قصة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
كتب مجدي درويش مصر وناسهاكانت ليلة بردها برد مع أتربه تغطي الجو مع سرعة رياح شديدة.
نسرد عليكم الليلة قصة سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في غزوة الخندق مع البرد والريح الشديدة.
يقول الله عز وجل :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).
اقرأ أيضاً
يقول سيدنا حذيفة رضي الله عنه : وجاءت ليلة شديدة البرد , شديدة الريح , الريح تقلع الخيام اقتلاعا, ونحن جالسون مع النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في بداية الريح.
"وكان ليلتها لم يتبقى من المسلمون إلا 300 رجل ليواجهوا 10 آلاف من جيش المشركين بعد ان انسحب المنافقون والذين في قلوبهم مرض وعادوا الى المدينة".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يذهب فيأتيني بخبر القوم ؟
" من يذهب في هذا الليل وفي هذا البرد ليعبر الخندق ويدخل داخل جيش الكفار يستمع للأخبار ويأتي بها للنبي صلى الله عليه وسلم ".
فلم يرد أحد.
"والصحابة وكبار الصحابة كلهم جالسين".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يذهب فيأتيني بخبر القوم وأضمن له العودة.
فما تكلم أحد.
فقال النبي ثالثآ : من يذهب فيأتيني بخبر القوم وأضمن له العودة وهو رفيقي في الجنة ؟
فما قام أحد.
فقال النبي: قم يا حذيقة
يقول حذيفه : فلم أجد منها بدا.
" يعني لم أجد مفر خلاص قُضي الأمر ان أذهب أنا "
فقام حذيفة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ولكن لا تحدث فيهم أمرا.
" أي لا تغير فيهم أي شيء ودعهم كما هُم حتى ان كنت تستطيع قتل أحد منهم فلا تفعل ".
يقول حذيفة : فخرجت وأنا أرتعد من البرد, فما أن قمت وتركت المكان حتى كأني أمشي في حمام.
" حمام عندهم تعني مكانا دافئا شديد الدفء فهو لا يشعر بأي شيء وذالك بفضل دعاء النبي له ".
فعبرت الخندق ووصلت إلى جيش الكفار.
يقول حذيفه : ودخلت إلى الجيش فرأيت أبا سفيان يقف على طرف اليهود فقلت أبو سفيان .. فأخذت سهما من كنانتي .. وشددت السهم أريد أن أقتله فتذكرت قول النبي لي : ولا تحدث فيهم أمرا .. فرددت السهم مرة أخرى.
يقول : والظلام شديد , فوجدت العسكر يتهامسون في برد شديد , والقدور تنقلب من شدة البرد وسمعت أبا سفيان ينادي على القادة.
" وهذا هو ما كان يريده النبي ان ينقل له حذيفه الكلام الذي سيدور بين قادة الكفار ".
فسمعت أبا سفيان ينادي : اجتمعوا إلي .. اجتمعوا إلي .. حتى اجتمع عليه نفر فتسللت ودخلت بينهم.
يقول : فجلست بينهم.
" فقد جلس بينهم في وسط القادة في هذا الاجتماع الكبير ولكن الظلام يخيم على المكان ولا يستطيع أحد أن يرى أحدا ".
فقال أبو سفيان : أريد أن أحدثكم حديثا عظيما ولكن ان عيون محمد تنتشر بيننا وأخشى أن يسمعوا منا هذا الكلام فليتأكد كل رجل منكم من الذي بجواره.
" وهنا يظهر ذكاء وفطنة حذيفه رضي الله عنه ".
يقول حذيفة : فأخذت بيد الذي بجواري وقلت له : من الرجل ؟
فقال : عمرو بن العاص.
ثم أخذت بيد الذي بجواري وقلت : من الرجل ؟
فقال : عكرمة بن أبي جهل
فقلت: عظيم.
" من سرعة بديهته فطن إلى أن يسأل هو أولا حتى لا يسأله أحد وينكشف أمره ".
يقول حذيفة : فلم يسألاني.
فقال أبو سفيان : أرى أننا ليس لنا مقام , وأرى أن البرد شديد والرياح شديدة , فإني مرتحل فارتحلوا.
" ف أبو سفيان قرر العودة, فلو كان سيدنا حذيفة قد قتل أبا سفيان الى ماذا كان سينتهي الوضع ؟ لم تكن لتنتهي المعركة وكانت ستقوم مرة أخرى , فالإلتزام بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم فيه الخير ".
يقول : فعدت مسرعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبر الخندق و رجع.
فما إن دخلت إلى المسجد فعاد البرد الشديد.
يقول : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قائم يصلي , فجلست بجواره وأنا أرتعد من البرد , فأحس بي النبي صلى الله عليه وسلم , فبينما هو يصلي فتح النبي عباءته وأدخلني معه في عباءته
" فكان حذيفه يصلي وهو داخل عباءة النبي ويجلس للتشهد وهو داخل العباءة ".
يقول حذيفة : فلما انتهى من صلاته أخبرته الخبر فدعا لي.
وفي رواية أخرى عن سيدنا حذيفه : فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت ألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت فلما أصبحت قال قم يا نومان.
وهكذا فاز حذيفه بن اليمان رضي الله عنه بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بسبب البرد.