الجمعة 22 نوفمبر 2024 02:15 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فتوي و دين

    هل غسل ملابس الميت في اليوم الثالث من الوفاة يطيب روحه؟.. عالم أزهري يجيب

    مصر وناسها

    أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، عن سؤال نصه: سمعت إن غسل ملابس الميت في اليوم الثالث من الوفاة يطيب روحه، ما صحة ذلك؟.

    هل غسل ملابس الميت في اليوم الثالث من الوفاة يطيب روحه؟
    وقال العالم الأزهري: إن رسل الله المبعوثين برسالة الله لهداية الخلق يجب عليهم الاتصاف بصفات أربع هي: الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة؛ ولذلك أمر الله حبيبه ومصطفاه ونبيه ومجتباه سيدنا محمد بن عبد الله ببلاغ ما أوحاه إليه إلى عباد الله، وإلا ما حقق الغرض من بعثته ولا الهدف من رسالته، قال عز وجل: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ”، وقال في موضع آخر: “وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا”.

    وأضاف العالم الأزهري: وأوجب الله على المبلغ إليهم السمع والطاعة والتنفيذ والاستجابة؛ فلو كانوا كذلك لكان لهم الخير في الدنيا ورضاء الله في الآخرة قال تعالى: “ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا”، مضيفا: وحقا أبلغ رسول الله شرع الله إلى عباد الله وقضى حياته مبلغا عن الله وأمضى نحبه قائما بأمر الله في تبليغ ما ائتمنه الشرع على تبليغه وقد شهد له بذلك مولاه فقال في آخر الأيام من عمر رسوله صلى الله عليه وسلم: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.


    وواصل: فلم يقبض الله روح نبيه إلا بعد أن أكمل به الملة وأتم به النعمة ورضي لنا على يديه الإسلام دينا، مضيفا: وأشهد الرسول ربه على هذا البلاغ وأخذ إقرارا من المؤمنين أجمعين وشهادة منهم بأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهم وقام بذلك خير قيام فقال على الملأ مستفهما استفهاما تقريريا من المؤمنين: اللهم هل بلغت؟، فقال الجميع مقرا ذلك بلا استثناء: نعم، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم فاشهد.

    وأكمل العالم الأزهري: وبخصوص واقعة السؤال فإن ما استفهمت عنه السائلة من أن غسل ملابس الميت في اليوم الثالث لوفاته يطيب روحه نقول: ليس على ذلك أصل يشهد بذلك ولا دليل من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم يدل على ذلك ولا يوجد أثر عن الصحابة أو التابعين ومن جاء من بعدهم بإحسان يجعل هذا القول صحيحا.


    وأوضح العالم الأزهري: وبناء عليه نقول؛ هذه أساطير الأولين وتخرصات المبتدعين وتقولات المتقولين ولم يشهد لصحة هذا التقول دليل وليس عليه آثار ة من دين إلا فليتب من يقول بذلك إلى الله ويبرأ مما يتقوله المتقولون يغير بينة ولا دليل حتى لا نكون من المتخرصين في الدين ويصدق علينا قول رب العالمين: قتل الخراصون، هذا والله أعلم.