سعد الدين الهلالي يتصدر تويتر بعد فتوى الأضحية بالطيور، ومتابعون: صدق أو لا تصدق
مصر وناسهاسعد الدين الهلالي، تصدر سعد الدين الهلالي تريند موقع التدوينات القصير تويتر، بعد فتواه بجواز الأضحية بالطيور في ظل غلاء الأسعار، الأمر الذي أثار حالة من الجدل.
فتوى سعد الدين الهلالي
فتوى الدكتور سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحدثت اختلافًا في الآراء والتعليقات بين متابعي تويتر، ما بين مؤيد ومعارض، خاصة أن داء الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية حسما الأمر.
وعلق عصمت سليم على تويتر قائلًا: "د. سعد الدين الهلالي يدعو إلى تجديد الفكر الديني ليكون الدين في خدمة المجتمع ففي عام ١٩٩٥ وبسبب موجة الجفاف أصدر ملك المغرب قرارًا بوقف ذبح الأضاحي في تلك السنة وقام بذبح كبش نيابة عن الشعب المغربي متشنجين ليه من فتوى الدكتور سعد".
Advertisements
سعد الهلالي
وأضاف حساب آخر قائلًا: "سعد الدين الهلالي مش سبب العسرة ولا سبب الإصلاح الجريء ولا سبب توليع الأسعار وتحميل الراجل وكلامه فوق ما يحتمل ما يصحش هو أستاذ فقه مقارن واتكلم في حكم تقسيط الحج والأضحية والاستدانة بفوايد لأدائهم لا زود ولا نقص هو اتكلم عن التقسيط والاستدانة للحج والأضحية فقط".
أما حساب باسم الشيماء فقد وجهت نقدًا للدكتور سعد الدين الهلالي وغردت قائلة: "كل سنة مع قرب عيد الأضحى سعد الدين الهلالي بيطلع ويفتي بجواز الأضحية بالطيور عشان يبقى تريند وهو عارف كويس إن من شروط الأضحية أنها تكون من بهيمة الأنعام ومحدش من العلماء أجاز الأضحية بالطيور إلا ابن حزم والعلماء وضحوا بطلان الرأي دا".
بينما علق آخر على الفتوى وقال: "صــدق أو لا تصــدق.. أستاذ الفقه المقارن سعد الدين الهلالي يقول بمداخلة متلفزة إنه بدلًا من نشر الاستدانة والتقسيط علينا نشر ثقافة الأضحية بالطيور وهو رأي فقهي موجود".
فتوى سعد الدين الهلالي عن الأضحية بالطيور
علق الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على الجدل المثار خلال الأسابيع الماضية، حول تقسيط ثمن الأضحية والاقتراض لأداء فريضة الحج، قائلًا إن «أصل الاقتراض مشروع لكن الأمر متعلق بالرشد».
وقال خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية «MBC مصر»، مساء الإثنين، إنه يتفهم اقتراض الشخص لأداء فريضة الحج للمرة الأولى في حياته، مشيرًا إلى أن حكم الأضحية مختلف فيه.
ولفت إلى أن بعض المذاهب ترى أن الأضحية سنة، بينما يراها البعض الآخر واجبة وليست فريضة، موضحًا أن «حكم الاقتراض من أجل التضحية يرجع إلى الغرض من الأضحية».
وأوضح أن جميع الفقهاء أجمعوا على أن الأصل في الأضحية منح اللحوم لأهل البيت والتصدق بالقليل منها، مضيفًا أن فكرة التصدق بالثلث ومنح الثلث لأهل البيت، وتوزيع الأخير على الأقارب والجيران، لم ترد إلا في حديث أخرجه أبو موسى الأصفهاني.
وأكمل: «لو الغرض صدقة فمن عدم الرشد الاستدانة لعمل صدقة، عملًا بقول النبي في البخاري وأخرجه أحمد: (لا صدقة إلا عن ظهر غنى)، خاصة أن ثمن التقسيط أعلى من الكاش، ومن ينتفع بالفرق التاجر وليس الفقير، كما أن التقسيط له مخاطر الملاحقة.
ودعا إلى نشر ثقافة الأضحية بالطيور، بدلًا من نشر ثقافة الاستدانة وغلاء الأسعار بالتقسيط، معقبًا: «هذا رأي فقهي موجود لبلال بن رباح وابن حزم الظاهري، وأتحدى أي شخص يقول إن اتباع هذا الرأي باطل».
