الخميس 21 نوفمبر 2024 04:30 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المقالات

    تدمير أسطورة ”جبل الحلال” ملحمة تروى بطولة الجيش المصرى الباسل

    مصر وناسها

    جبل الحلال عبارة عن سلسلة طويلة وضخمة من الجبال والمغارات والمدقات الوعرة بطول 60 كيلومتر ويرتفع نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر. ويحوي كهوفا يصل عمقها إلى 300 متر على ارتفاعات شاهقة فى بطن الجبل ويشتهر بوعورة تضاريسه وقسوة طبيعته الصخرية ..
    ولكل تلك الأسباب أُشتهر ذلك الجبل بأنه "تورا بورا" سيناء ولذلك لا يبدو مفاجئا أنه لم تدخله أى سلطة مصرية ولم تطأه قدما جندى مصرى من قبل بل ويعتبرونه أرض خارج سيطرة الدولة تماماً لذلك أشتهر هذا الجبل بأنه كان دوما أسطورة الشر والإجرام فى سيناء وكان بمثابة المنطقة الآمنة والحصن الحصين لعتاة المهربين والخارجين على القانون من تجار المخدرات والسلاح ومع الوقت تحول ليصبح الملاذ الآمن للارهاب وإدارة أعمال القتال الإجرامية لأنجاس بيت المقدس مستخدمين في ذلك أحدث المعدات والأسلحة والذخائر ومستعينين بأحدث وسائل الإتصال المتقدمة وتدعمهم لوجيستيا دول الجوار ودول الشر وعلى رأسهم انجلترا وأمريكا ومركز العمليات الرئيسى لهذا الحصن كان فى كهوف هذا الجبل تديره مخابرات عدة دول بتكتيكات حربية وقتالية معقدة جدا حيث أنها تشتمل على الآتى :
    1- أسلحة متطورة جدا تدار من بعد وتستخدم فيها صور الأقمار الصناعية باحداثيات محددة ومنها على سبيل المثال عملية إطلاق دانة هاون موجهة على كمين شرطى واستشهاد 18 فرد من الكمين وهو سلاح يستخدم لأول مرة بتلك التقنية العالية جدا.
    2- إدارة شبكة مالية معقدة جدا لأعمال شراء الأسلحة وتمويل الجماعات الإرهابية وعناصر التجنيد والمراقبة والتدريب وقد تم ضبط كافة المستندات التى تدين شخصيات عالمية ومحلية وأجهزة مخابرات دول "صديقة" ومعادية.
    3- إكتشاف كافة الخلايا النائمة التى كانت تعمل فى الخفاء من خلال المستندات والوثائق والمراسلات المضبوطة .. تلك الخلايا التى كانت تمدهم بالمعلومات أو تتلقى تمويلات والمتورط فيها شخصيات مصرية ورجال أعمال ومستثمرين أجانب تحت غطاء ومسمى الاستثمار ولكن الحقيقة هو التمويل لاستمرار أعمال الارهاب بعد أن جففت مصر ولحد كبير مصادر التمويل.
    4- اكتشاف مخطط دولى لإثارة العالم ضد مصر والمطالبة بفرض الحماية على الأقباط في شمال سيناء بحجة استهدافهم من قبل الارهابين ، وتصوير الأمر على أن مصر غير قادرة على حمايتهم لذلك تم نقلهم لمناطق آمنة وقد وجدت مستندات بأسماء ووظائف ومحل اقامة المتآمرين فأفشلنا المخطط لذلك خرج خونة الوطن ليزعموا التهجير القسرى للأقباط.
    هنا يتم إثارة سؤال مهم ...لماذا لم يقم الإرهابيين بتدمير تلك المستندات قبل اقتحام قوات الجيش؟ وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم كيف تمت إدارة تلك المعركة الخطيرة والفاصلة ..
