الجمعة 22 نوفمبر 2024 04:31 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    محافظات

    «الرزق يحب الخفية».. بسمة تعول أسرتها من «نصبة شاي» ومعاش تكافل وكرامة اترفضت

    مصر وناسها

    تستيقظ مبكراً، تحمل «عدتها» البسيطة المكونة من «جردلين بلاستيكيين أحدهما به مياه، وصفيحة من الصاج، وغلاية صغيرة»، بالإضافة إلى «كرتونتين مملوئتين بالبسكويت وبعض الحلوى وزجاجات المياه المعدنية»، فضلاَ عن عدة أكواب بلاستيكية ونصف كيلو من الشاي ومثله من الينسون وعلبه نسكافيه.

    تعرف وجهتها منذ عامين، تجلس بجوار سور مستشفى كفر الشيخ الجامعي، لكسب قوت يومها، يعرفها المترددون جيداً، ومع انتشار فيروس كورونا وتوقف أعمال البناء، توقف زوجها الذي كان يعمل بـ«اليومية»، عن العمل، فزاد حملها وأصبحت تجلس بالساعات الطويلة أملاً في أن تعود ببضع جنيهات لسد رمق أطفالها.

    بسمة جمال، سيدة أربعينية، تضطر للجلوس يومياً تحت حرارة الشمس، بـ« نصبة الشاي والبسكويت»، التي أصبحت مصدرًا لرزق أسرتها بدلاً من مد يدها لأحد، «كان جوزي شغال باليومية في مجال المعمار، لكن مع انتشار كورونا زادت الأعباء، بعدما توقفت أعمال البناء، ولدي طفلين يبلغان من العمر 5 أعوام وعامين، فبضطر أخرج من بدري بدلاً ما كنت بشتغل 3 ساعات، وبعد ما قدمت على معاش تكافل وكرامة واترفضت مبقتش عارفة ممكن أعمل إيه، والمنحة الـ 500 جنيه مش بتكفي أي حاجة، وأنا ساكنة في بيت حمايا».

    مضايقات كثيرة تتعرض لها الزوجة الأربعينية، خلال رحلة جلوسها أمام سور مستشفى كفر الشيخ الجامعي، لكنها لم تستسلم لكسب رزق أطفالها، «بيضايقوني، أوقات ممكن الحي يجي ويقولي أمشي من هنا، مع أني بفرش جوار ركنة العربيات، يعني مش بضايق حد، ومنها بسترزق وآخر اليوم برجع لعيالي بلقمة كويسة، مش سهل عليا أقعد هنا من الصبح بدري لقرب العصر، ونفسي في كشك عند القنطرة أو في أي مكان، علشان ألاقي أسد رمق أطفالي».

    تقول الزوجة، « الرزق بيحب الخفية، ومحدش هيبقى قاعد في بيته وهيكسب قوت يومه، أنا بقعد ورا العربيات، علشان محدش يمشيني، لأنه المصدر الوحيد لأكل عيشي وأولادي، بجيب بضاعة من محل جنب البيت، وبرجع آخر اليوم بـ 80 جنيه مثلاً، بسدد تمن البضاعة، ومكسبي بسيط، بجيب بضاعة بـ 400 جنيه بيطلعلي منها مكسب من 50 لـ80 جنيه، وراضية طالما بعرف أكل ولادي، لكن بتمنى من محافظ كفر الشيخ أو رئيس الوزراء يوفرولي كشك، علشان أحس بالأمان أكتر وأشتغل وأنا مش حاسة إني مُهددة».

    انتشار كورونا تكافل وكرامة مستشفى كفر الشيخ الجامعي