بعد واقعة عروس الإسماعيلية.. شيخ الأزهر في تصريحات سابقة: الشرع لا يأمر الزوج باستعمال الضرب حتى مع الناشز
مصر وناسهاأثارت واقعة الزوجة الشهيرة بعروس الاسماعيلية جدلا واسعا عبر موقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تحريرها محضرا ضد زوجها متهمة إياه تعديه عليها بالضرب المبرح، وإحداث بعض الإصابات في أماكن متفرقة بجسدها.
وقبل نحو 8 أشهر، ثار جدلا واسعا حول مقطع فيديو تداوله مستخدمي التواصل الاجتماعي، ظهر خلاله شخصا يرتدي بذله ويعتدي بالضرب على عروس، ثم تبين بعد ذلك أنه زوجها، وحينها حررت ضده محضرا لكن انتهى الأمر بالصلح.
وفي تصريحات سابقة، حسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قضية ضرب الزوج، حيث قال إن ضرب الزوجة ليس مطلوبًا.
شيخ الأزهر: يستخدم كالعلاج المر إذا تأكد أن هذا هو الدواء الوحيد
وقال شيخ الأزهر خلال مقطع فيديو قديم: أتمنى لو نفكر نحن كمجامع علمية أو برلمانات أو مجالس شيوخ، عندنا الضرب، ضرب الزوجة ليس مطلوبًا، أشك أن الفرق دقيق بين أن يُطلب للناشز وبين أن يكون مباحا للزوج أن يلجأ إليه إذا تأكد أن هذا هو الدواء الوحيد، فمن حقك أن نأخذ دواء مر مثلا، هو فيه مرار فعلا لكنه يزيل الألم، فجواز الضرب من هذا القبيل.
الإمام الأكبر: الشرع لا يأمر الزوج حتى مع الناشز أن يستعمل الضرب
وأضاف الإمام الأكبر: الشرع لا يأمر الزوج، حتى مع الناشز أن يستعمل الضرب معها، أو هذا العلاج، فمن حقه أو يباح له عدم فعل ذلك مع الناشز يعني الضرب، ولو لم يستعمل هذا الحق فله الشكر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: خياركم الذي لا يضرب، بل إذا تحمل فهذا شيء عظيم.
وواصل شيخ الأزهر: في ناس تلجأ لهذا العلاج من أجل تنكمش الزوجة لا أقول لأن تنكسر نفسها، ولكن لأن تنكمش من تضخم موهوم، إذن الضرب ليس واجبًا ولا فرضًا ولا سنة ولا مندوب ولكنه أمر مباح.
وأكمل شيخ الأزهر: عندي قاعدة تانية، لولي الأمر أن يقيض المباح إذا رأى أن هذا المباح في بعض تطبيقاته يتسبب في ضرر عليها، وطبعا لا يوجد ضرر أكثر من الضرر الذي تتأذى منه الزوجة الآن؛ لأن معظم الزوجات الآن مثقفات ومتعلمات، واللجوء إلى الضرب ربما يسبب أذى نفسي ينعكس سلبًا على الأسرة.
ونوه بأن: كثير من زملائنا قد يقولون أن ذلك في القرآن، وأنا أعلم ذلك، لكن عندي أنا عطاء وهو من كبار الفقهاء، قال لا يضرب لأنه مباح، فمن حقه أن يعدل عن هذا المباح إنما المشكلة لو كان أمرا كنت أسلم ولا أستطيع أن أقول من حقه أن يعدل عن هذا المندوب أو المسنون أو الفرض، لكن هو مباح والشرع أعطى لنا الحق في المباحات أن نفعلها أو لا نفعلها، لذا قال عطاء يستمر في غضبة ولا يضرب، وهو هنا لا يرفض القرآن لكنه يعلم أنه أمام مباح لك أن تأخذ به أو تدعه.
واختتم شيخ الأزهر: هذا ما أريد أن أكون وفقت له، وهو بيان الفرق بين مباح يعطيك الشرع الحق في فعله وبين أن يأمرك بشيء وهنا لا تستطيع أن تتركه.
وفي نفس السياق، قالت دار الإفتاء المصرية، إن العنف الأسري منكر مذموم من الناحية الشرعية، وتشتد الحرمة إذا مُورِس ضد الأنثى داخل الأسرة.
الإفتاء: ضرب الزوجة أو التعرض لها بالعنف حرام شرعًا
وأضافت الإفتاء عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في وقت سابق: العنف الأسري منكر مذموم من الناحية الشرعية، وتشتد الحرمة إذا مُورِس ضد الأنثى داخل الأسرة، وهو أشد إذا مُورِس ضد الزوجة، فقد بَنَتِ الشريعةُ معاملةَ المرأة على أساس المودة والرحمة؛ ومن ثم فضرب الزوجة أو التعرض لها بالعنف حرام شرعًا.
الإفتاء أشارت إلى أن: ما ذكرته آية سورة النساء من الضرب إنما هو صورة من صور التأديب اللائق بوضع معيَّن، وله ضوابطه التي تناساها الناس حتى وصلوا في التطبيق إلى نقيض مقصودة؛ فلا مانع حينئذٍ من منعه وتجريمه وَفقًا لتغيُّر النظم القانونية والاجتماعية، ويكون منعه هو الموافق لفعل النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم ولمقاصد الشريعة الغرَّاء وأخلاقها.