ما حكم من مات غريقا وهل هذا علامة على سوء الخاتمة؟.. الإفتاء تحسم الجدل
مصر وناسهاأجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين، نصه: ما حكم من مات غريقا في البحر وهل هذا علامة على سوء الخاتمة، خصوصا وأننا في بعض الحالات لا نعثر على الجثمان؟.
ما حكم من مات غريقا في البحر وهل هذا علامة على سوء الخاتمة؟
وقالت الإفتاء، في فتوى سابقة عبر موقعها الإلكتروني، إن الغرق لون من ألوان الشهادة كما جاء في الأحاديث النبوية: من مات بغرق فهو شهيد، ومهما كانت قيمة الجسد عالية فإنه قميص وضعت فيه الروح؛ فالروح أشرف وأبقى وأعلى، ولها قانونها الخاص عند ربها، وهي لا تتضرر بما يتضرر به البدن من جروح وآلام مادية، ولها شعورها الخاص، وفي شأنها قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا، الإسراء: 85، والمنتقل إلى الله تعالى يكون في عالم الروح فيه لها شأنها، وهو العالم الأرحب والأوسع.
وأضافت الإفتاء: وعلى كل حال فإننا ندعو الله تعالى أن يشمل برحمته جميع موتانا، وأن يلطف بنا ونحن في هذه الدار، وأن ينزل الصبر والسلوان على ذويهم أمهاتهم وآبائهم والإخوة والأخوات والأصدقاء.
الإفتاء: وسَّعَ النبي مفهوم الشهادة فجعل من مات غريقًا من الشهداء
وفي فتوى أخرى، قالت الإفتاء: وسَّعَ النبي ﷺ مفهوم الشهادة فجعل ﷺ من مات غريقًا، أو مبطونًا، أو بالطاعون من الشهداء.
وتابعت: من رحمة النبي ﷺ بأمته أنه وسع لهم مفهوم الشهادة فجعل ﷺ من مات غريقًا، أو مبطونًا، أو مات بالطاعون من الشهداء؛ قال ﷺ «ما تعدون الشهداء فيكم؟» قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: «إن شهداء أمتي إذًا لقليل» ! قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: «من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد» (رواه مسلم)، وقال ﷺ: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» (متفق عليه)، والمبطون هو من مات بمرض في معدته دون غيرها، ومن المتفق عليه فقهًا أنَّ الذي يموت بأي مرضٍ من الأمراض يأخذ حكم المبطون، إذ لا فارق بين الموت بمرض دون مرض؛ فيدخل من مات بمرض آخر في الشهداء بعموم ألفاظ الشريعة وخصوصها.