الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:23 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    عربي ودولي

    بالفيديو وزيرة الخارجيه السودانيه زغرتت لما السيسي وصل السودان.

    مصر وناسها

    تعد وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي سياسية ومناضلة، ونائبة رئيس حزب الأمة القومي، وابنة السياسي والزعيم الراحل الكبير الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار وآخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا في السودان.

    شبت الدكتورة مريم في بيت المهدية السوداني العريق، قاد أجدادها الثورة المهدية في السودان، وحملوا رايات النضال ضد المستعمر البريطاني، وهكذا تشربت وزيرة خارجية السودان روح النضال والوعي والاهتمام السياسي منذ نعومة أظافرها.

    بعد تخرجها طبيبة، انخرطت في العمل السياسي ثم التحقت بصفوف المعارضة السودانية في أسمرة لنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وشاركت في الثورة السودانية الشعبية في ديسمبر عام ٢٠١٨، والتي أطاحت بنظام حكم الجبهة الإسلامية في أبريل من عام ٢٠١٩.

    وزيرة خارجية السودان خلال زيارتها الرسمية الأولى للقاهرة، وطرحت عليها أسئلة حول الزيارة والعلاقات المصرية السودانية وآفاق تطورها، وكذلك حول الحكومة السودانية والتحديات التي تواجهها.

    .. فإلى الحوار:

    مصر هي البلد العربي الأول الذي قررت زيارته بعد توليك مهام الخارجية السودانية.. ما هو تقييمك للزيارة؟

    أنا سعيدة للغاية بزيارتي لمصر، فمصر بلد عزيز علي، ويحتل مكانة كبيرة في وجداني ووجدان جميع أبناء الشعب السوداني، وأعتقد أنها كانت زيارة موفقة للغاية على أكثر من صعيد، في الحقيقة أن اختيار مصر وجهة عربية أولى لي بعد زيارتي جنوب السودان لم يكن مصادفة، بل كان قرارا اتخذناه معا في وزارة الخارجية برؤية استراتيجية لمكانة مصر التي نضع العلاقة معها على قمة أولويات علاقاتنا الخارجية.

    كيف كان اللقاء والاجتماع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

    اللقاء مع الرئيس السيسي كان وديا للغاية واتسم بالصراحة، وقد أكد لي الدعم المصري للسودان، وأن أمن السودان واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها، وأعرب الرئيس عن مساندته لكل جهود تعزيز السلام والاستقرار في السودان، وعلى دعم وتطوير التعاون بين البلدين في مجالات البناء والتنمية، وترسيخ الشراكة والعلاقات بين شعبي البلدين، وقد لمست اهتمام الرئيس السيسي الكبير بتعزيز العلاقات مع السودان، في جميع المجالات، في الربط الكهربائي والسكك الحديدية والتبادل التجاري، وغيرها من المجالات، وتأكيد سيادته التزام مصر الراسخ بدعم المرحلة الانتقالية في السودان، ونحن في واقع الأمر نقدر لمصر قيادة وشعبا المبادرة بمساعدة الشعب السوداني في جميع الظروف والمواقف، وخاصة خلال موسم الأمطار والسيول التي عانت منها السودان خلال شهر سبتمبر الماضي ومبادرة مصر بإرسال جسر جوي من المساعدات، وكذلك المبادرة بإرسال جسر جوي آخر لنقل عشرة مخابز آلية للخرطوم لحل أزمة الخبز، وإرسال الفرق الطبية لمساعدة المتضررين من السيول وكذلك فريق من الأطباء الاستشاريين المصريين لعلاج مصابي ثورة ديسمبر المجيدة.

    ماذا عن زيارة الرئيس السيسي للسودان؟

    الزيارة في هذا التوقيت زيارة مهمة للغاية، وسيكون لها أثر كبير في دعم العلاقات بين البلدين في كل المجالات، كما أن زيارة رئيس وزراء السودان الدكتور عبدالله حمدوك للقاهرة ستكون تعزيزا لهذا التوجه الإيجابي في العلاقات.

    كيف تنظرين لواقع ومستقبل العلاقات المصرية - السودانية؟

    أتطلع لتكثيف الجهود للارتقاء بأواصر التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتنشيط آليات التعاون الثنائي المشتركة، التحدي الكبير أمامنا الآن هو تحويل الأفكار الكبيرة وإنزالها لأرض الواقع لتعزيز التعاون، عبر برامج هادفة يشارك فيها أكبر عدد من الناس، وهنا يبرز الدور المهم للمجتمع المدني والإعلام والنخب في البلدين.

