ذهبت لمشاهدة نفق أسفل مستشفى الشفاء فشاهدت جرائمها| CNN تكشف هول التدمير داخل غزة وأكاذيب إسرائيل

في تقرير نشرته صحيفة cnn الأمريكية صباح اليوم، كشفت مراسلة عن حجم الجرائم والدمار الذي قامت به إسرائيل داخل قطاع غزة، وذلك أثناء جولته التي قام بها في شمال غزة، وذلك بعد أن قرر الجيش الإسرائيلي اصطحاب فريق إعلامي من الصحف الغربية لرؤية ما أسماه نفق تحت مستشفى الشفاء عقب قصفه والسيطرة عليه منذ عدة أيام.

ورغم أن الهدف الأساسي لتلك الجولة كانت محاولة الجيش الإسرائيلي تبرير جريمته بقصف المنشٱت المدنية كالمدارس والمستشفيات، إلا أن هول الدمار أجبر المراسلين الأجانب على وصف أحوال مدينة الأشباح، بعد أن أصبح الدمار السمة الأساسية لغزة، ووصفوا آثار جرائم إسرائيل داخل قطاع غزة، وهذا ما جاء بتفاصيل تقرير الصحيفة الأمريكية.

الدمار الشامل واضح وضوح الشمس

ويتحدث مراسل الـcnn عن رحلته ويقول: "وحتى في الظلام، فإن الدمار الشامل في شمال غزة واضح وضوح الشمس حيث تتدلى هياكل المباني الفارغة، التي تنيرها آخر قطع الضوء، من المناظر الطبيعية على الطرق الترابية عبر قطاع غزة، وفي الليل، العلامات الوحيدة للحياة هي مركبات جيش الدفاع الإسرائيلي التي تهز المشهد، مما يشدد قبضة الجيش على القطاع الشمالي".

وفي ليلة السبت، سافرنا مع الجيش الإسرائيلي إلى غزة لرؤية فتحة النفق المكشوفة حديثًا والتي تم اكتشافها في مجمع مستشفى الشفاء، أكبر منشأة طبية في القطاع، وبعد اجتياز السياج الحدودي حوالي الساعة 9:00 مساءً، أطفأت قافلة سيارات الهمفي التابعة لنا أنوارها، معتمدةً على نظارات الرؤية الليلية في اجتياز قطاع غزة، وكنا نقضي الساعات الست التالية داخل غزة، وقضينا معظم هذا الوقت في التنقل ذهابًا وإيابًا من فتحة النفق.

الدمار كان صادما والبشر إما موتى أو لاجئون

على طول طريقنا، كان كل مبنى تقريبًا يحمل ندوب الأضرار الناجمة عن الحرب. تم تدمير العديد من الهياكل بالكامل، في حين لم يكن من السهل التعرف على الهياكل الأخرى على أنها أكثر من مجرد معادن ملتوية. إذا كانت هناك حياة هنا، فقد رحلت منذ فترة طويلة. كان السكان إما قد انتقلوا جنوبًا أو قُتلوا خلال ستة أسابيع من الحرب، وبعد وقت قصير من عبور الحدود إلى غزة، أطفأت قافلة سيارات الهمفي أنوارها وسافرت في الظلام، وبعد وقت قصير من عبور الحدود إلى غزة، أطفأت قافلة سيارات الهمفي أنوارها وسافرت في الظلام.

وكانت محطتنا الأولى موقعًا على الشاطئ حيث أقام جيش الدفاع الإسرائيلي منطقة انطلاق، ومن هناك، انتقلنا إلى ناقلات الجنود المدرعة مع العديد من المراسلين الآخرين حتى الكيلومتر الأخير من المستشفى، وكان المنظر الوحيد في الخارج يأتي من خلال شاشة الرؤية الليلية، ولكن حتى بالأبيض والأسود، كان مستوى الدمار صادمًا، فداخل مدينة غزة، كانت البقايا الهيكلية للأبراج السكنية والمباني الشاهقة تملأ شوارع المدينة الخالية، حتى لو تمكنا من التحدث إلى الفلسطينيين أثناء تواجدنا مع الجيش الإسرائيلي، لم يكن هناك أحد للتحدث معه.

تلك شروط إسرائيل لاصطحاب الصحفي

ويعد فضيحة للجيش الإسرائيلي، ذكرت شبكة سي إن إن التقارير من داخل غزة تحت حراسة وسائل الإعلام التابعة للجيش الإسرائيلي في جميع الأوقات، وكشرط لانضمام الصحفيين إلى هذه المجموعة، كان على وسائل الإعلام تقديم لقطات تم تصويرها في غزة إلى الجيش الإسرائيلي لمراجعتها ووافقت على عدم الكشف عن المواقع الحساسة وهويات الجنود، ولكن احتفظت CNN بالسيطرة التحريرية على التقرير النهائي، وهو ما نشرته صباح اليوم.

ويكمل مراسل الصحيفة الإسرائيلية حديثا قائلا: "عندما خرجنا من السيارة المدرعة، كان الظلام الدامس يحيط بنا، ولم يُسمح لنا باستخدام أضواءنا الحمراء إلا للانتقال إلى مبنى مجاور، حيث انتظرنا حتى قامت القوات الإسرائيلية الموجودة على الأرض بتأمين المنطقة. كان عمود النفق قريبًا جدًا، لكنه كان مكشوفًا بالكامل.

