كيف تسلل وباء كورونا بين أكثر من 36 ألف نسمة بالمعتمديه؟..
حررت آية شريف الكناني.
مصر وناسها
بعد وفاة مسن وشقيقته انتقلت العدوى عن طريق العزاء.. ثم من فرح حضره جمع من أهالي القرية.
بإعلان محافظة الجيزة فرض حجر صحي على قرية المعتمدية التابعة لمركز كرداسة، تحركت قوات أمنية لرصد كمائن على مداخل ومخارج القرية، لمنع حركة الدخول والخروج بعد رصد 9 حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد، في القرية التي يبلغ تعداد سكانها 36.584 ألف نسمة، هم حسب تقديرات بوابة مصر المعلوماتية الجغرافية التابعة للجهاز المركز للتعبئة العامة والإحصاء عن عام 2015.
وأعلنت الصفحة الرسمية لمحافظة الجيزة فرض حجرا صحيا علي قرية المعتمدية التابعة لمركز كرداسة اعتباراً من 7 أبريل الجاري بناءً على التعليمات الواردة من وزارة الصحة ولمدة أربعة عشر يوماً حفاظا عليهم وذويهم، بعد اكتشاف حالات مصابة بكورونا.
ذات يوم فوجىء محمد هلال، أحد سكان المعتمدية، بكمائن أمنية على مداخل قرية المعتمدية، وتحذيرات تعلو سماء القرية تناشد المواطنين بإلزام منازلهم، خوفا من انتشار عدوى فيروس كورونا بين سكان القرية الشعبية.
بدأت قصة ظهور الحالات المصابة بكورونا في المعتمدية، حسب هلال، منذ 10 أيام على الأقل، حين توفي شخص مسن متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، لكنه رحل وترك العدوى في شقيقته التي توفيت هي الأخرى من دون علم ذويها بأن كورونا سبب وفاتها، ليعقد أهلها عزاءً شعبي في المسجد الكبير في المعتمدية.
حضر العزاء جمع غفير من أهالي المعتمدية ذات الطبع العائلي، بسبب علاقات النسب التي تربط بين عائلاتها "أكثر من 200 شخص حضروا العزاء" الذين لم يعلموا بأن المتوفية مصابة بالفيروس، بعد العزاء بنحو أسبوع ظهرت حالتان مصابتان بكورونا.
"اتجمعنا على الجروب الخاص بالمعتمدية على فيسبوك وعملنا حصر وسألنا مين اللي راح العزاء، فوجدنا أن عدد كبير راح العزاء وخالط المصابين ومن هنا بدأت العدوى"، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد حسبما يقول هلال فيضيف: "الناس اللي راحت العزاء ظهر عليهم الأعراض راحو فرح آخر في القرية، بعدها بدأنا نعرف مين راح للعزاء".
ويتفق إمام مع رواية هلال بأن السيدة التي توفيت جراء إصابتها بكورونا، لم تكن تعلم بأنها مصابة بالفيروس، رغم معاناتها من أعراضه، " لكن المستشفى لم يشخصها بأنها مصابة بكورونا وأنه السبب في وفاتها"، فتسببت في عدوى اثنين من أهلها المخالطين لها في أثناء فترة إصابتها من دون علمهم، قبل وفاتها بسبب ضيق التنفس في مستشفى الصدر بالمعتمدية
رواية ثالثة تتفق مع روايتي إمام وهلال، ذكرها أحمد سعيد اسم مستعار لأحد سكان المعتمدية فضل عدم نشر اسمه بأن تفجر إصابات كورونا في المعتمدية يعود إلى العزاء والفرح الشعبي الذي حضرهما جمع غفير في القرية الشعبية " الناس هنا معندهاش وعي بالفيروس ومخاطره".
أما حال المعتمدية بعد الفيروس؛ فبعد تطبيق العزل علىها، انزوى كل في مكانه، وساد الخوف في البيوت حسبما يقول محمد هلال "أنا نقلت شغلي في التسويق وخليته إلكتروني، لدي بيت آخر في مكان أكثر أمانا لكني فضلت عدم الخروج"، وهو ما فعله إمام رمضان "هحاول اقفل على نفسي بقى واتعامل باللى موجود عندى في البيت".
ويأمل سعيد في وضع حد لاستغلال التجار الذي تفشى مثل الفيروس، وتوعية الأهالي بشأن مخاطر الفيروس، وتوفير الخدمات في القرية "إحنا معندناش مكتب بريد في المعتمدية، لكن شاهدنا اليوم ماكينات صراف آلي متنقلة لتيسير التعاملات المالية للأهالي"، وهو ما صده هلال من توفير وجبات بالقرية ومعدات رش وتعقيم الشوارع "كلها كانت بجهود ذاتية للأهالي".
وعن هذا، قالت محافظة الجيزة إنها اتخذت عدد من الإجراءات لتسهيل سبل المعيشة لأهالي القرية، وتشمل "توصيل الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة وأيضاً ألبان أطفال للمنازل وتوفير سيارات إسعاف لنقل أي حالات مرضية حرجة إلى المستشفيات.. فضلاً عن توفير متطوعين من داخل القرية لتقديم الخدمات لكبار السن وأصحاب الامراض المزمنة".
كما كلفت المحافظة مديريات (التموين التضامن الجمعيات الأهلية ) بتوفير كافة السلع التمونية والخبز والخضروات والفاكهة وكذا توفير منافذ من سيارات شباب الخريجين و اليوم الواحد بها كافة متطلباتهم.