من هي أم السينما المصرية التي فقدت أولادها الثلاثة في ليلة حزينة
كتب مجدي درويش مصر وناسهاالحياة مليئة بالاسرار وعندما تغوص في حياة المشاهير تكتشف المفاجآت التي تدهشك تلك الأسرار.
هي "فردوس محمد "من مواليد ١٣/ يوليو ١٩٠٦ بحي المغربلين بالقاهرة من أسرة فقيرة جدا
توفي والدها بعد ولادتها ب ٨ أشهر وتوفت ولدتها بعد ٥ سنوات من وفاة والدها.
واصبحت يتيمة الام والاب في سن مبكر وقام الجيران وأصدقاء والدها للبحث عن أحد من أسرتها حتي يقوم بتربيتها قبل ان يضعوها داخل أحدي دار الأيتام.
وبالبحث تبين وجود شخص قريب لها من بعيد يدعي الشيخ "علي يوسف " وكان يمتلك صحيفة وكان ميسور الحال وله علاقات كثيره برجال الفن والمسرح بحكم نشر اخبارهم بالجريدة وبالفعل أخذها عنده وسط اولاده وقام بتعليمها بالمدارس الأجنبية مثلها مثل اولادة وفنون الحياكة وحفظ القرآن وكان يصطحبها معة في المسرح للتنزه حتي صارت فردوس تعشق المسرح والتمثيل ولكنة رفض فكرة عملها بالفن.
اقرأ أيضاً
وعندما تجاوزت ال ١٤ عاما من عمرها أتي لها عريس من خارج الوسط الفني ولكي يريح الشيخ" علي "ضميره قرر الموافقة علي زواجها حفاظا عليها وتم الزواج بينها وبين هذا الشخص ولكنها تعرضت للضرب في اول ايام زواجها وعاشت مع هذا الزوج ٥ سنوات من المآسي والأحزان حتي قام الشيخ" علي" بتطليقها من هذا الزوج القاسي.
وبعد طلاقها وبعد "وفاة الشيخ علي " الذي قام بتربيتها كان لها جارة تعمل في مجال الفن وطلبت منها أن تأتي معها للتمثيل بالمسرح مقابل ٣ جنيه شهريا ولأنها كانت تريد ان تعمل في هذا الوقت للصرف علي نفسها وافقت وذهبت مع صديقتها للمسرح عام ١٩٣٥
وبعد تجربتها الأولي في المسرح اعجب بها العديد من الفنانين منهم "إسماعيل ياسين" التي عملت معة علي المسرح وأصبحت تعرض عليها مشاهد سينمائية وكانت أول تجربة لها في فيلم دموع الحب مع الراحل الموسيقار "محمد عبد الوهاب "وتوالت عليها الأفلام السينمائية العديدة خاصة أدوارها في مشاهد الأم ومدي اتقانها لهذا الدور حتي كان الفنانين يتصارعون بينهم للنيل بها في أعمالهم المتنوعة..
كانت الفنانة "فردوس محمد "صديقة مقربة جدا للسيدة كوكب الشرق "أم كلثوم" وكانت "أم كلثوم "دائما تصطحبها في العديد من مجالسها وزيارتها وكانت تحبها جدا
* مأساة وفاة اولادها الثلاثة في ليلة واحدة
بعد طلاقها من زوجها الأول ومدي الحياة التعيسة التي شاهدتها من هذا الزوج رفضت فردوس محمد الزواج مرة أخري من كل ماتقدموا لها ولكن انت تريد والله يفعل مايريد
أثناء سفرها إلي الشام لتصوير مسرحية هناك كان من ضمن شروط السفر ان تكون متزوجة واصطحاب زوجها معها وتم زواجها من شخص يدعي "محمد إدريس " كان فنان مغمور لايعرفة أحد وظهر في بعض المشاهد من فيلم رد قلبي وقام بدور السفرجي او الخادم للأمير علاء الذي قام بتمثيلة الراحل "أحمد مظهر "
وكان الزواج بين الفنانة "فردوس محمد" وزوجها "محمد إدريس" زواجا علي الورق فقط حتي تتمكن من السفر ولكن خلق الله بينهم موده وحب وطلب منها "إدريس" أن يصبح زواجهم حقيقيا وبالفعل وافقت علي طلبه وعاشوا مع بعضهم البعض وانجبت منه ثلاثة توائم
وفي أحدي الأيام طلبت منها صديقتها ان تزورها في قصرها وذهبت بصحبة اولادها كما كانت متعودة علي ذلك وكان بالقصر حمام سباحه واثناء جلوس" فردوس محمد" مع صديقتها طلبت منها الاولاد أن يلعبوا بحديقة القصر ووافقت علي ذلك ولكنهم لم يأتوا اليها وبعد مرور الوقت ذهبت هي وصديقتها للبحث عن الأولاد ولكنها لم تعثر عليهم وبعدها وجدتهم الثلاثة جثة هامدة بحمام السباحة
غرقا..
بعدها دخلت فردوس محمد في صدمة كبيرة ادت الي شللها حتي قامت السيدة أم كلثوم بسفرها للعلاج في المانيا حتي استعادة صحتها مرة أخري..
وبعدها أنجبت بنت اطلقت عليها "سميرة" ولكي تحميها من الحسد بعد وفاة اشقاءها الثلاثة غرقا بالحمام اخفت انها انجبت بنت وقالت انها تبنت بنت من الملجأ وقامت بتربيتها واخفت الحقيقة حتي عن ابنتها نفسها وعن اقرب الناس اليها حتي كبرت ابنتها "سميرة" وتقدم للزواج منها أحد المصورين المعروفين في ذلك الوقت
وارادت" فردوس محمد" أن تعترف لابنتها انها بالفعل امها الحقيقية قبل زواجها ولكن ابنتها افتكرت انها بتقول ذلك لرفع روحها المعنوية قبل زواجها ولكن الفنانة "فردوس محمد" اظهرت شهادة الميلاد الحقيقية وشاهدتها ابنتها حتي سجدت علي قدم والدتها وقبلتها وكانت ضمن قصص المآسي التي شاهدتها فردوس محمد في حياتها..
قدمت فردوس محمد اكثر من ١٦٠ عمل فني وعملت مع أغلب الفنانين سواء في المسرح أو السينما ومن أشهر أعمالها فيلم رد قلبي وفيلم عنتر بن شداد وفيلم سلامة في خير والعديد من الأعمال التي عاشت وماتزال تعيش معنا حتي الآن
ورحلت فردوس محمد ام السينما المصرية عن عالمنا عام ١٩٦١ بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز ٥٥ عاما.