القائم الإسرائيلي يملي المعلومات المطلوب نشرها

وفيما يعد إملاء غير مباشر بضرورة نشر معلومات محددة، قال القائد المسؤول عن المجموعات الصحفية المقدم توم، إن هذا النفق أكبر بكثير من النفق الآخر الذي رآه من قبل، فهذا نفق كبير، وقد واجهت أنفاقًا – في عام 2014 في عملية الجرف الصامد، كنت قائد سرية – وهذا النفق أكبر حجمًا من النفق العادي.

ويعود المراسل الأمريكي رواية ما شاهده قائلا: "كنا نتوقع سماع صوت القتال بمجرد دخولنا مدينة غزة نفسها، وبدلاً من ذلك، سمعنا صمتاً شبه كامل، سمعنا صوت نيران الأسلحة الصغيرة من بعيد مرة واحدة فقط خلال تواجدنا في المستشفى، والتي دامت حوالي 45 دقيقة، وكان من المستحيل معرفة مدى بعده وسط بيئة حضرية، وفي بقية الوقت، كان الصمت يجعل الظلام يشعر بمزيد من القمع.

CNN تفضح الجش الإسرائيلي وتكشف أكاذيب مستشفى الشفا

وكان الوقت يقترب من منتصف الليل بينما مشينا الأقدام القليلة الأخيرة إلى فتحة النفق المكشوفة، ووعد الجيش الإسرائيلي بتقديم "أدلة ملموسة" على أن حماس تستخدم مجمع المستشفيات فوق الأرض كغطاء لما وصفه بالبنية التحتية الإرهابية تحته، بما في ذلك مركز القيادة والسيطرة، وقبل ذلك بعدة أيام، نشر الجيش الإسرائيلي ما قال إنه الدفعة الأولى من الأدلة، التي تضمنت أسلحة وذخائر قال إنه عثر عليها داخل المستشفى نفسه. لكن الصور كانت بعيدة كل البعد عن إثبات أن حماس لديها منشأة تحتها، ووجد تحقيق أجرته شبكة سي إن إن أن بعض الأسلحة قد تم نقلها.

وكان اكتشاف عمود النفق في اليوم التالي أكثر إلحاحًا، حيث أظهر مدخلًا لشيء ما تحت الأرض، ولكن حتى ذلك الحين، لم يكن من الواضح ما هو أو إلى أي مدى وصل، وهذا ما يحاول الجميع فهمه، وبالوقوف على حافة عمود النفق، كان من الواضح أن الهيكل نفسه كان كبيرًا، وفي الأعلى، بقايا سلم معلقة فوق حافة الفتحة، وفي وسط العمود الدائري، كان هناك عمود مركزي يشبه مركزًا لدرج حلزوني، وامتد العمود نفسه إلى مسافة أبعد مما يمكننا رؤيته، خاصة في الضوء الخافت لمصابيحنا الأمامية.

ولكن ما أظهره مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي من داخل البئر، لم نتمكن من رؤيته من أعلى الفتحة، حيث يُظهر الفيديو درجًا حلزونيًا يؤدي إلى نفق خرساني، وقال الجيش الإسرائيلي إن عمود النفق يمتد إلى الأسفل حوالي 10 أمتار ويمتد النفق لمسافة 55 مترًا، وفي نهايته باب معدني بنافذة صغيرة، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري: “نحن بحاجة إلى هدم المنشأة الموجودة تحت الأرض التي وجدناها”. “أعتقد أن قيادة حماس تتعرض لضغوط كبيرة لأننا وجدنا هذه المنشأة، وسنقوم الآن بهدمها. سوف يستغرق منا الوقت. سنفعل ذلك بأمان، لكننا سنفعله”.

وجود نفق احتمال .. ولكن ليس مقرا للقيادة كما قالت إسرائيل

وبحسب مراسل الـCNN، فإنه يمكن القول إن هذا هو الدليل الأكثر إقناعا حتى الآن على أن الجيش الإسرائيلي عرض احتمال وجود شبكة من الأنفاق أسفل المستشفى، ولكن لا يثبت دون أدنى شك أن هناك مركز قيادة تحت أكبر مستشفى في غزة، ولكن من الواضح أن هناك نفقاً في الأسفل، وبالنسبة لإسرائيل فإن المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر، وقد أكدت إسرائيل علناً منذ أسابيع، إن لم يكن سنوات، أن حماس قامت ببناء بنية تحتية إرهابية تحت المستشفى، وإن القدرة على مواصلة الحرب في مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة تعتمد إلى حد كبير على قدرة إسرائيل على إثبات هذه النقطة، ولكن الواقع الذي رأينها لا يثبت ذلك.

ونفت حماس مراراً وتكراراً وجود شبكة أنفاق أسفل مستشفى الشفاء، وقال مسؤولو الصحة الذين تحدثوا مع شبكة CNN الشيء نفسه، وأصروا على أنها مجرد منشأة طبية، وكما هو الحال نادراً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن هذه الإجابة هي في الحقيقة أبيض وأسود، إما أن يكون هناك سلسلة من الأنفاق تحت الأرض أسفل المستشفى. أو لا يوجد.