    جرت اجتماعات بينكم ووزير الخارجية سامح شكري .. هل لكم إلقاء الضوء على تلك الاجتماعات؟

    بحثنا تطوير العلاقات فى جميع المجالات، وفرص التعاون في مجال الاستثمار والمجالات المتاحة للشركات المصرية للاستثمار في السودان، بما يحقق المصالح المتبادلة للطرفين، وكذلك سبل تطوير التعاون في جميع مجالات التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وعلى رأسها مجال النقل خاصة من خلال مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين، بما يسهم في فتح آفاق أرحب للتعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، ومشروع الربط الكهربائي بين البلدين والجارية زيادة قدرته من ٨٠ ميجاوات إلى ٣٠٠ ميجاوات، وغيرها من مجالات التعاون الثنائي في مجالات النقل الجوي والبري والنهري والبحري، وكذلك تعزيز سبل التعاون في مجال الصحة بين البلدين، بالإضافة لتعزيز ودعم التعاون بين البلدين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، ونحن في هذه المرحلة نريد دفع العلاقات التجارية والتبادل الاقتصادي بين البلدين بما يعكس حجم العلاقات والروابط والصلات بينهما.

    البعض يدعي أن التطور الجاري في العلاقات المصرية السودانية موجه ضد آخرين .. ما هو رأيك؟

    العلاقة مع مصر بالنسبة لنا هي علاقة مصيرية استراتيجية، من أجلنا نحن مصريين وسودانيين لضمان أمن بلدينا ومنطقتنا، وبالتالي فإن هذه العلاقة لا تجري أبدا في مسار التكتل ضد أي جهة، زيارتي للقاهرة ليست متعلقة بسد النهضة، ولا هي مرتبطة بالأزمات على الحدود، ولا بأي أزمة نواجهها، بل تأتي تعبيرا عن موقف واقتناع سوداني استراتيجي، وتعبيرا عن أهمية مصر للسودان، وأهمية السودان لمصر.

    وماذا عن موقف السودان من أزمة سد النهضة؟

    موقفنا الثابت في السودان من ملف سد النهضة، هو أننا نريد اتفاقا قانونيا ملزما بشأن ملء وتشغيل السد بما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحد من أي أضرار لهذا المشروع، ونطالب إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية جادة من أجل التوصل لمثل هذا الاتفاق، ونحن في السودان نرى أن الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي يشكل تهديدا مباشرا للأمن المائي للسودان، وكذلك يشكل تهديداً للسدود السودانية، وأيضاً يهدد حياة ملايين المواطنين السودانيين.

    كيف حدث هذا التطور الكبير في موقف السودان من قضية سد النهضة؟

    صبرنا في السودان كثيرا على الموقف الإثيوبي، وكنا نبدي في الخرطوم حسن النيات والمرونة والصبر طول الوقت، هذا التطور الكبير في موقف السودان من قضية سد النهضة حدث لأن الملء الأول الإثيوبي لسد النهضة نتج عنه بعض الأخطار، والملء الثاني ستنتج عنه أخطار مضاعفة.

    وإلى أين وصلت أزمة التصعيد على الحدود السودانية الإثيوبية؟

    نحن حريصون على علاقات طيبة وحسن جوار مع كل جيراننا، ومع الجارة إثيوبيا، ونسعى للتوصل عبر الطرق الدبلوماسية لاتفاق مع الجانب الإثيوبي بخصوص أزمة الحدود، لكننا نؤكد في الوقت نفسه أن أراضي «الفشقة» أراض سودانية وفق الوثائق والخرائط الرسمية ولا جدال في هذا الأمر، وقد أكدنا موقفنا هذا للاتحاد الإفريقي.

    كيف يواجه السودان التحديات الهائلة الراهنة على جميع الأصعدة؟

    بالفعل هناك تحديات هائلة، والسودان يمر بمرحلة انتقالية دقيقة، ونعمل من أجل عبور هذه الفترة الانتقالية بأمان.

    السودان السيسي المصرية السودانية وزيرة الخارجية مصروناسها