الجمعة 22 نوفمبر 2024 02:47 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المقالات

    نادي السلاح المصري

    مصر وناسها

    بجوار مقر دار الأوبرا قديما (جراج الأوبرا حاليا) في وسط القاهرة، يُلمح سور حديدى معلق عليه لافتة تحمل نحتًا بارزًا سيوف المبارزة وعبارة (نادى السلاح المصرى)، السور يحيط مبنى وحديقة يعودان إلى نهايات القرن التاسع عشر، المبنى يعود إلى نادى السلاح المصرى، وهو أول ناد لرياضات المبارزة بالشرق الأوسط وإفريقيا، والحديقة هي حديقة الأزبكية واحدة من أقدم الحدائق بالقاهرة والتى تحوى الكثير من الأشجار النادرة

    نادى السلاح المصرى أو (الملكى) تأسس عام 1891 وهو أول ناد متخصص للمبارزة، تأسس على يد مجموعة من الأمراء والوجهاء الأجانب على رأسهم الجنرال ماكسويل، ومدرب السلاح العالمى كونستانتسى، وشيكوريل، أحد أبرز رجال الأعمال آنذاك، وتأسس على جزء من حديقة الأزبكية، التي صممها مسيو دلشفيادى، مفتش المزارع الخديوية في عهد الخديو إسماعيل. في عام 1931 أصبح النادى يتمتع بالرعاية الملكية، حيث أطلق عليه الملك فاروق لقب نادى السلاح الملكى المصرى، واجتذب النادى إلى عضويته العديد من أفراد الأسرة المالكة. وجاءت ثورة 23 يوليو 1952 و تغير اسمه إلى (نادى السلاح المصرى).

    بجانب بوابة النادى الرئيسية، يستقبل الزوار نصب تذكارى يحمل شعار نادى السلاح المصرى المكون من سيفين، باللونين الأزرق والأحمر تحته عبارة (النصب التذكارى لشهداء السلاح) ووُضع هذا النصب تخليدا لذكرى استشهاد سبعة من أعضاء فريق السلاح المصرى لعام 1958 مع مدربهم، بعد انفجار الطائرة التي كانت تقلهم من لندن إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال توجههم للمشاركة في بطولة العالم.

    يتكون نادى السلاح المصرى من مبنيين، الأول مبنى مسجل بالتنسيق الحضارى، والآخر مبنى حديث به قاعات تدريب، يتكون المبنى الأول من طابقين به قاعة تدريب رئيسية، تحمل أسماء أبطال لعبة السلاح من شهداء حادث الطائرة، وغيرهم، ومجهزة بمعدات التدريب الحديثة، إلا أنها مغلفة بالخشب القديم، والحوائط مزينة بدروع وسيوف تشير إلى زى المحاربين سواء قادة أو عساكر تعود إلى العصر الإسلامى وما تلاه، وتضم قاعة التدريب غرف خلع الملابس وبجوارها قاعة اللياقة البدنية وتحوى ميزانا قديما يعود إلى أوائل القرن العشرين، كان وما زال يستخدم لقياس وزن اللاعبين. والدور الثانى به المبنى الإدارى، والمبنى الآخر مبنى حديث يضم صالات تدريب،وملحق بقاعات المبنى الإدارى سطح مطل على حديقة الأزبكية، مزين بأيقونات تحمل العلم المصرى القديم المكون من الهلال وثلاث نجوم، والسطح كان مكان استراحة الملك فاروق وهو يتابع البطولات في النادى

    يضم النادى العديد من القطع الأثرية، منها خوذة منسوبة لصلاح الدين الأيوبى، ومجموعة من السيوف نُقِلَت من متحف قلعة صلاح الدين إلى النادى، بالإضافة إلى تواجد العديد من الصور تعود إلى عصر الملكية وتحوى ذكريات لرواد النادى والبطولات التي عقدت فيه، وصور مراسم استقبال الملك فاروق بالتحية الرسمية للعبة وأسلحة التدريب المختلفة، وتكريمات لأبطال النادى وغيرها من ذكريات النادى، بالإضافة إلى احتفاظ القاعة بمقاعد يقال إنها تخص الملك فاروق، وطاولة اجتماعات كبيرة تخصه أيضا.