السبت 9 نوفمبر 2024 06:41 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    حوادث

    أنا ولد مش بنت واسمي عبد الرحمن.. مأساة الطفلة داليا تثير الأحزان.. آثار التعذيب على جسدها.. وسائق النهضة ينقذها من الشارع

    مصر وناسها

    أطفال الشوارع، تصدر اسم داليا أحمد إبراهيم تريند مصر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما شغلت داليا بال المصريين الذين أخذوا في البحث عنها وعن أهلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤشر البحث الأكثر شهرة "جوجل".

    مأساة الطفلة داليا أحمد إبراهيم

    قصص أطفال الشوارع عبارة عن مأساة يعيشها الأطفال بسبب الأهالي، الذين يتخلون عنهم طواعية، وهناك من يهرب من قسوة من يعيشون معهم، ويجدون في الشارع طريق يأويهم، ويبتعدون فيه عن هذه القسوة.

    واحدة من مأساة أطفال الشوارع جسدتها الطفلة "داليا أحمد إبراهيم"، ذات العشر سنوات، لا يعرف عنها الكثير، وقد يكون الاسم أيضًا غير صحيح، لكن مأساتها تسببت في حزن وغضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عليها.

    أنا مش بنت أنا ولد واسمي عبد الرحمن

    بداية الحكاية، كما سردها العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كانت مع طفل نحيل الجسد ذو ملابس نظيفة، جالس في موقف السلام/ النهضة، اقترب منه أحد السائقين في الموقف يسأله عن اسمه وحكايته، فرد الطفل قائلًا: "اسمي عبد الرحمن"

    داليا أحمد إبراهيم مأساة طفلة في الشارع

    الحقيقة أن الطفلة داليا أحمد إبراهيم قررت أن تصبح ولدًا، خوفًا من المضايقات في الشارع الذي قررت الهروب إليه، فالطفة الصغيرة بها مسحة من الجمال لا يخفى على كل من ينظر إليها، فهي صاحبة عيون خضراء ووجه ملائكي.

    يحكي المهندس رامي الجبالي، مؤسس صفحة أطفال مفقودة، عن حكاية داليا قائلًا: "البنت صاحبة العيون الخضراء راحت للحلاق وحلقت شعرها عشان تبان ولد... والحلاق اللي حلق لها شعرها لما سألها انتي شكلك بنت كان ردها ولد والله واسمى عبد الرحمن..."، هكذا كان قرارها "أنا خلاص مش بنت... أنا ولد واسمي عبد الرحمن"

    سائق النهضة ينقذ الطفلة داليا من الشارع

    أما عن بداية مأساة داليا فحكاها رامي الجبالي قائلًا: "الحكاية ابتدت لما شاب في موقف السلام/ النهضة شاف طفل شكله نضيف بس على جسمه آثار جروح كثير. فسأله "أنت قاعد بتعمل أيه هنا واسمك أيه".. فكان رده "اسمي عبد الرحمن ومعنديش مكان أروحه."

    ويبدو أن السائق تأثر من حكاية الطفل الصغير عبد الرحمن، أو الطفلة الجميلة داليا، فما كان من الشاب إلا أن اتخذ قراره بأخذ الطفل معه إلى المنزل، حيث يعيش أخوته البنات، ولديهم أطفال في نفس عمر الطفل عبد الرحمن.

    الطفلة داليا أنقذها سائق النهضة من الشارع


    طلب السائق من شقيقاته أن يعتنوا بهذا الطفل، فقد أشفق الشاب على عبد الرحمن أو داليا، أن يعيش في الشارع، الذي يمكن أن يجد فيه مضايقات قد لن يتحملها طفل، وطلب الشاب من شقيقاته أن يأتوا بملابس نظيفة للطفل، ويبقى معهم حتى يتمكن من الوصول لأي معلومات تخبره عن أهل الطفل.

    داليا طفلة زي القمر بعيون خضراء

    وتابع رامي الجبالي حكايته عن الطفلة داليا، التي قررت أن تصبح عبد الرحمن، فقال: "الطفل قعد معاهم ١٠ أيام، بدون ما يكتشفوا أن الطفل عبد الرحمن ده بنت أصلًا مش ولد!!"
    "عبد الرحمن طلع بنت زي القمر وعيونها خضراء واسمها (داليا أحمد إبراهيم) أو على الأقل ده الاسم اللي بتقوله."هكذا وصفها مهندس رامي الجبالي.

    بعد فترة بدأت داليا تحكي عن مأساتها، لكن بشكل مقتضب، فقالت إن والدها توفى، وعاشت فترة مع والدتها وزوجها، وعاشت فتره مع أعمامها واسمهم (يوسف، وكريم)، لكنها عانت من سوء المعاملة بس للأسف عانت من سوء المعاملة فقررت الهروب، وبدت سوء المعاملة على الطفلة داليا التي تظهر أثار الجروح على جسدها النحيل.

    الطفلة داليا تحلق شعرها لتحمي نفسها

    قال مهندس رامي الجبالي "داليا حلقت شعرها وغيرت اسمها وتنازلت عن جمالها كبنت وتحولت لولد عشان تحمي نفسها من الشارع ومتتعرضش لمضايقات لمجرد إنها بنت."

