الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:29 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المقالات

    يوميات طبيبة فى عصر الكورونا

    مصر وناسها

    انا طبيبه صدر في عصر الكورونا

    فالصباح الباكر و كالعاده كوب الشاي و الافطار لي و لاسرتي قبل النزول للعمل و بداخلي كطبيبه كيف سوف اتعامل مع المريض و هل ساستطيع ان اهدء من هلعه و خوفه هل اطمئنه فيتعامل باستهتار ام اخيفه اكثر فيدخل فارتياب و ارتباك كان عليه ان اصطدم بالواقع مع اول عياده بزمن الكرونا ذهبت للعمل و دخلت عيادتي بالمستشفي و دخلت مريضه يبدوا عليها القلق و الخوف و عدم الارتياح ترتدي الجوانتيات و يبدوا انه بيدها من أمس و بدأ الحديث انا : اهلا و سهلا اتفضلي المريضه : و لا اهلا و لا سهلا انا جايه عاوزه اطمن انا : طيب اسمك ؟ سنك؟ ايه الامراض المزمنه اللي بتعاني منها؟ المريضه : طمنيني يا دكتورة انا عندي كرونا و للي لا انا: طيب يا ستي بتشتكي من ايه المريضه: مبشتكيش من حاجه انا : جميل الحمد لله يبقي حضرتك زي الغل تقدري تروحي المريضه: ايه ده يا عني مش هتعمليلي شويه تحاليل تتطمنيني بيهم و لا اشعه كده تشوفي عندي ايه انا: ( في سري) يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم لا يا حبيبتي انت تروحي و ان لا قدر الله ظهر اعراض تجيلنا المريضه: يا عني اجي كل ده فالطريق عشان اروح انا و قبل ان اخرج عن شعوري اتفضلي يا حبيبتي روحي عسان بقيت المرضي اللي تعبانين اشوفهم المريضه: تيييييييييييت..... و بعدها دخل عديد من المرضي من منهم يشكو و من منهم علي نفس شاكلتها و احمد الله ان اعصابي لم تفلت حتي قبل نهاية العياده بفتره وجيزه حيث تم استدعائي من طبيب الطوارئ و ذهبت و وجدت مريض يبلغ من العمر ارذله لا يستطيع ان يكمل خطواته بدون مساعده و لا اعلم كيف اتي من بيته بهذا الشكل و مع كل هذا التنبيه عن عدم النزول الا للضرورة فصمت لفتره وجيزه حتي استمع لعل و عسي ان اجد عنده الضرورة التي ادت الي نزوله و توجهه الينا لا ستمع للآتي المريض : يا دكتورة انا و لادي رموني بره البيت انا: ( في ذهول) بتقول ايه يا حاج المريض : ولادي رموني بره البيت و خدوا المفاتيح مني و ابني الكبير لسه راجع من بره و عشان جاتلي سخونيه امبارح رموني بره البيت بس بقيت كويس دلوقت نفسي مضايقني شويه بس انا الحمد لله احسن و عاوز تقرير اني كويس عشان يدخلوني انا: (و الاندهاش لا يفارقني) طيب يا ابويه هنعمل شويه تحاليل و اشعه نطمن عليك و اذ بالمفاجأة اشتباه لفيروس كرونا بعد ان تم عمل الازم له المريض: انا كده كويس يا بنتي انا: معلش يا ابويا هنضطر نروح بعربية الاسعاف للحميات عشان ناخد ماسحه المريض: بكاء شديد يا عني انا كده مش هتروحيني طيب يا بنتي شوفي الازم و اعمليه اهه علي الاقل هلاقي مكان ابات فيه انا: الصمت و الاندهاش في ذات الوقت انتهي اليوم الاول و انا لا اصدق نفسي بما حدث لي من مرضي مستهتريين لاناس مظلومين و لا اعلم كيف مر هذا اليوم دون ان افلت اعصابي هل المرض عيب ام اننا فقدنا عقلنا بالخوف علي انفسنا.

    يوميات طبيبة كورونا