«أطباء» يكشفون سيناريوهات الأيام المقبلة لأزمة كورونا
حرر الهام الطويل مصر وناسها
حذر أطباء المواطنين من الاستهانة بالإجراءات الاحترازية لمواجهة الموجة الثانية من فيروس «كورونا المستجد»، مؤكدين تزايد الضغط على المستشفيات خلال الأيام الماضية نتيجة عدم الالتزام بارتداء الكمامات وعدم تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعى.
وكسرت مصر حاجز الألف إصابة يوميًا بكورونا، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد المصابين، خاصة أن الموجة الثانية من الفيروس أسرع انتشارًا بشكل لافت، فضلًا عن إصرار بعض المواطنين على تجاهل التعليمات والإجراءات التى وضعتها الدولة لمواجهة الوباء.
وكشف أطباء عن توقعاتهم لمسار الموجة الثانية، خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أنها قد تُصبح أكثر خطورة حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات، مؤكدين أن السبيل الوحيد للقضاء عليها هو وعى المواطنين، فضلًا عن توافر أعداد كبيرة من اللقاحات.
محمد عبدالعاطى: اللقاح يجعل «كوفيد- 19» مثل الإنفلونزا العادية
شدد الدكتور محمد عبدالعاطى، طبيب مستشفى الميرى المركزى بمحافظة الإسكندرية، على أن اللقاحات التى ظهرت وأثبتت نجاحها فى نهاية العام الماضى ستسهم فى خطة مواجهة الوباء والقضاء عليه، ما يؤدى إلى تقليل أعداد الإصابات ويوفر طاقة الفرق الطبية التى تقف على خط المواجهة.
وقال إنه فى حال توفير اللقاح لكل المواطنين سيتم القضاء تمامًا على الوباء، وسيكون التعامل معه أشبه بالجدرى والإنفلونزا الموسمية، لأن ذلك سيساعد الجهاز المناعى على المواجهة.
وأشار إلى أن وجود اللقاح سيسهم فى تراجع أعداد المصابين، مختتمًا: «مع الوقت سيختفى وباء كورونا بشكل كامل، وتصبح الإصابة به نادرة تمامًا».
مصطفى نبيل: الموجة الثانية أشد قسوة.. والالتزام الحل الوحيد
قال الدكتور مصطفى نبيل، استشارى الأمراض الصدرية، إن الموجة الثانية من فيروس كورونا أشد قسوة من الأولى، لأن الفيروس تحور وتطور وأصبح يتكيف مع درجة الحرارة، موضحًا أن أعداد المصابين فى تزايد مستمر.
وأضاف «نبيل» أنه سيتم القضاء على فيروس كورونا حال توافرت اللقاحات، مشيرًا إلى أن الإجراءات الاحترازية ستظل سبيل البشرية للأمان حتى بعد الحقن باللقاح.
وذكر أن الموجة الثانية ستبدأ فى الانحسار حال زيادة نسب الشفاء، وانخفاض أعداد الإصابات، مشددًا على أن مراعاة التباعد الاجتماعى والإجراءات الاحترازية ستساعدان بشكل كبير فى التخلص من «كوفيد- ١٩».
وأشار إلى أن الإجراءات التى اتخذتها الدولة خلال الفترة الراهنة ستساعد بشكل كبير فى تقليل أعداد المصابين، وذلك فى حال التزام جميع المواطنين بها، وعدم الاستهانة بإجراءات الحجر الصحى والعزل.
وطالب «نبيل» بضرورة الالتزام بالعزل حال الإصابة والحفاظ على كل الإجراءات الخاصة بالعزل المنزلى وتناول الأدوية الخاصة ببروتوكلات العلاج المتبعة التى نشرتها وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية.
واختتم: «الرهان الآن على وعى المواطنين، وليس أمامنا سوى المواجهة، والكمامات والمطهرات وأدوات التعقيم هى الأسلحة التى يجب التمسك بها».
أحمد جلال: زيادة المصابين خلال الأسبوعين المقبلين
توقع الدكتور أحمد جلال، طبيب الحجر الصحى بمستشفى جمال عبدالناصر، تزايد الأعداد خلال الأسبوعين المقبلين، بينما ترتفع أعداد المتعافين خلال الشهرين المقبلين وتراجع الإصابات.
