نقيب الموسيقيين اعترض على صوت العندليب وكل الملحنين تهربوا منه
نورهان حمدي مصر مصر وناسهامر اليوم 45 عاما على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 30 مارس عام 1977 ، ولكنه سيبقى دائماً فى وجدان الملايين من كل الأجيال حاضراً بصوته وفنه العابر للزمن والحدود والمعبر عن كل المشاعر الإنسانية والرومانسية.
ولكن رغم موهبة حليم الكبيرة وما وصل إليه من شهرة ونجومية جعلت كل الموسيقيين والشعراء يتمنون التعاون معه إلا أنه فى بداية مشواره لم يكن الوضع كذلك ، بل قد لا يتخيل الكثيرون من عشاق العندليب أنه لم يجد من يلحن له وأن كل الملحنين تهربوا من التعاون معه.
وهو ما كشفه الموسيقار الكبير كمال الطويل رفيق عمر العندليب فى مقال نادر كتبه عام 1957 تحت عنوان "نقيب الموسيقيين عارض اشتغال عبدالحليم وكل الملحنين تهربوا منه"، وشرح فى هذا المقال كيف أثرت صداقته للعندليب فى مصير كل منهما، حيث أصبح هو ملحناً من أجل عيون صديقه ليضع عبدالحليم على أول طريق الشهرة.
وجاء في تصريحات الملحن الكبير ايضاً أنه تزامل مع حليم أثناء الدراسة بمعهد الموسيقى وبعدها عمل الطويل مراقباً للموسيقى بالإذاعة، وقرر أن يفتح لصديقه الطريق ليغنى فى الإذاعة ولم يكن حينها يهتم بالتلحين أو الغناء وكان تركيزه منصب على مسئوليته كمراقب للموسيقى بالإذاعة.
اقرأ أيضاً
وأشار كمال لطويل إلى أن نظام العمل بالإذاعة وقتها كان رتيباً يقتضى أن يختار الملحن المطرب الذى يسند له ألحانه، وأنه طلب من عدد من الملحنين أن يسندوا لحناً من ألحانهم لصديقه العندليب لكنهم كانوا يتهربون، ولأنه كان مؤمناً بموهبة صديقه قرر أن يلحن له أغنية ليقدم بها فى الإذاعة، خاصة أنه كان المعتاد وقتها ألا يلتحق أى مطرب جديد بالإذاعة إلا إذا غنى من ألحان أحد ملحنيها.
كما كانت لجنة الإذاعة وقتها مكونة من الإذاعى الكبير حافظ عبدالوهاب ونقيب الموسيقيين وقتها عبدالحميد عبدالرحمن وكمال الطويل، وعارض نقيب الموسيقيين اشتغال حليم كمطرب، وكان يرى أن عازف الأوبوا لا يمكن أن يكون مطرباً، وانسحب من اللجنة ، ولكن كان الطويل وحافظ عبدالوهاب مؤمنين بموهبة حليم ، وأخذ كل منهما على عاتقه مسئولية تقديم هذا المطرب الجديد للناس، وهو ما دفعهما للبحث عن اسم رنان لعبدالحليم غير اسم عبدالحليم شبانة، وحتى لا يخلط الناس بين اسمه واسم شقيقه اسماعيل شبانة الذى كان نجماً بالإذاعة وقتها، ولذلك اختارا لعبد الحليم اسما مشتقا من اسم الإذاعى حافظ عبدالوهاب، ليكون اسم العندليب عبدالحليم حافظ، ووضع كمال الطويل لصديقه أول لحن ليلتحق به بالإذاعة ، ومن هنا شق كمال الطويل طريقه كملحن وموسيقار كبير بعد أن نجحت ألحانه بصوت عبدالحليم نجاحاً كبيراً، فأقبل عليه كبار المطربين والمطربات ليلحن لهم، ونجح الصوت الجديد ليهدى الفن عندليبا أسمر متفردا فى تاريخ الطرب.