الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:58 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فن وثقافة

    عادل أدهم عندما تنكر منه ابنه الوحيد

    مصر وناسها

    لم اصدق مارأيته بعينى في ملامحه حينما شاهدته وجها لوجه لاول مرة .. كانت ملامحةالصارمة التى تصل احيانا الى حد القسوة ذابلة .. وكانت عيناه المرعبتان في معظم ادوار الشر حبيستان بالدموع .. همست لنفسي في ذهول :

    * لا يمكن ان يكون هذا الرجل هو الفنان الكبير عادل ادهم !

    كنا وقتها فى احد الاستوديوهات لعمل مونتاج فيلم " كلاب الحراسه " الذى اصر مخرجه العائد من لندن " سيد سيف " في هذا الوقت على ان اشارك في لقطات مهمة بالفيلم ,وكانت سعادتى لا توصف لانى سألتقي بكبار نجوم السينما فى هذا الوقت "شكري سرحان .. وعادل ادهم ..و سهير رمزى .. وحسين فهمى " .. وبالفعل اجريت معهم جميعا حوارات ولقاءات مفعمة بالود والصراحة ونشرت بعضها في صفحة السينما حينما كان يشرف عليها الناقد الراحل الكبير " احمد صالح " رغم اننى لم اكن محررا فنيا طوال عملي في بلاط صاحبة الجلالة .. لكن لم تكن " حالة " الفنان الكبير عادل ادهم لم تسمح لي بالاقتراب منه او الحديث معه او حتى سؤاله عن الصورة التى يبدو عليها !

    كاد الفضول الصحفي يفسد علىّ متعة اللقاءات مع نجوم الفيلم طالما اننى لا اعرف سر الدموع الحبيسة في عينى عادل ادهم !.. وشعرت بالراحة الشديدة عنما كشف صديقى الماكيير الفنان محمد عشةب الحقيقة بدءا من قصة عادل ادهم وزوجتة الاولي " يميترا" .. وحتى دموعه التى عاد بها من اليونان!

    كانت "يميترا" يونانية رائعة الجمال , فاتنة الانوثة جاءت لمصر قبل سنوات طويلة لزيارة اقرباء لها وجمعت الصدفة بينها وبين عادل ادهم الذى كان فتى احلام جميلات الاسكندرية دون ان يفكر في الزواج من احداهن ,الا ان هناك نوعا لا يرضيهن الحب المجرد ويسعين لتتويجه بالزواج وكانت " يميترا " من هذا النوع الذى دفع "عادل ادهم " للارتباط العائلي بها , لكن يبدو ان الطبع يغلب التطبع فلم يتغير عادل ادهم بينما ارادت زوجته ان تعيش حياة هادئة , فهى شديدة الغيرة , تكره سهر زوجها خارج البيت .. تحلم بالاستقرار .. وكان طبيعيا ان يصطدم الزوجان ذات ليلة تطور فيها النقاش الى مشادة ثم علقة ساخنة للزوجة على يد زوجها الذى يكره القيود .. لم يستيقظ "ادهم " في اليوم التالي حتى اكتشف ان زوجتة الجميلة تركت البيت .. بحث عنها في كل مكان دون جدوى حتى علم من صديقتها انها عادت لليونان وهى حامل في شهورها الاولي .. مرت سنوات وجاء من يهمس في أذنيه بأن زوجته حصلت على الطلاق هناك بعد ان انجبت طفلها الاول منه في اليونان .. سافر اليها لكنه عاد خالى الوفاض فلم يمكنه العثور عليها هي وطفله .. سنوات اخرى مرت وعلم الفنان الكبير ان ابنه الوحيد كبر وتخطى العشرين عاما ويعيش مع امه وزوجها الثانى ويعمل في احد المطاعم .. طار اليها " ادهم " واحسنت طليقته استقباله ومنحته عنوان ابنه .. ذهب اليه في المطعم وعانقه فاستغرب الشاب من تصرف هذا الضيف القادم من مصر! .. صارحه " أدهم " أنه " أبوه " لكن الابن سخر منه لان الاب لا يترك ابنه خمسة وعشرين عاما ثم يسأل عنه!! .. حاول "ادهم " ان يستنفر عاطفة الابن بكل السبل , لكن الابن ينهي المقابلة قائلا لابيه انه مشغول ثم ينظر اليه الابن طالبا منه الجلوس او الانصراف لانه الأن في هذا المكان مجرد زبون بالمطعم !.. كلمات قاسية جرحت قلب الفنان الكبير الذى خرج من المطعم شبه مطرود من ابنه الوحيد ثم عاد للقاهرة تأبي الدموع ان تجف في عينيه !َ

    سألنى صديقي : هل فهمت الان ؟!

    * نعم .. لكنى أتألم مثله !

    سبحان مغير الاحوال .. شاهدت الفنان الكبير بعد سنوات اخرى يبتسم وتعلو ضحكاته ويتردد صداها في ردهة احد الفنادق الكبري .. كان في قمة سعادته ونشوته والى جواره حسناء تبدو سعيدة بسعادته , واخبرني صديقي في هذا الوقت الفنان الكبير محمد عشوب ان هذه الحسناء رغم فارق السن الكبير بينها وبين عادل ادهم هى زوجته التى اصبحت في حياته الأم والحبيبه والزوجه والصديقه .. السيدة لمياء السعداوى !

    عادل أدهم بكاء عادل أدهم الفنان الكبير عادل ادهم الفن والمشاهير مصروناسها أخبار اليوم اليوم السابع بلس