الأربعاء 30 أكتوبر 2024 06:14 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    حوادث

    توقف بهم الزمن على الصحراوي، حكاية ”أسرة بني سويف” ضحية حادث الضبعة

    مصر وناسها

    في تمام العاشرة صباحًا لملمت أسرة المحامي "ياسر جلال عبد المجيد" أمتعتها للعودة من إجازة المصيف بمرسى مطروح، للعودة إلى محل سكنها بشارع البشري بمدينة بني سويف، ولكن لم تكن تعلم الأسرة أنها رحلة إلى الآخرة.

    الأب ـ ياسر جلال ـ محام ـ احد أفراد الأسرة ضحية الحادث

    عقارب الساعة تتوقف بأسرة بني سويف

    استقلت الأسرة المكونة من 6 أفراد "زوجين و4 ابناء" سيارتها الملاكي متجهة إلى بني سويف، وبعد أن قطعت السيارة 350 كيلو متر تقريبًا، وبالتحديد عند الكيلو 65 بطريق الضبعة الصحراوي توقفت عقارب الساعة عند الواحدة ظهرًا لتعصف بأسرة كاملة، عندما اصطدمت سيارتهم بسيارة نقل ثقيل متوقفة في حادث وصفه شهود العيان بـ"المأسوي".

    موقع حادث أسرة بني سويف بطريق الضبعة

    سيارتهم دخلت تحت النقل

    هرع سائقوا السيارات وآخرون تصادف وجودهم على الطريق إلى مكان الحادث، ليفاجأو باختفاء الجزء الأمامي للسيارة التي زحفت أسفل السيارة النقل بداخلها الأسرة بالكامل، البعض بادر بالاتصال بأرقام هواتف الإسعاف والنجدة، وآخرون حاولوا إنقاذ الأسرة، باستخراج السيارة ومحاولة فك الأبوابها والسقف لإخراج الضحايا التي ألتصقت أجسادهم بالسيارة من الداخل.

    ومع وصول شرطة النجدة مدعمة بسيارات الإسعاف والمطافي إلى موقع البلاغ، حاول الجميع المساعدة لإنقاذ ما تبقى من الأسرة، إلا أن محاولاتهم بأت بالفشل، ليكتشف الجميع أن "الزوجين و3 من أبنائهما" لفظوا أنفاسهم الأخيرة، بينما أصيب الأبن الأخير بإصابات بالغة تشير إلى أنه يتبقى في عمره ساعات ليلحق بباقي أفراد الأسرة.

    سيارة الضحايا زحفت أسفل السيارة الدقل

    وفاة أسرة كاملة من بني سويف

    حيث تبين وفاة الزوج "ياسر جلال عبد المجيد" 49 عامًا، محام، وزوجته "هدى عبد المنعم أحمد" 47 عامًا، موظفة بأحد المصانع الخاصة ببني سويف، وابنائهما "محمد ـ 18 عامًا" و"فاطمة ـ 16 عامًا" و"ندى ـ 14 عامًا" ونقلت سيارات الإسعاف جثامينهم إلى مشرحة مستشفى الحمام، بينما أصيب الأبن الأصغر "جلال ـ 11 عامًا" بنزيف بالمخ وكسر بقاع الجمجمة، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى وادي النطرون التخصصي لتلقي العلاج اللازم، وتم لحتجازه بالعناية المركزة بالمستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، صباح اليوم، متأثرًا بإصابته

    4 من أفراد الأسرة ضحية الحادث

    الحزن يخيم على بني سويف

    وبالعودة إلى محافظة بني سويف ـ محل إقامة ضحايا ـ فقد خيم الحزن والأسى على المحافظة بالكامل، فور نشر خبر الحادث بالمواقع الإخبارية وتداولته صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، ليترحم الجميع عليهم، داعين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم عائلتهم واصدقائهم ومحبيهم الصبر على مصابهم الجلل، والدعاء بالشفاء للطفل المتبقي من أسرة راحت جميعها ضحية للحادث المأسوي.

    عائلة الأسرة الضحية وأقاربهم تقاسموا فيما بينهم، بعضهم توجه إلى مستشفى الحمام لإنهاء إجراءات لستصدار تصاريح الدفن للضحايا الخمسة، والبعض الآخر توجه إلى مستشفى وادي النطرون التخصصي للاطمئنان على الطفل المصاب، بينما مكث آخرون لتجهيز مدافن العائلة وتهيئتها لاستقبال الأسرة، بعد أداء صلاة الجنازة عليهم.

    الأب ـ ياسر جلال ـ محام ـ احد أفراد الأسرة ضحية الحادث

    الأبنة ـ فاطمة ياسر جلال ـ محام ـ احد أفراد الأسرة ضحية الحادث

    5 نعوش في جنازة أسرة بني سويف

    وفي صباح اليوم التالي للحادث تجمع المئات من أهالي مدينة بني سويف، أمام مسجد الأباصيري بوسط المدينة للمشاركة في أداء صلاة الجنازة على الضحايا وتشييعهم لمثواهم الأخير، ومع التاسعة صباحًا وصلت جثامين الضحايا في 5 نعوش بسيارة إسعاف توقفت لأقل من نصف ساعة أمام المسجد لأداء صلاة الجنازة وسط حالة من الحزن إنتابت جموع الحضور، حتى طالت المارة والمترددون على المنطقة الحيوية، ممن سمعوا على الحادث المأسوي.

    وفاة الأبن الأخيرة لأسرة بني سويف

    وبعد مرور أقل من ثلاثة أيام فشلت محاولات إنقاذ الأبن الأخير، ليلفظ أنفاسه داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى وادي النطرون التخصصي، ليلحق بأسرته، ويكتب الحادث نهاية أسرة كاملة مكونة من 6 أفرد "زوجين وأبنين وأبنتين" راحوا ضحية حادث مأسوي في نهاية تدمي القلوب وتقشعر لها الأبدان، ويتوجه اقارب واصدقاء الأسرة المنكوبة إلى المستشفى للحصول على تصريح الدفن ولم شمل الطفل بأسرته من جديد، لكن تلك المرة تحت الثرى.

    5 نعوش في جنازة أسرة بني سويف

    كانوا راجعين من المصيف

    وقال محمد الدلاش، تاجر، صديق الأب المتوفي، إن صديقه كان يعمل محاميًا بينما زوجته كانت تعمل بأحد المصانع الخاصة، ومنذ أسبوع تقريبا توجهوا بأولادهم الأربعة، لقضاء إجازة المصيف بمرسى مطروح، واثناء عودتهم كان يقود هو السيارة وبجانبه زوجته، بينما جلس ابنائهم الأربعة بالمقعد الخلفي.

    وتابع: "اثناء قيادته السيارة فوجئ بسيارة نقل ثقيل متوقفة بالطريق فاصطدم بها من الخلف وزحفت سيارته أسفل السيارة النقل ما تسبب في وفاته وزوجته وثلاثة من ابنائهم بمكان الحادث، بينما أصيب الابن الأصغر بإصابات خطيرة توفي على أثرها بعد 3 أيام من تشييع جثامين والديه واشقائه، ليلحق بهم متأثرًا بإصابته، وجارٍ إنهاء إجراءات نقل جثمانه إلى بني سويف لأداء صلاة الجنازة ودفنه بمقابر العائلة.