تعرف علي الإحتفال التاريخي للمولد النبوي بمصر علي يد نابليون بونابرت
كتب مجدي درويش مصر وناسهايظل الإحتفال بالمولد النبوي هو من اعظم الاحتفالات التي يهتم بها المسلمين لاثرها الكبير في نفوسهم،وتعد مصر من الدول التي شهدت كبر واعظم احتفال للمولد النوي في تاريخ الامم ،حيث تشتهر مصر قديما بأشهر احتفالين لها والهم في الاحتفالات العالمية التاريخية،الاحتفال الاول هو خروج كسوة الكعبة،والاحتفال الثاني هو المولد النبوي وكانت تعد من اعظم الاحتفالات التي تمت فيها وفي تاريخ المدن المجاورة لها وكان الاحتفال بالمولد النبوي يتم بشكل سنوي والتي كانت تتضمن موسيقي وادعية ومسيؤات واعلام علي مدار العديد من الايام،ويسعي الكثير من الحكام الي استغلال مثل تلك المناسبات من اجل التودد والتقرب الي الشعوب وكسب حبهم،حيث تمكن الامبراطور نابليون بونابرت اثناء احتلاله لمصر والتي كان يهتم بها بشكا كبير لما لها من اطماع ثقافية وسياسية والتي كان يسعي الي امتلاكها،وقام بدراسة كل مايخص مصر قبل حضوره اليها لمعرفته بما تحتويه من الكثير من الخيرات،وقام بجلب عدد كبير من العلماء والباحثين للاستفادة من كل ماتحتويه مصر من كنوز,
تمكن بونابرت من الانتصار علي المماليك وهزمهم في موقعة الاهرام الشهيرة بمساعدة الجيش التابع له والذي كان يسمي بجيش الشرق،وكان يدعي انه لم يقم بالاحتلال وانما من اجل التخلص من التخلف والرجعيه التي كانت يعاني منها الشعب المصري،وكان يهتم بدراسة الثقافات الخاصة بالدولة بشكل كبير وتمكن من دراسة الدين الاسلامي بشكل كبير والاهتمام بسيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وكان يبدي عن اعجابه به وبشخصيته القيادية والاقتصادية والتوحيدية،وعندما كان يخاطب الشعب المصري كانت تبدأ خطاباته كالتالي "بسم الله الرحمن الرحيم،لا اله الا الله ،لا ولد له،ولا شريك له في الملك"،بعدما تمكن بونابرت وجيشه من الانتصار علي المماليك جاء التاريخ ليصادف الاحتفال بالمولد النبوي وفي ظل الحروب التي كانت تعاني منها مصر واختفاء القادة السياسين كلا من عمر مكرم واعدام محمد كريم صدر مجموعة من الشيوخ بعد الاحتفال بالمولد النبوي لهذا العام،وفي صباح احد الايام قام بونابرت بسأل الشيخ خليل البكري احد الاعمدة التابعة للازهر عن عدم قيامهم بالاحتفال بالمولد النبوي مبرر اليه الاسباب الي عدم سماح الوقت للاحتفال به في ظل تلك الظروف وخوفا منه ومن جيشه،قام بونابرت بالاعتراض علي موقفه وداعاه لعمل اعظم واكبر احتفال للمولد النبوي وقام بونابرت بالاعداد له بشكل شخصي.
اهتم بونابرت بالاعداد لعمل المولد النبوي واهتم بالكثير من التفاصيل الخاصة به،وامر بتعليق القناديل والحبال والزينة الخاصة بالاحتفال وامر بإشعال الاضواء في مختلف الاوقات لليوم صباحا ومساء وامر بتعميم الاحتفال وحضور الجميع للاحتفال من النساء والاطفال ومختلف الديانات وحضور الجينيرالات والاعيان ،وامر باستخدام الطبول الكبيرة التي تشبه الدفوف واستخدام المفرقعات النارية والصواريخ الخاصة بالاحتفال مما جعل مصر تشبه الاسواق المفتوحة ،وامر بإعلاء اصوات المطربين والشيوخ والايات القرائنية،وامر بتكثيف القناديل في ثبلثة اماكن خاصة وهي بين بونابرت وبيت الحاكم العسكري الفرنسي ديبوي والشيخ البكري.
واستمر الاحتفال بالمولد النبوي لمدة خمسة ايام متكاملين من يوم 19 الي 23 اغسطس عام 1798،وامر بإعداد وليمة كبيرة تحتوي علي جميع انواع الاطعمة والمذبوحات وحرص علي حضورها الجنرالات الفرنسين واعيان البلاد المصرين وحضوره هو شخصيا،وقام بعمل تكتيكا ذكيا من جانب القائد الذكي نابليون بونابرت حيث حرص علي الجلوس علي الارض بجانب الشعوب وتناول الطعام معهم وامر الجيش الفرنسي من الجلوس علي الارض وسط الجموع وبدأ بتقطيع الطعام بنفسه ،وجلس ليستمع الي التوشيح والايات القرأنية،ليظل التاريخ يذكر هذا الاحتفال العظيم والكبير الذي تم عقده في مصر،ولكن بعد فترات طويله تمكن الشعب المصري من فهم تلك التمثيلية التي كان يقوم بها نابليون بونابرت من اجل الحصول علي مبتغاه ومع زيادة الضرائب عليهم تمكن الشعب من الثورة عليه واخراجه من البلاد.