وأشار إلى أهمية نشر ثقافة حرية شراء المواطنين للحوم بالكيلو من الجزارين مباشرة، بدلًا من شراء الصكوك المحددة بـ10 و3 كيلو في الإعلانات المختلفة.
واختتم: «علينا نشر ثقافة رشد الإنفاق، والذي اتبعه المصريون عام 1967 وما بعدها، كل طالب كان ينكب على كتابه ويذاكر ولا يحصل على درس خصوصي، كنا نرشد استهلاك الكهرباء والمياه ولا نستخدم إلا اللمبة الجاز، يجب أن نتوقف عن فتاوى الرخاء ومنها الإكثار من الحج والعمرة».
فتوى الهلالي ورد مجمع البحوث الإسلامية
ورد الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على فتوى سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بجواز الأضحية بالطيور، وقال «النجار»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صالة التحرير»، عبر فضائية «صدى البلد»، أمس الثلاثاء، إن الأضحية سنة، ومن لم يجد ما يضحي به، فليس إلزامًا عليه بأن يضحي، مؤكدًا أن الشرع حدد الأضحية من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم)، وهي التي تحدد بها الأضحية.
وعن فتوى الهلالي بجواز الأضحية بالطيور، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن بعض الفقهاء تحدثوا في هذا الشأن، ولكن ليس على أنها الأضحية المعهودة.
وأضاف أن الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، ولكن «لو أن شخص مش قادر وأراد أن يتشبه ونوى خيرًا بأي عمل، سواء كانت هذه الأمور أو غيرها، فالله لا يرد من يتقرب إليه بأي عمل حتى لو من الأمور البسيطة، لكن كشعيرة أو ضحية لأ».
رد الدكتور أحمد كريمة
ورد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر على تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والتي قال فيها إنه يجوز الأضحية بالطيور والدجاج، وهذا قول عند ابن حزم الظاهري، داعيًا إلى نشر ثقافة الأضحية بالطيور، بدلًا من نشر ثقافة الاستدانة وغلاء الأسعار بالتقسيط.
وقال في مداخلة هاتفية مع الكاتب الصحفي سيد علي مقدم برنامج "حضرة المواطن"، المذاع على فضائية "الحدث اليوم": "إن الأضحية يجب أن تكون من الأنعام أي يعني من الإبل والبقرة الأهلية والجاموس والأغنام والماعز فقط".
واستشهد الدكتور أحمد كريمة بقول الله عز وجل: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾.سورة الحج الأية (34).
وأضاف: "انعقد إجماع المسلمين في كل زمان ومكان على أن الأضحية والهدي بالنسبة لأعمال الحج والعقيقة إنما من الأنعام فقط، ولا تجوز إلا بالأنعام".
دار الإفتاء المصرية
ومن جانبها أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجزئ في الأضحية إلا أن تكون من الأنعام؛ وهي: الإبل، والبقر، والغنم. والرأي القائل بجواز التضحية بكل حيوان يؤكل لحمه، رأي ضعيف، غير معتبر في الإفتاء، ومخالفٌ لعمل الأمة المستقر، وجاء ذلك بعد تصريحات سعد الهلالي بجواز الأضحية بفرخة أو ديك.
وأوضحت دار الإفتاء أن ما ورد أن أحد الصحابة قال بجواز التضحية بالطيور غير صحيح؛ لأن النصَّ الوارد عنه ليس على ظاهره، وإن حُمِل على ظاهره فهو مجرد اجتهاد من الصحابي، لكنه مخالف لما قد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا حجة فيه.
حكم الأضحية في الإسلام
الأضحيةُ شعيرةٌ من الشعائر ومعَلَمٌ من معالم الدين، وسنة من السنن المؤكدة؛ قال تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ﴾ [الحج: 36]، وقال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2]؛ قال الإمام البيضاوي في "تفسيره" (5/ 342، ط. دار إحياء التراث العربي): [قد فُسِّرت الصلاةُ بصلاة العيد، والنحر بالتضحية] اهـ.
وروى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يُضَحِّي بكبشين أملحين، أقرنين، ويُسَمي، ويُكَبِّر، ويضع رجله على صفاحهما". وفي لفظ: "ذبحهما بيده".
وروى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَأَشْعَارِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».
وفي الأضحية إحياءٌ لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام؛ إذ أوحي إليه بأن يذبح ولده إسماعيل، فلما بادر بالامتثال فدى اللهُ تعالى ولدَه بكبش، فذبحه بدلًا عنه؛ قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: 107].