    أطفال الشوارع مأساة متكررة


    أما عن مكان الطفلة داليا فقال الجبالي "داليا حاليا عايشه عند الأسرة اللي عثرت عليها وبتروح مع ولادهم الحضانة وبتعرف تقرأ وتكتب، يعني كانت بتروح مدرسة، بس هي معندهاش أي أوراق ومش قادرين نتأكد من أي معلومات بتقولها."

    أما المعلومات عن داليا ومأساتها فشحيحة، حيث قال مؤسس صفحة أطفال مفقودة "كل اللي نعرفه عنها أنها بنت زي القمر عمرها تقريبا ١١ سنة، وأنها بتقول إن اسمها داليا، وإنها من محافظة الشرقية من منيا القمح."

    استغاثة لنجدة الطفل والنيابة العامة

    لذا وجه مهندس رامي الجبالي استغاثة فقال: "محتاجين تدخل خط نجدة الطفل 16000 عشان توفر مكان آمن محترم تعيش فيه الطفلة، ومحتاجين الدعم القانوني من مكتب حماية الطفل التابع للنيابة العامة المصرية"

    أثارت مأساة داليا شجون نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن مخاوفهم من تعرض الطفلة داليا للتعذيب أو لسوء المعاملة حال رجوعها لأسرتها، وقلقهم من مصير داليا المحتمل إذا لم تجد مأوى دائم لها.

    فقالت أسماء خيري "يعنى مامتها موجودة ويحصلها كده؟ حسبى الله ونعم الوكيل"

    أما مورني خاطر فقالت: "يا حبيبتي دي قمر ربنا يحفظها مش شر الناس ويرزقها بأسرة تتقي الله فيها"

    وعلقت يارا الجباسي قائلة: ي حبيبتي ملامحها جميله اوي ماشاء الله ربنا يحميها ويرد لها ضالتها يارب"

    أما هاجر سمير فقالت: "حاجه تحزن والله.. ربنا ينجيها من كل شر ويرزقها بأسره حاضنة عندها ضمير"

    الطفلة داليا تثير الأحزان

    وطالب إيمان شيرازي بعدم إعادة داليا لأهلها فقالت: "ربنا يحميها من أهلها ويا رب الجهات المسؤولة مترجعهاش ليهم تاني"

    وعبرت آيه فوزي عن حزنها قائلة: "حبيبه قلبي ضنايا ربنا يحافظ عليكي وتتربى في الخير بعيد عن أي حد يأذيكي"

    وقالت مريم خالد "لما طفلة تقرر تتحول بالشكل ده والمفروض عقليتها تشغل كرتون على التليفزيون وتشيل عروسة لعبة، يبقي عليه العوض في المجتمع إللي إحنا فيه ده.. ربنا يعوضها عن أهلها خير"

    أطفال الشوارع ضحايا التفكك الأسري

    وعلق محمد النشار قائلًا: "عندها 10 سنين وحلقت عشان تحمي نفسها وجالها منين الفكرة دي ازاي طفلة وهي في سن صغير تفكر كده ايه القصه دي"

    مأساة ظاهرة أطفال الشوارع

    جدير بالذكر أن أطفال الشوارع هم الأطفال الذين اعتبروا أن الشارع والحدائق العامة مأوى لهم بدلا من المنزل، دون حماية أو إشراف من جانب أفراد مسؤولين عنهم.

    ويحدد أطباء علم النفس والاجتماع أسباب ظاهرة أطفال الشوارع في مصر، مؤكدين أن أسباب الظاهرة تعود إلى عدة عوامل منها الفقر والأمية، والتسرّب من التعليم، وانتشار العنف الأسري، وظاهرة الطلاق المتزايد، فالمشكلة مجتمعية، للأسرة دورًا كبيرًا فيها.

    أطفال الشوارع ضحايا يبحثون عن مأوى

    وأكد علماء الاجتماع أن ظاهرة أطفا الشوارع تحتاج تضافر جهود 3 جهات أساسية (الحكومة، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني)، لخلق بيئة ملائمة لإصلاح الأطفال، وتوفير مختصين نفسيين واجتماعيين مؤهلين للتعامل مع الأطفال في مختلف أعمارهم.

    وفي تقرير أطفال بلا مأوى التابع لوزارة التضامن الاجتماعي ذكر أن عدد أطفال بلا مأوى الذين تم دمجهم بلغوا 5140 حالة، بالإضافة إلى دمج 909 حالات في أسرهم من خلال مؤسسات الرعاية، ودمج 2029 إجمالي الدمج بدور الرعاية، وبلغ عدد الأطفال مع أسرهم في الشارع 2398 حالة، في حين تم دمج 758 حالة في تعليم الحرف بدور الرعاية، وذلك حتى ديسمبر 2021.

    مأساة أطفال الشوارع


    حظرت الدولة المصرية التبني بمفهومه الأوسع عندما أصدرت قانون الطفل رقم 12 في عام 1996، وأجرت عليه عدة تعديلات كان آخرها تعديل في لائحته التنفيذية في عام 2010، واعتمدت مصر بدلا من ذلك "نظام الأسر البديلة" الذي ينص على "إلحاق الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، خاصة مجهولي النسب، بأسر يتم اختيارها وفقًا لشروط ومعايير تؤكد صلاحية الأسرة وسلامة مقاصدها لرعاية هؤلاء الأطفال دون استغلال لهم أو لمصالح ذاتية".