نيودلهي، حيث دفن 1000 شخص خلال الوباء، إن المزيد من الجثث تصل الآن مقارنة بالعام الماضي. قال محمد شميم: "أخشى أن تنفد المساحة في القريب العاجل".

والوضع قاتم بنفس القدر في المستشفيات الكاملة بشكل لا يطاق، حيث يموت الأشخاص اليائسون في طابور، أحيانًا على الطرقات بالخارج، في انتظار رؤية الأطباء.

ويتدافع مسؤولو الصحة لتوسيع وحدات الرعاية الحرجة وتخزين الإمدادات المتضائلة من الأكسجين. المستشفيات والمرضى على حد سواء يكافحون لشراء المعدات الطبية النادرة التي يتم بيعها بأسعار عالية.

وطلبت الحكومة الفيدرالية، التي فوجئت بأحدث طفرة قاتلة، من الصناعيين زيادة إنتاج الأكسجين والأدوية الأخرى المنقذة للحياة التي يوجد نقص في المعروض منها. لكن خبراء الصحة يقولون إن الهند كان لديها عام كامل للاستعداد لما لا مفر منه - ولم تفعل ذلك.