    فإدارة هذه المعركة لم تكن بدايتها من جبل الحلال ولكنها بدأت منذ اعتلاء مصر لكرسى عضو غير دائم بمجلس الأمن حتى لا تتم أى اجراءات من خلف ظهرنا لأننا نعلم أننا نواجه مؤامرة دولية كبيرة بعد أن هدمنا المعبد على رؤوس أصحابه فى 30/6 وغيرنا خريطة العالم السياسية والعسكرية . فقمنا بالاستعداد لهذه المعركة من كافة جوانبها وأن كانت المعركة الاقتصادية أشد ضراوة من العسكرية ولكن لهذا حديث أخر .
    وتأتى معركة جبل الحلال كأكبر معركة عسكرية خاصة فى الزمن الحديث وبتكتيك أربك كافة خطط الأعداء . فقد قامت قواتنا بمحاولتين سابقتين لاقتحام الجبل فى عام 2016 للسيطرة عليه فلم تفلح لأسباب عديدة منها كبر حجم الجبل ووعورة تضاريسه ووجود مئات الكهوف والمغارات والوديان الصخرية الملتوية الضيقة وسهولة التنقل الداخلى تحت الحماية الطبيعية من تضاريس الجبل الصعبة كما أنه من المستحيل اقتحامه بالدبابات أو العربات المصفحة نتيجة تلك التضاريس الوعرة.
    كانت مصر تعلم أن ادارة العمليات تتم من هناك وتعلم المتورطين من الدول المعادية فى إدارة العمليات عسكريا ومخابراتيا لكن محاولات الاقتحام من الخارج مهما حدث لن تؤتى ثمارها كما كانت الدول المعادية تعلم ذلك أيضا وتم محاصرة الجبل منذ 10 أشهر ولكن كان من الطبيعى أن تتم عمليات اختراق للحصار لصعوبة ووعورة الأرض وتنقل الإرهابيين والعناصر الداعمة لهم بالدواب فقامت قواتنا المسلحة بعمليات تصوير جوة والاستعانة بصور الاقمار الصناعية على مدار عام كامل حتى أصبحت تعرف كل حجر وكل درب وكهف فى الجبل وأسفرت عمليات التصوير والاستطلاع عن اكتشاف كهوف لم يصلها المجرمين ولا يعرفونها فتم استغلال ذلك بأن تسللت اليها قوات الصاعقة والمظلات المصرية وأقامت مركز عمليات داخل الجبل وبدأت القوات تتجمع للقيام بعملية الهجوم من الداخل للخارج وليس العكس رغم أنه كان من المستحيلات ومن غير المنطقى أن تتم عملية الاقتحام بهذا التكتيك إلا أن رجال قواتنا الخاصة لا يعرفون المستحيل .
    وهنا كانت المفاجأة المباغته للأعداء وعندما حانت ساعة الصفر هاجمت قواتنا مركز العمليات الرئيسى للأعداء واستخدمت السلاح الأبيض فى المعركة وقتلت قوات الحراسة بالكامل ثم اقتحمت مركز القيادة الإرهابى فوجدت فى انتظارها مفاجأة كبيرة فقد اكتشفت قواتنا وجود مركز قيادة متكامل أقامته اسرائيل فى أحد كهوف الجبل العميقة الواسعة بعمق 10 أمتار فى باطن الجبل واتضح أن هذا المركز مجهز بغرفة عمليات رئيسية وبها شاشات عرض وأجهزة كمبيوتر وأحدث أجهزة اتصالات وتليفونات الثريا وموبايلات تعمل بشرائح اتصال اسرائيلية وأردنية وغيرها ووجدت أيضا اماكن وغرف مكيفة لمبيت الأفراد كما وجدت أماكن للطعام ومطابخ ومستشفى ميدانى متكامل وكميات كبيرة من المتفجرات وأجهزة التفجير وكميات ضخمة من الأموال بالدولار والجنيه المصرى والشيكل الإسرائيلى.
    وجاء الصيد الثمين عندما تم اعتقال ضباط استخبارات من 12 جنسية مختلفة والذين فوجئوا حينما وجدوا قوات الصاعقه فوق رؤسهم فى غرف نومهم فلم تترك لهم المفاجأة خيارا لأى تحرك .
    وعند تمام السيطرة على مركز القيادة الارهابى بدأت العملية الحربية الكبرى من الداخل والخارج واستخدمت فيها المقاتلات والمروحيات.

    795163d2208f5767b176a7efa55e81d2.jpg
    تدمير أسطورة جبل الحلال ملحمة تروى الجيش المصرى الباسل