وقال «جلال» إنه حال التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، فإن انحسار ذروة المرض ستكون خلال شهر أبريل المقبل، ومن ثم ستكون السيطرة عليه أمرًا بسيطًا، وستنتهى الموجة الثانية بمجرد الوصول لهذه النتيجة.
وأشار إلى أنه من الممكن أن تكون اللقاحات هى السبيل الوحيد لتفادى «كورونا» والتخلص من انتشاره، لأن اللقاح يساعد على تكوين الأجساد المضادة للفيروس، ما سيجعل التعامل معه أشبه بدور الإنفلونزا الموسمية العادى.
وأضاف أن الضغط على المستشفيات فى هذه الأيام متزايد جدًا، وهذا يعود لسببين الأول أن الفيروس فى حالة نشاط كبيرة فى موجته الثانية، والثانى تراجع التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، الأمر الذى يزيد من تفشى الفيروس ويوسع دائرة انتشاره.
وأكد أن الفيروس يقوى كلما تنقل بين الأجساد عكس باقى الفيروسات التى تضعف مع توسع انتشارها، وهذا يعود إلى تحور الفيروس، وتطور تركيبته الوراثية، لذا لا بد من المحافظة على تضييق دائرة انتشاره من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات الطبية واستخدام الكحول وأدوات التعقيم.
وقال: «وعى المواطن هو السلاح الذى سيواجه الموجة الثانية من الوباء، فضلًا عن التشديدات التى نفذتها الدولة من خلال فرض الغرامات الفورية على غير الملتزمين بارتداء الكمامات الطبية ومنع الاحتفالات والأفراح والمآتم».
محمد شريف: أصبح أكثر شراسة.. والحل فى الإجراءات الاحترازية
اعتبر الدكتور محمد شريف، طبيب بمستشفى قصر العينى، أن السبيل الوحيد لمواجهة الفيروس هو وعى المواطنين، متوقعًا انتهاء الموجة الثانية خلال الفترة المقبلة حال التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات الطبية.
وقال «شريف» إن الفيروس أصبح أكثر شراسة، ولا بد من الالتزام بالكمامات الطبية والإجراءات الاحترازية، وظهر ذلك جليًا بعد قرارات مجلس الوزراء بتطبيق الغرامات الفورية على غير الملتزمين بالكمامات الطبية.
واختتم: «المعركة الآن تسير فى مسارين مختلفين، الأول وهو تفشى الوباء أكثر، والثانى انحساره، والأمران يحددهما المواطن».
مجدى بدران: أمامنا 3 خيارات.. والوعى سيحسم الأمر
ذكر الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الدولة اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المواطنين، مشيرًا إلى أن الاستهتار بالكمامات الطبية والتباعد الاجتماعى سيطيل من مدة مواجهة الفيروس.
وقال «بدران» إن هناك ٣ سيناريوهات متوقعة للموجة الثانية من كورونا، الأول وهو زيادة أعداد الإصابات ودخول مصر فى موجة ثالثة، وهو نفس السيناريو الذى سارت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وكورويا الجنوبية والمملكة المتحدة.
وأشار إلى أن الثانى قائم على التزام المواطنين بالتدابير الاحترازية والوقائية، وهذا يعنى تراجع الموجة الثانية، ومعدل الإصابات اليومية، وفى هذه الأثناء يمكن السيطرة على فترة الذروة، والتصدى للموجة الثالثة.
وأضاف أن السيناريو الثالث يعتمد على تذبذب أعداد حالات الإصابة، والناجم عن التزام بعض المواطنين بالإجراءات الاحترازية وتقاعس البعض الآخر، ما يجعل الأطباء فى حالة عجز كاملة عن قراءة طريقة تعامل الفيروس، لاعتماده على سياسة الكر والفر، وهذه المناورات عرفت عن «كوفيد-١٩».
وتابع: «أمامنا أقل من شهر لقراءة المشهد بشكل واضح ومعرفة إلى أى السيناريوهات سنتجه»، مطالبًا المواطنين بالالتزام وحث المتهاونين على ارتداء الكمامات الطبية، حتى ينجو الجميع من الوباء.