العلماء يحذرون: ”أبو فيس”كويكب يهدد بتدمير الأرض
حرر نورهان عصام صالح مصر وناسهاالحديث عن الكويكبات واقترابها من كوكب الأرض أمر يشغل البعض، خاصة مع ارتباط جمل تفيد بأنها قد تهدد الحياة، لكن الجديد هو ما يراود في ذهن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول واحد يؤثر على الحياة بعد 50 عاما، وذلك بعدما نشرت دراسة علمية حوله.
وذكرت الصفحة الرسمية للجمعية الفلكية بجدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن فريقا من علماء الفلك في جامعة هاواي أصدروا بيانًا في 26 أكتوبر 2020، كشفوا فيه عن نتائج جديدة مهمة مرتبطة بالكويكب ( أبوفيس 99942)، والذي من المتوقع أن يمر بالقرب من كوكبنا في 2029 و 2036 ومرة أخرى في عام 2068.
لماذا سمي الكويكب بـ"أبو فيس"؟
وبحسب تحليل علمي جديد صدر في أكتوبر الماضي، قال العلماء، إنهم قاسوا ولأول مرة كيف تؤثر ظاهرة تُعرف باسم "تسارع ياركوفسكي" على مدار الكويكب، الذي يطلق عليه "أبوفيس"، نسبة لاسم "إله الفوضى" المصري القديم، ويدور حول الشمس، وفقا للبحث المقدم في الاجتماع الافتراضي لعام 2020 لشعبة علوم الكواكب في الجمعية الفلكية الأمريكية، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ورصد علماء الفلك "أبوفيس" لأول مرة في يونيو 2004، في ملاحظات أجراها مرصد "كيت بيك" الوطني في أريزونا، حيث يشبه الكويكب، حبة الفول السوداني، ويبلغ قطره أكثر من 1100 قدم، ما يجعله يقترب من ارتفاع مبنى "إمباير ستيت" الشهير في مدينة نيويورك الأمريكية.
ويشيرالعلماء إلى أن الكويكب الذي يتراوح قطره بين 340 إلى 370 مترًا - ينجرف أكثر من حوالي 170 مترًا سنويًا عن موقعه في مداره.
وعليه، الكويكب أبوفيس سيكون في مسافة قريبة جدا مع الأرض في 13 أبريل 2029 حيث سيعبر من على مسافة 37,725 كيلومتر من كوكبنا، أو حوالي 10٪ من مسافة بين الأرض والقمر، وهذه مسافة قريب جدًا بالنسبة لصخرة فضائية يزيد عرضها عن 340 مترًا، وسيكون هذا أقرب اقتراب لشيء بهذا الحجم معروف حاليًا، وسيكون أبوفيس مرئيًا للعين المجردة لعدة ساعات، ومن المحتمل أن تغير جاذبية الأرض حالة دورانه حول نفسه.
ومنذ اكتشاف "أبو فيس"، ظل العلماء يراقبون الكويكب عن كثب، وتوقعوا اقترابه من الأرض على مدار القرن المقبل وما بعده، حيث أنه في البداية، بدت نسبة احتمال اصطدام الكويكب بالأرض في عام 2029 أو في عام 2036 هي 2.7٪، ولكن كشفت الملاحظات اللاحقة لمسار الصخرة الفضائية أنه لا توجد فرصة حالية لحدوث هذا، على الرغم من أن "أبوفيس" سيظل قريبا بدرجة كافية من الأرض في 13 أبريل 2029، بحيث يمكن رؤيته بالعين المجردة، حتى أنه سيقترب من كوكبنا من بعض المركبات الفضائية التي تدور في مدارات.
تصريحات علماء الفلك عن الكويكب
وقال ديف ثولين، مؤلف أحدث الأبحاث من معهد هاواي لعلم الفلك: "لقد عرفنا لبعض الوقت أن اصطدام الكويكب أبوفيس بالأرض غير ممكن خلال اقترابه في عام 2029، ولكن الملاحظات التي أجراها تلسكوب سوبارو على ماونا كيا في هاواي في وقت سابق من العام الحالي، كشفت كيف أدى تأثير ياركوفسكي إلى تحويل مدار الكويكب بحوالي 550 قدما في السنة بعيدا عن مساره القياسي، وهو كاف للحفاظ على سيناريو اصطدامه بالأرض في عام 2068".
وأشار تأثير ياركوفسكي، إلى قوة صغيرة ولكنها مهمة تؤثر على مدارات الكويكبات والأجسام المماثلة في الفضاء، وعندما يتم تسخين هذه الأجسام بواسطة ضوء الشمس، فإنها تطلق في النهاية بعضا من هذه الطاقة، مما ينتج عنه مقدار ضئيل من الدفع.
وعلى مدى فترات طويلة من الزمن، يمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تغييرات كبيرة في مسار هذه الكويكبات، وفي حالة "أبوفيس" فإنه من المحتمل أن يصطدم بالأرض في عام 2068، حيث صرح ثولين لموقع "غيزمودو"، قائلا: "مع أخذ تأثير ياركوفسكي في الاعتبار، فإن سيناريو اصطدام أبوفيس بالأرض في عام 2068 مازال قيد التنفيذ، أي نعم بقدر صغير، لكنه غير صفري".
تعليق وكالة ناسا على الأمر
ونوه العلماء إلى أنه في حال ضرب الكويكب الأرض، فإنه سيسبب انفجارا يعادل 1200 مليون طن من ثلاثي نيتروتولوين أو حوالي 80 ألف من قنبلة هيروشيما النووية، لكن يؤكد الباحثون أن احتمالات اصطدام كويكب "أبوفيس" بالأرض ستتغير على الأرجح بمرور الوقت بالتزامن مع إجراء المزيد من الملاحظات.
وفي مطلع شهر نوفمبر الحالي، اقترحت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في مؤتمر فيديو دولي إرسال بعثة فضائية إلى كويكب "أبوفيس" الذي يهدد الأرض وتفجيره، خاصة بعد 50 عاما حوالي عام 2068.
ويخطط العلماء هذا العام والعام المقبل (ديسمبر 2020 وأبريل 2021) لدراسة الكويكب أبوفيس باستخدام تلسكوب (نيووايز) الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء التابع لوكالة ناسا، وهو نفس التلسكوب الذي اكتشف المذنب نيووايز الذي سطع صيف هذا العام 2020 .