الدالى حسين.. لماذا اطلق عليه لقب ”الحاكم المجنون؟”
كتب مجدي درويش مصر وناسهاالدرب الأحمر بكل شبر فيه حكاية بديعة ، حيث يرجع تاريخه لأكثر من الف عام . فالدرب الأحمر هو واحدا من اقدم بقاع القاهرة . واليوم نحكى عن احد فصول هذا التاريخ،تاريخ شارع خلد ذكرى احد الولاه العثمانيين الذين حكموا مصر لفتره قصيرة نسبيا وهى عامان ولكن كان من اغرب الحكام عبر التاريخ انه حسين باشا الدالى.
-عُرفت حارة الدالى حسين فى بداية نشأتها فى بداية القرن الخامس الهجرى باسم حارة الهلالية و انشأها الوزير " المأمون بن البطائحيّ " وهو ثالث الوزراء الاقوياء في العصر الفاطمي الثاني المعروف بعصر نفوذ الوزراء أو الوزراء الملوك الذي بدا ببدر الجمالى وانتهى بصلاح الدين الايوبى، وَكَانَ شَهْماً مِقْدَاماً، جَوَاداً بِالأَمْوَال، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، ،.وقد قتله الخليفة الأمر باحكام الله الفاطمي لتدخلة في شئون الحكم. وكانت حارة الهلاليه تشمل بالاضافه الى الدالى حسين حارة العمارة و درب الهلالية .
- عرفت هذه الحارة بالدالى حسين فى القرن الحادى عشر بسبب سكن الوزير حسين باشا المعروف بدالى حسين الذى يقول عنه محمد أمين بن فضل الله بن محب الدين بن محمد المحبي الحموي الأصل، الدمشقي (المتوفى: 1111هـ) فى كتاب " خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر "
- حسين باشا المعروف بدالى حسين نديم السلطان مراد وأحد الوزراء الكبار أصله من قصبة بيكشهر من ناحية قرمان رحل في مبدا أمره إلى قسطنطينية وخدم في حرم السلطنة وصار بها من طائفة البلطجية وقدم دمشق في سنة ثلاث وثلاثين وألف قاصدا الحج وعليه خدمة السقاية في طريق الحج ثم ترقى بعد ذلك إلى أن صار والى مصر وقدم دمشق في سنة خمس وأربعين وتوجه إليها وكانت أحكامه فيها معتدلة ثم عزل عنها وسار إلى دار السلطنة ولما اجتمع بالسلطان مراد أوصله دفترا بجميع ما حصله في مصر من مال وأسباب وأمتعة وقال له هذا جميع ما أملكه في دولة الملك فانعم عليه وقربه وجعله من أخصائه وندمائه وصحبه معه في سفر بغداد وبعد وفاة السلطان مراد ولى حكومة بغداد وهو ثالث حاكم بها بعد فتحها الأخير ثم ولى بودين وولى وزارة البحر ثم عين في زمن السلطان إبراهيم إلى جزيرة كريت فسار إليها وأقام بها سبعة عشر سنة في محاربة وفتح أكثر بلادها وقراها ولم يبق بها إلا قلعة قندية كما أسلفته في ترجمة السلطان إبراهيم ثم أرسل إليه ختم الوزارة العظمى وبقي لوصوله إليه مسافة أربع ساعات فاسترد وكانت الوزارة فوضت إلى غيره ثم طلب هو إلى تخت السلطنة ودخل إلى أدرنة بموكب حافل واجتمع بالسلطان محمد ابن إبراهيم فأقبل عليه ثم أرسله إلى قسطنطينية وأمر بوضعه في المكان المعروف بيدى قله وبعد أيام أمر بقتله فقتل ودفن في داخل المكان المذكور وقبره ظاهر ثمة ولقتله خبر مطول ملخصه إسناد بعض حسدته إليه التهاون في أمر قندية وأنه كان خامر مع الكفار في محاصرتها واستفتى مفتي الدولة في قتله فامتنع ذهابا منه إلى براءته من ذلك فعزل ذلك المفتي وولى مكانه رجل أفتى بقتله فقتل وكان قتله سنة اثنتين وسبعين وألف رحمه الله تعالى "
عندما تخلد منطقة الدرب الأحمر حاكم لم يدم فترة ولايته سوى عامان فلابد ان يكون خلفه قصه فما هى قصة هذا الحاكم الذى وصفه المصريون بالمجنون .
- حسين باشا الدالى الذى حكم مصر عام 1635م فى عهد السلطان مراد الرابع وكانت مدة ولايته سنتين ويذكر عنه أنه كان شجاعا وفارسا يميل إلى القتل فى كل مواقفه وهو أحد أهم الحكام فى تاريخ مصر الحديث و سبب تسميته بالمجنون (وهى اشبه بالمدح) ذلك لأنه كان يركب خيله ويسير فى شوارع مصر متخفيا ليلا فمن يجده شقيا يقتله بلا ادني تفكير ويروى أنه قتل فى ليلة واحدة ما يقرب من خمسين نفسا وذات يوم كان متوجها إلى مصر القديمة فرأى الخلق مجتمعين فى خضرة البطيخ فهجم عليهم وقتل منهم 13 نفسا فسُمى بالمجنون. كان للوالي حسين باشا الدالي دور في محاربة الفساد بالمتنزهات (كانت هى اماكن اللهو والمعاضى)
مدرسة الشهيد الدالى فى درب الاغوات بالمغربليين ليس لها علاقه باسم هذا الحاكم ولكن المدرسة مسماه على اسم الشهيد محمد حسن الدالى احد أبطال حرب 1956 العدوان الثلاثى وقد استشهد..ومعه الشهيد محمود مبروك واخريين وتكريما له سميت مدرسة المغربلين باسم البطل الشهيد "محمد حسن الدالى" .
- أما درب الدالى وحارة الدالى ومنطقة الدالى حسين فتنسب لأسم هذا الحاكم .